حسن عامر

لَمْ أقصدِ الشعرَ، كانَ الأمرُ تسليةً مع الفراغِ، ولهوًا يقتلُ الضَجَرَا حاولتُ أنْ أمنحَ الأشياءَ ألسنةً لكي تقولَ معي: ما أطولَ السَّفَرَا أنْ أسمعَ الماءَ في إيقاعِ خطوتِهِ، وأن أُجرَّدَ من فخَّارِهَا الصُّوَرَا حاولتُ أنْ أقرأَ الدنيا على عَجَلٍ كأنها رعشةٌ، أو خاطرٌ خَطَرَا كأنها...
واحدٌ أنتَ في الكثيرِ، وفردُ بعدُ ما زلتُ في ظلالِكَ أعدو كلما لاحَ لي جوابٌ أخيرٌ، قالَ رملُ الجهاتِ: لا ليسَ بعدُ صَالَحَتْنِي على معانيكَ روحي، كنتُ رمزًا يغيبُ فيكَ ويبدو كنتُ ذاتي، وكنتُ غيري تمامًا، والوجودُ المحيطُ جَزرٌ ومَدُّ إنه موقفُ الوقوفِ طويلًا فوقَ جمرِ اليقينِ ، فالنارُ...
قالَ: ماذا تريدُ من كلِّ شيءٍ؟ قلتُ: كوخًا إلى البحيرةِ يَنظُرْ في أقاصي الحقولِ تحتَ سماءٍ في مرايا المياهِ تمتدُّ أَكثَرْ لا أناجي سوايَ في مَنْ أناجي ومَدارُ السكونِ حوليَ يَكبُرْ للنهارِ الجديدِ أمنحُ نفسي وأغنِّي لغيمةٍ سوفَ تُمطِرْ حَبَّذا لو جلستُ رِفقةَ كَلبِي نَتَسَلَّى بموجةٍ...
تَعَرَّى من الإيقاعِ وارتاحَ في الصدى، وأسرفَ في الأسماءِ حتى تجرَّدَا ولم يسألِ الحاجاتِ إلا عزوفَهُ، ولم يقترحْ إلا النهايةَ مَوعِدا سقاهُ الفراغُ البِكرُ حُمَّى شرودِهِ، ورَبَّاهُ يأسٌ في المتاهاتِ مُفرَدا تجلَّى على الأشياءِ غيمًا مسافرًا، ولم ينقسمْ إلا لكي يَتعدَّدَا قديمًا تمشَّى في...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى