أؤمن بشدة بعبارة «بورخيس» في إحدى قصائده: «وأنا الذي تخيلت دوما الجنة على شكل مكتبة». يفيض هذا الكون بالكتب.. يتلون ويتشكل، يقصر ويطول.. وما أكثر الخيارات من حولنا..! ووحده الجاحد من يعيش على لغة الأعذار في هذا العالم القرائي بامتياز. أقول هذا لأنه حتى الأمي في مظاهرات واعتصامات الربيع العربي كان يحمل لافتة أو اثنتين - على أقل تقدير - وثمة عبارة إنسانية.. اجتماعية.. سياسية.. اقتصادية يؤمن بها، مما دعاه إلى جهد رفعها طوال فترات المطالبة بالكرامة والحرية الإنسانية..! ولعل الشخص ذاته - الأمي -...
نحن نقرأ .. كلنا يقرأ .. وهنا الحديث خاص بالقراء مهما تباينت طرق ووسائل وأنواع قراءاتهم سواء أكانت من كتب أو صحف ومجلات ورقية أم من قراءات الكترونية ومواقعها المختلفة .. هناك قراء .. جيدون وسيئون .. هل سبق وصنفّت نفسك أو موقفك من القراءة ..؟! بتّ على مستوى الشخصي كثيرا ما أهوّجس نفسي : هل أنا قارئة جيدة أم سيئة ..؟! وتطور هذا الأمر حتى غدا هاجسا حقيقيا وموقفا تجاه كل ما يقع تحت يدي أو عيني من قراءات ، بدأت الفكرة بشكل فعلي حينما نبهتني صديقة كاتبة وقارئة في آن ، إلى غلطة لا اعرف كيف أصنفها ،...
انفجرت قهقهاتها عند عتبة المحل المرأة السمينة التي حجبت جسد صاحبتها الضئيل خلفها، كان وجهها لوحة متعرقة تسيح ألوانًا يصعب على المرء تحديدها بالضبط، سرعان ما انقبضت تقاطيعها، وهي تأمر بصوت غليظ صاحب المشغل أن يستعرض أحدث ما عنده من موديلات، بينما الضئيلة اقتربت صوبنا انبسطت أسارير زميلاتي وأطلقن أنفاسًا مبهجة.. هتفت المزركشة بخطوط حمراء من الدانتيلا بنزق: يبدو إنني سأغادركم اليوم، فأنا ألائمها كثيرا، بل إنني على مقاسها تماما .. زفرت التي بمحاذاتها بمكابرة ظاهرة، وهي تتلألأ بقطع كبيرة من...
مدخل: عبدالعزيز بركة ساكن اعترف بأنني كنت أطلّ على الأدب السوداني من نافذة ضيقة ، لم يتجاوز ذوقي في عبوره سوى على أعمال الطيب صالح ، وحين انتهيت من قراءة كل أعماله ، وذلك مذ سنوات اعتقدت وكم كنت قاصرة المدى باعتقادي ذاك أن الأدب السوداني انتهى عند الطيب صالح .. وحين استوقف عبوري على حين صدفة قصة بعنوان : " ود أمونه متبلا " وذلك من فترة قريبة لكاتب سوداني كان مجهولا بالنسبة لي يدعى " عبدالعزيز بركة ساكن " .. فإذا بود أمونه يقودني إلى " امرأة من كمبو كديس " والتي بدورها أحالتني إلى " فيزياء...