لينا مزالة

أنا مجرّد وجه مُبعثر مليء بالتّعب و الملامِح أتغذّى على دموعٍ زرقاء و أتكئ على ضلعٍ صُنع من ضلع آخر لا أملكُ ظلاً إذا ظللتُ طريق الضّوء فأنا ملطّخ بالعتمة و السّهر أنا وجهٌ ذو أجنِحة طويلة و شامة أسفلَ الشّفاه لا أملك تاريخاً لأسردهُ فأنا مجرّد وجه مبعثر عرف الطمأنينة و اللاطمأنينة وعاش...
وُلدت في الظهر بعد أن عاد الأطباء من الاستراحة تقول أمّي بأن إنجابي كان سهلاً للغاية لهذا عادةً ما أكون هادئة حين ينبغي أن أتصرّف بصخب رأسي أوّل ما سبق إلى العالم من يومِها و الصُداع النّصفي يتفحصني إختاروا لي إسماً خفيفاً من أربعة حروف لذا يهرعُ النّاس إليّ في أوقات الحاجة بكُل سهولة كبرتُ...
كبرتُ بساقين طوِيلتين مُمتلئتين تنتميان للأشياء الممنُوع حضُورها وسط عامّة الناس شعري يُغطي نصف الوجه النّصف الآخر فاضح مثل صحن مُشقق أجزاؤه المُكسّرة تجرحُ المشاعر ملابسي المنشُورة فوق جَسدي تحمِل بصمات الذين مروا من أمامي ضِحكتي المُنطلقة بصدق ذريعةٌ للوُصول إلى قضيّة أُنوثتي أُحبّ أن ينساني...
أنا لا أقرأ الشعر أتغذى به عندما تجوع عيناي أسمع أصوات الكلاب داخل معدتي عندما ينام الجميع لهذا أنا أنام على بطني لا أكمل قراءة الكتب الى أخر صفحة أبدا و لا أشاهد شارة الافلام و لا نهايتها الموسيقى تساعدني على إكمال يومي دون بكاء فهي وحدها من توحد هشاشتي و أحفظ الاغاني لتبقى ذاكرتي حية أخبر...

هذا الملف

نصوص
19
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى