محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز)

في البدء كان الارتباك البِكر جُرح في ريعان الدم تتساقط قطراته على الارض، مثل السهام لكنني المعتوه الذي اعتاد مذاق الدم في فمه لأنه يُلكم في الحانات باستمرار لأنه وبعد الكأس العاشرة يرى في كل النساء، مشهد فِراش لكننا إلتقينا في ذلك المساء من شهر تشرين في ليلة كان فيها القمر حامل في شهره الاخيرة...
هذا آوان الغدرِ نصل المشيئة كباشها نحن تتساقط أعناق الحقائق ككل أيام الكوارث تحتشد في الروحِ أسئلة البداية وتنفجر لتموت اسماء البيوت بالشظايا وبجريح الذكريات نصل المشيئة يشذب الزيتون من جسد الصبية يحك ظهر الشارع الراكض الى المعبد بثيابه الخضراء وساقه اليسرى معطلة بالبقالات الفراغ يصلي للماء...
حين انظر من ثُقب الباب اتخيل القدر وميض ضوء يخترق الغشاء الشفيف للوجوه الضاحكة يقشرها بصمت غير مرئي تنتبه اخيراً حين يتعرى العظم تنتبه عبر الألم رغم أن المرآة متكتمة تحتفظ بالقشور سالمة متواطئة شريرة مع نظرات الرب حين انظر من ثقب الباب أتخيل الرصاصة ظهرها ينحني من الخلف مثلي تماماً تتلصص لفناء...
تنام اليقظة متأخرة دون أن تشرب كوب الحليب يستيقظ النوم حتى السابعة ظلاً واُغنيتي المُفضلة في مشغل الصوت تكح حين تطرقها رعشة برد حين تُصاب بالزكام هكذا اقرأ تجاعيد الغُرفة رجل في مفترق امرأة يكنس ليله من جسدها الطافح بالنداءآت المزيفة النداءآت التي تعبر كهسهة ريح على كومة قش كزحف أفعى على اقصاب...
في الشفاه الملساء التي استظلت بروج احمر، من همجية الغروب ونامت على شهوة في ذكرى الليلة التي لم انم فيها تلك الليلة التي قرأت الخبر في الصحيفة أنني وُجدت في احد المراحيض مطعوناً بذكرى اُنثى لقد كُنت شاباً يافع لنرثي ذلك الشاب الذي طال كثيراً حتى أنه حين ولج الى غرفته نزع السقف ذكرى الشاب الذي...
كان يعود في كل مساء مُثقلا بالأكاذيب يُخبرها عن الشرطي الذي اوقفه لأنه لا يملك وجها ولكنه دفع رشوة إصبعين واظافر و عن المرأة التي جلست جواره على الحافلة وغازلته انك اجمل من مشى بلا وجه وأن طفلا صرخ له عمو الذي لا يملك وجها اركل لي الكرة وكنتِ تضحكين ، تتجهين نحو الطاولة، تغسلين وجهه في حنفية...
اتخيل احياناً شكل القيامة امرأة مُسنة ماتت تخيط كفن إبنها تمشي على صراط الحزن وهي تخيط كفن ابنها إبنها الذي يجلس جوارها ينتظر كفنه اتخيل أن ساقية الخمرة تلك تلك التي زُرتها ذات مساء مُلغم بنساء قديمات ظللن يركضن في الاوردة ويأنبن ضدي الاماكن والحيوات القديمة اعطني كأساً ؟ اعطتني اعطتني اخر...
اعرف ذلك من صوت الكلب الذي نبح قبل قليل كان ينبه القلب هناك دخيل هناك دخيل اعرفه من صوت حنفية الماء كانت تسكب ماءً ورديا من ظلي على الأرض كان يُخالفني الحركة انا امضي في الطريق وهو يتلصص على طرق مجاورة اعرف ذلك من رنة هاتفي رن بأغنية غير موجودة فيه اعرفه من الصحف نشرت خبرا عن نهاية حرب لم تنته...
الخيال يُرهق المستيقظ لتوه ، من فِراش بارد وفقاعات عالقة من ليلة الأمس في المدى وانا ككل الفناجين المُنافقة ، أحتكر الذاكرة المُتخيلة وتاريخ النزف واشجار النساء البالغات سن الشعر بسرواليّ الداخلي أتجول في المنزل الخالي المنزل الذي يشاركني فيه عنكبوت ، وصوت الشجارات العالية في منزل الجار الطلاقات...
أتذكر تلك الظهيرة الشمس تُبلل اجفان الأشجار الكمسنجي كان يصرخ (عربي بحُب )* (عربي بحب ) لم اسأل هل الحب طريق آخر للوصول للعربي ام ماذا فتاة ما محمرة الخدين تجلس في جانب الطريق تحمل باقة ورد وقلب احدهم على ما يبدو الشُرطي اوقف عاشقين، يُقبلان بعضهما، وهما يسيران تزفهما قطرات مطر لم يلم آياديهم...
كانت الساعة العاشرة ودقيقتين حين عرفت خبر ارتباطك و في الحادية عشر وربع اعددت قهوتي في الثاني عشر جلست امام الغُرفة ، اُدخن الصمت والعزلة الناعسة الواحدة منتصف الليل مزقت الصور القديمة الثانية بعد منتصف الليل ، اعددت كوب قهوة اخر الثالثة كوب اخر الرابعة كذلك الخامسة اخذت دشاً السادسة فتحت كتاباً...
الى بهنس أظنك فرح جداً حد أنك لم ترسل برقية لأنك وجدت مأوى دائما لم تعُد تكرش جسدك في الشتاء بحثاً عن دفء ولم تعُد تتوسل الأرصفة كرتونة قديمة وقطعة قماش وبعض الذكريات لكنهم رثوك، تسخر أيها المُعبأ بالكدمات كالتراب الافريقي وكالجواري العربيات رثوك ببدلهم وكرفتاتهم الحمراء بالكراسي الدوار وهم...
في اليوم العالمي للشعر اقول: اشتهي اليوم أيتها الكلمات الطلاق هذا الزواج اللعين بيننا عقيم انتِ امرأة شريرة كلما توسلتكِ زهرةِ بيضاء اعطيتني كفناً كلما توسلتك نهراً يتنزه في صباح ربيعي وامرأة ذات سيقان سمراء تعبث بالموج اعطيتني دمعة ارملة ما زلت الحناء على اصابعها والقُبلة الاخيرة لا زال لعابها...
ربما فيما بعد ... اقول ربما فيما حُزن، فيما بُكاء لا تُحرف لغتي تقول وهي تُزم شفتها قليلاً، على وجهها النعاس يتمخى، وعلى وجنتيها غابة من الحُمرة تتقطر كالخجل على الفراش يمكن للحرب أن تنتظر أكثر اقول ثمة بثور زرقاء على ظهركِ ينبقي أن ارتشفها، كما يرتشف البحر زرقة السماء تُفكر فيما قلته تعبث...
أيها السودان أيها المارد الذي فقد وزنه ايها المرأة التي تفقس وتبيض كلابا أيها الحداد الذي يطرق الرؤوس مع بعضها حتى تنفجر ايها المنسي كتاريخ افريقيا أيها الحار كالانتقام النبيل كطعنة في قلب طاغية ايها البسيط كضحكة مراهقة دغدتها مغازلة أيها الساخر كشاعر مفطور القلب أيها البارد كاصابع ارملة أيها...

هذا الملف

نصوص
541
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى