حضور الجائحات والأوبئة والأمراض في الاداب والفنون

وملنيَ الفراش ُ وكان جنبي يملُّ لقاءه في كل عام ِ عليلُ الجسم ِ ممتنعُ القيام ِ شديدُ السكر من غير المدام ِ وزائرتي كأنَّ بها حياءً فليس تزورُ الا في الظلام ِ بذلت لها المطارف والحشايا فعافتها وباتت في عظامي يضيق الجلد عن نفسي وعنها فتوسعه بأنواع السقام ِ أراقب وقتها من غير شوق مراقبةَ المشوقِ...
وزائرتي كأن بها حياءً ** فليس تزور إلا في الظلامِ قليل من الشعراء هم الذين يكتبون عن لحظات الفرح والمرح والسعادة والسرور التي تمر بهم في حياتهم، وكثيرون من الشعراء هم الذين يلجأون إلى أقلامهم في حالات الهم والحزن والألم والأسى والمرض والاحتياج والعوز، لذا فقد كثرت قصائد الحزن والألم والوحدة...
سكَن الليلُ أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ صَرخَاتٌ تعلو, تضطربُ حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ في كل فؤادٍ غليانُ في الكوخِ الساكنِ أحزانُ في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ هذا ما قد مَزّقَهُ الموتْ الموتُ...
اسبح عكس التيار خارج قطيع الاسماك المذعورة لاعود اليك .. و ها انا من جديد هناك في بيروت المكنفة بفلاشات عدسات التصوير و روائح احراق النفايات و الجثث و ظلال الحرائق على اعمدة البكاء كمدينة ضربها الطاعون طالعة من اساطير اللعنة و اكمام العصور المنقرضة ... *** حتى النوافذ تنكرت لنا و لم نعد...
يوم فشا الطاعون في مدينتي خرجت للعراء مفتوحة الصدر إلى السماء أهتف من قرارة الأحزان بالرياح : هبّي وسوقي نحونا السّحاب يا رياح وأنزلي الأمطار تطهّر الهواء في مدينتي وتغسل البيوت والجبال والأشجار هبي وسوقي نحونا السّحاب يا رياح ولتنزل الأمطار ! ولتنزل الأمطار ! ولتنزل الأمطار!
مَلُومُكُمَا يَجِلُّ عَنِ المَلامِ = وَوَقْعُ فَعَالِهِ فَوْقَ الكَلامِ ذَرَاني وَالفَلاةَ بِلا دَليلٍ = ......وَوَجْهي وَالهَجِيرَ بِلا لِثَامِ فإنّي أسْتَرِيحُ بذي وَهَذا = وَأتْعَبُ بالإنَاخَةِ وَالمُقَامِ عُيُونُ رَوَاحِلي إنْ حِرْتُ عَيني = وَكُلُّ بُغَامِ رَازِحَةٍ بُغامي...

هذا الملف

نصوص
211
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى