لينا مزالة - أُحبّ أن ينساني الناس..

كبرتُ بساقين طوِيلتين مُمتلئتين
تنتميان للأشياء الممنُوع حضُورها
وسط عامّة الناس
شعري يُغطي نصف الوجه
النّصف الآخر فاضح
مثل صحن مُشقق
أجزاؤه المُكسّرة
تجرحُ المشاعر
ملابسي المنشُورة فوق جَسدي
تحمِل بصمات الذين مروا من أمامي
ضِحكتي المُنطلقة بصدق
ذريعةٌ للوُصول إلى قضيّة أُنوثتي

أُحبّ أن ينساني النّاس
مثلما ينسون ثوب الرّصيف المُهترئ
أو
صوت البُكاء الطّنان في الهواءِ
أو
الفراشات المُكتئبة بفعلِ إنعدام رحِيق الحياة
أنّ الأرض غيّرت فراش زمانها
أمّا الناس فهم يحتفظون بخيول الفضائح
في صحراء عقولهم القاحلة
أُريدُ أن ينساني النّاس
كما نسوا وجهَ الموت
علَى ألواح الأبرِياء
الذين أرادوا حصّة من الاهتمام
أنا رايةٌ تُحب الرّقص
تغريها الريح بأسوارها
و القمر بأنواره
أنا رايةٌ بيضاء
تمقتُ المستسلمين
تضحكُ في وجهِ الحالمين
الملهمِين
غير المُكترثين
لقصصِ الآخرين

لينا مزالة / الجزائر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى