حسن عامر - صورة ناقصة للسأم..

تَعَرَّى من الإيقاعِ
وارتاحَ في الصدى،
وأسرفَ في الأسماءِ حتى تجرَّدَا

ولم يسألِ الحاجاتِ إلا عزوفَهُ،
ولم يقترحْ إلا النهايةَ مَوعِدا

سقاهُ الفراغُ البِكرُ
حُمَّى شرودِهِ،
ورَبَّاهُ يأسٌ في المتاهاتِ مُفرَدا

تجلَّى على الأشياءِ
غيمًا مسافرًا،
ولم ينقسمْ إلا لكي يَتعدَّدَا

قديمًا
تمشَّى في خرائبِ روحِهِ،
فلما تَخطَّاهَا،
إلى حزنهِ اهتَدَى

وحدَّقَ في ماءِ المصائرِ مرَّةً؛
فعذَّبَهُ المعنى،
وجرَّحَهُ الندى

وأتعَبَهُ أنَّ الدروبَ جميعَهَا
تقودُ إلى نفسِ الجهاتِ مُجَدَّدا

وأنَّ كلامَ الأمسِ
كرَّرَ ماءَهُ،
ومرَّ على جسرِ الدِلالاتِ مُجْهَدا

فضاقَ بماضيهِ القديمِ، ويومِهِ،
وودَّعَ أحداثًا
سيشهدُهَا غدا

وغيرَ مبالٍ بالأحاديثِ لم يَقُلْ
سوى إنَّ طعمَ المُمكِناتِ
تَبَدَّدَا

وإنَّ بلادَ القلبِ صارتْ بعيدةً،
فنامَ إلى أنْ ضاعَ في حُلْمِهِ سُدَى

هو الهامشُ المحذوفُ
من كلِّ هامشٍ،
على نَفسِهِ في النصِّ يومًا تَمرَّدَا

وغادرَ طينَ الأبجديةِ ناقصًا؛
لأنَّ صداهُ الفذَّ
لنْ يَتَحَدَّدَا

له خيمةُ الشكِّ التي باتِّسَاعِهِ
تعلَّقَ في أوصالِهَا،
وتَرَدَّدَا

له هذه الصحراءُ يُحصِي رمالَهَا،
إلى أنْ تجفَّ الريحُ،
أو يتعبَ المدى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى