عبدالجبار الحمدي

مثلما استباحت سنين عجاف السلطة بكارة فكره، صار لا يتقمص قول الحقيقة حتى في ظنه، فشرع يفترش الوحدة وإياه يتسامران الليل التي فرض عليها ان تكون جارية، بعد ان طوعوها بمسمى جديد قديم فالجواري تباع وتشرى أما هذه فهي دون أجر الكثير من البشر يقتنيها دون ثمن لأنها المؤذن الوحيد الذي لا يصلي وراءة عين...
المطر غزير، السقف مترهل بائس، يقبع باشو في احد أركان كوخه المتهالكة، يمسك بتميمته التي لا ينفك يفركها وهو يسبح بما يؤمن فبوذاه القديم قد فرط بعهده وميثاقه بعد ان نكل باشو بالقسم، نعم لقد أخطات وهو يتطلع الى الغمامة السوداء التي تمر في السماء تنزل الموتى الذي خالفوا العهد دون مواثيق تسمح لهم بأن...
نظيف مصقول كالماس، لا يفتأ ونفسه تأنقا وألقا، هكذا عُرِفَ عنه، الرجل اللامع القادم من الخارج ببطاقة تسوية ومساومة، كل يوم قبل أن يدخل مكتبه يسأل عامل النظافة هل رششت مبيد الحشرات والبراغيث إضافة الى ملطف الجو؟ فأنا اعلم جيدا كما انت أن مكاتبنا تابعة وبالقرب من معمل لكبس النفايات وهذا ما يسبب لي...
لا أنخرط ولا أتماشى أبدا بين العامة من الناس... فالكابوس الذي أعيش اراه اشد قربا من تلك الأفواه التي تمضغ جروح قَرِحة النفاق، الدجل والتدين المبرغث، خاصة فيما إذا دلف على مسامعهم أو اعينهم شيئا لم يروه من قبل لذا اراني أقول غير معتقدا: إذا أردت أن تجاور عليك أن تساير، وإذا أردت أن تساير عليك أن...
خاَلهُ الناس مجنونا، عندما يأتي في كل صباح وهو يحمل شبه صندوق خشبي، فجأة يتوقف أمام الجدار العريض الذي أكلته الأملاح وبول المارة والكلاب السائبة، رائحته لا يمكن مجابهتها، لكن يبدو انه قد اكتسب المناعة دون أن يعلم، ضاع وجه الجدار إلا من رسم صورة شبحية المعالم تلك التي يجلس قبالتها، يضع ساق على...
جاوز السبعين عاما من عمره المتليف هما، ركب الموت صهوته متى ما أعياه التعب حوله، يُلَوح له بسيف المنايا، يراه هو ثم يستعرض وجهه بابتسامة خالية من طعم المرح، فقد ضاعت بين أخاديد وجهٍ تموج قهرا من عدم تغيير حال، رافقه كهف فم مظلم بعد ان فقد كل سكان باحته، فما عادت تضفي بياض أمل، فقالت: أتراك...
هناك حيث خيوط عزلتي المحتدمة تشابكا وقفت احل عقدها.. ظنا أني قد امسك برأس خيط يقيني عزلتي التي ما ان ادخلت إليها حتى اغلقت كل نوافذ الضياء، رحبت بها بداية غير اني لم اعي أني ادخل عالم موءود كل جدرانه مساحات معتمة.. جدت في يقظة من ظن اني سأعيد تلوينها هكذا؟!! يا لخبلي اراني مجنون وقد اطلت شعر...
في كل مساء تتقلب على فراشها شبه عارية، بعد ان تاخذ زينتها مَحِلها، تراقب ميل الثواني حيث يتسارع بالقفز كدقات قلبها الذي ان أرادت له الاسراع قَلَبت نفسها على فراشها لأكثر من مرة، ليبدو لها أنها تجري ليتسارع بدورهِ قلبها في نبضه، يعلنها انه ربما سيتأخر رغم مُضي الوقت، تشعر بالامتعاض، تُبدد ذلك...
تأتزر حزنها وهي تدفع باب الحانة التي ما أن دخلتها حتى تسارعت إليها رائحة الدخان والويسكي والجعة... تنشقته لكأنها تريد أن تُشعر براعم أنفها قائلة لها: ها انا أعود بك محاولتي الاقلاع بشتى الوسائل لكن يبدو أني فشلت فعالمي بائس مليء بالترهات، إني بلا عمل وكثرت ديوني، أكاد ألقى الى قارعة الطريق بعد...

هذا الملف

نصوص
114
آخر تحديث
أعلى