لقد جعلتُ بغباء ودون وعي الأشياء الساحرة مجرد ألعاب ألهو بها مثل الأطفال، كانت رؤيتي للعالم ضحلة، إن لم تكن جافة، وكانت السعادة في نظري انغماس أكثر في المتع الحسية دون تفكير فيما يعقبها من ألم، وطالما اِقْتنَعتُ بأن طهارة الحب لا تعني شيئا، ولم يدر بخَلدِي قط أن أتخلى عن هذه الأفكار العنيفة، أن أحب بصدق وبالمعنى الكلاسيكي لهذه الكلمة ربما في عالم الأحلام، أن أسعى نحو امتلاك أكبر قدر من اللذة، هذا من كنت أتمنى، وفي جميع الحالات كنتُ أفهم الحب على أنه ممارسة صارمة لشحنات مكبوتة، يحتاج إلى إنعاش دائم مثل الأجهزة الذكية. لم أفكر يوما في الجرح الذي يحدثه الانفصال، لم أفكر في الألم والأنّات، ما أفكر فيه هو الموقف الحاسم، اللحظة الحميمة، لحظة امتلاك امرأة، ومن ثم ينتهي كل شيء، وما يبقى سوى رجع الآهات وبيانات تافهة مسجلة على طريقة ماركيز.
وفي لحظة ما، ربما في تلك اللحظة التي لاح فيها طيفكِ، ضاق صدري وأخذت نوابض الحياة جميعها تخمد وتظلم بصورة غريبة، قلت لنفسي:كان من الممكن أن يعيش المرء في سعادة أبدية، لو أنه تمسك بأول فتاة أدخلت البهجة إلى قلبه، وعلمتْ كيف تُفهم لغة الجسد، ولا شك، إن الذي قادني إلى هذه القناعة ليست الصور أو الأطياف، وإنما ذاك الحلم المتناسل من الذاكرة.
أعترف أن طيفك مطارد عنيد، أينما أذهب يرحل معي، يطاردني في كل حين.. مازلتُ أذكر رغم مرور أكثر من عشرين سنة جميع تفاصيلك المذهلة بما فيها ضحكتك التي تشبه ضحكة الغجر! تصدقين إذ ما قلت أن جميع الأفلام التي كنا نشاهدها معا مازالت محفورة بالذاكرة كوشم أزلى ساحر. أتدري إن أول لقاء بيننا لم يكن عند بائع الجرائد الأخرق الذي أغضبكِ، وحاول ابتزازكِ من أجل دراهم حقيرة، وإنما اللقاء الحقيقي كان في المقهي الليلي حينما أهملنا العالم وأخذنا نتحدث بعفوية عن تفاصيل حياتنا اليومية.. كنتُ أنظر إليكِ بدهشة تعادل دهشة من يرى (الميدوزا)! لقد كنتِ حقا فاتنة، مضئية، شعلة متوهجة، كنتِ أجمل من باسكال مشعلاني التي كانوا يُشبهونك بك، ما زلتُ أستغربُ (حتى هذه اللحظة) كيف اجتمع الطيش والجمال ونحن نلهو في المقهى وينظر إلينا الناس بإزدراء، وكنا ساعتها نرقص ونعربد بكبرياء.. أواه!! يالها من حسرة وسوء تدبير، كان عليّ أن أقتنع بجدوى الفكرة التي تقول: إن السعادة والجمال لا يمكن أن يتحدا طويلا، فرباط الحب ينفصم مثلما ينفصم رباط الحياة. أن تنتهي علاقتنا بتلك الطريقة المخجلة! أن تنُتهك عواطفنا و تتحول لأشياء آثمة يُستحى منها، ونقنع أنفسنا مرارا بأن الذي كان بيننا مجردة نزوة، شيطنة، لهو عابر، هذه هي الخيانة، كلانا يا صديقتي خان، وباع نفسه، وزعم أن السماء تجنت عليه، ومع هذا، سأقول لكِ بلغة نزار: شكرا، أتمنى لو جدتِ من يُحبكِ مثلي.
وفي لحظة ما، ربما في تلك اللحظة التي لاح فيها طيفكِ، ضاق صدري وأخذت نوابض الحياة جميعها تخمد وتظلم بصورة غريبة، قلت لنفسي:كان من الممكن أن يعيش المرء في سعادة أبدية، لو أنه تمسك بأول فتاة أدخلت البهجة إلى قلبه، وعلمتْ كيف تُفهم لغة الجسد، ولا شك، إن الذي قادني إلى هذه القناعة ليست الصور أو الأطياف، وإنما ذاك الحلم المتناسل من الذاكرة.
أعترف أن طيفك مطارد عنيد، أينما أذهب يرحل معي، يطاردني في كل حين.. مازلتُ أذكر رغم مرور أكثر من عشرين سنة جميع تفاصيلك المذهلة بما فيها ضحكتك التي تشبه ضحكة الغجر! تصدقين إذ ما قلت أن جميع الأفلام التي كنا نشاهدها معا مازالت محفورة بالذاكرة كوشم أزلى ساحر. أتدري إن أول لقاء بيننا لم يكن عند بائع الجرائد الأخرق الذي أغضبكِ، وحاول ابتزازكِ من أجل دراهم حقيرة، وإنما اللقاء الحقيقي كان في المقهي الليلي حينما أهملنا العالم وأخذنا نتحدث بعفوية عن تفاصيل حياتنا اليومية.. كنتُ أنظر إليكِ بدهشة تعادل دهشة من يرى (الميدوزا)! لقد كنتِ حقا فاتنة، مضئية، شعلة متوهجة، كنتِ أجمل من باسكال مشعلاني التي كانوا يُشبهونك بك، ما زلتُ أستغربُ (حتى هذه اللحظة) كيف اجتمع الطيش والجمال ونحن نلهو في المقهى وينظر إلينا الناس بإزدراء، وكنا ساعتها نرقص ونعربد بكبرياء.. أواه!! يالها من حسرة وسوء تدبير، كان عليّ أن أقتنع بجدوى الفكرة التي تقول: إن السعادة والجمال لا يمكن أن يتحدا طويلا، فرباط الحب ينفصم مثلما ينفصم رباط الحياة. أن تنتهي علاقتنا بتلك الطريقة المخجلة! أن تنُتهك عواطفنا و تتحول لأشياء آثمة يُستحى منها، ونقنع أنفسنا مرارا بأن الذي كان بيننا مجردة نزوة، شيطنة، لهو عابر، هذه هي الخيانة، كلانا يا صديقتي خان، وباع نفسه، وزعم أن السماء تجنت عليه، ومع هذا، سأقول لكِ بلغة نزار: شكرا، أتمنى لو جدتِ من يُحبكِ مثلي.