لم يعد يقلقني هاجس النسيان وفقدان الذاكرة كما في السابق، أضحى ما يسمى بمرض (الزهايمر) بالنسبة لعمري المديد ظاهرة طبيعية تحدث لكل واحد عاش أكثر مما ينبغي، أنا لست خائفا على تبخر ذاكرتي الماضية، فحياتي كلها ذكريات سيئة، فشل متكرر، احباطات متنوعة، وحوادث ليست ذات قيمة، الشيء الوحيد الذي لا يمكن تجاهله هو الرقم (6) .
في الواقع، لو كان هناك إمكانية لوجود طاقة روحية وعالم أبراج ونجوم لها علاقة بالحظ كما يتصور الغنوصيون، فإني أؤمن بأن نجمي الطالع سيكون رقم (6). هذا الرقم الملازم لحياتي التي قاربت على التسعين طالما تواجد في جميع المناسبات السعيدة دون استثناء، لم تحدث يوما مفاجأة سارة في حياتي بدونه، حتى حينما أنتظر في طابور الرغيف أو في محطة الوقود، لا بد وأن يكون اسمي في اللائحة بجوار رقم (6) .
في إحدى الأيام حاولت مراجعة أوراقي الشخصية بدا من دخولي المدرسة حتى استخراج جواز سفري وتخرجي في كلية الآداب إلى يوم زواجي وحصولي على وظيفة أستاذ ثم تقاعدي، كل مرة أحاول فيها العثور على ورقة استثنائية تحطم أسطورتي الشخصية لكن دون جدوى، فلا يخلو أي مستند أو وثيقة رسمية من رقم (6) أو (66) أو (666) أليس غريبا أن يحدث كل هذا !
لا يمكن تفسير هذه الظاهرة بالرجوع إلى الصدفة التي أوجدها العقل وآمن بها الناس باعتبارها حقيقة مطلقة كدوران الأرض حول نفسها، كما لا يمكن الإيمان بأننا لسنا شيئا سوى صورة وهمية في وعي ناعس لكائن آخر في عالم سابق لوجودنا، وأن ذواتنا تملك حظوظها بحسب تمركزها في عالم الأبراج، نعم هناك علماء أذكياء وعلى رأسهم (فرويد) تجولوا في عالم النفس من خلال تفسير الأحلام أو التنويم المغناطيسي، لكن طريقة المحلل النفسي التي تبحث عن الماضي في أعمق أعماقنا ليس لها علاقة بحظنا العاثر وما اتصل به من إشارات غامضة قد تبدو لنا بحكم التجربة) منحوسة).
كثيرا ما ينعت الرجل المنحوس في أدبياتنا الشعبية بالمتشائم، وقد نطلق عليه باللهجة الدارجة (اسكروني)، وبالرغم من أنني لا أعلم ما أصل هذه الكلمة (ولعلها إيطالية)، لكنها تبدو أكثر تعبيرا من أي كلمة أخرى تصف فعل الارتكاس وسوء الطالع.. لقد كان جدي لأبي – كما تقول أمي –متشائما أكثر مما ينبغي، ويرجع كل حادثة تصيبه إلى خرافات تافهة لا معنى لها ، وكان له أيضا علاقة غامضة مع رقم (6)، لكنها حزينة، عكسي تماما، حيث كان لا يخرج من بيته في الأيام التي بها رقم (6) و (16) و (26) إلى أن مات حزنا في اليوم السادس من شهر(6).
يشير رقم (6) بحسب سفر الخروج إلى النقص أو الحرمان من الله، فهو رقم يرمز للشر، وإذا تكرر ثلاث مرات 666 يعني إثبات وجود وحش الرؤيا أي) المسيح الدجال)، وفي التراث الإنساني هناك من يقدس الأرقام ويؤمن بقوتها، وعلى هذا كان (فيثاغورس) ينادي بأن الوجود قائم على أساس التوافق بين الأرقام، وهناك من ينكرها ويلعنها بوصفها نذير شؤم على صاحبها، لكن، وبالرغم من ذلك كله، فإن في عالم الأرقام حقائق وأسرار نلمسها في رقم (13) على وجه الخصوص، فهذا الرقم الخرافي استطاع أن يرهب الناس ويسيطر على عقولهم لعدة قرون، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال هناك فنادق لا تستخدم الرقم 13 في ترقيم طبقاتها إلى يومنا هذا، وكذلك شركات الطيران لا تدخل هذا الرقم على منظومة رحلاتها في أغلب بلدان القارة الأوروبية .
وعلى الرغم مما يقال عن شؤم الأرقام وعلاقته بأقدار الناس، إلا أنني أعترف بأن الرهان على رقم (6) كان - ومازال – اللعبة الوحيدة المسلية في حياتي، ولا أخفي، فقد كنت وأنا شاب أشعر بالخوف والملاحقة في كل حادث يظهر فيه هذا الرقم، كنت أقول لنفسي لماذا يطاردني باستمرار كما لو أنه شيطان .. لكني الآن أكثر فرحا به، لأنه ببساطة علمني كيف أبتسم وأحيا بالطريقة التي تعاش بها الحياة ..وعلمني أيضا ألا أحزن على شيء هو بالأساس ليس مكتوبا في تاريخي العام، ويكفي أني تعلمت الرقص واللعب مع المجهول كلما يحالفني الحظ في الأيام السداسية، تلك الأيام التي ولدتُ فيها وضحكتُ فيها أكثر من المعتاد.
في الواقع، لو كان هناك إمكانية لوجود طاقة روحية وعالم أبراج ونجوم لها علاقة بالحظ كما يتصور الغنوصيون، فإني أؤمن بأن نجمي الطالع سيكون رقم (6). هذا الرقم الملازم لحياتي التي قاربت على التسعين طالما تواجد في جميع المناسبات السعيدة دون استثناء، لم تحدث يوما مفاجأة سارة في حياتي بدونه، حتى حينما أنتظر في طابور الرغيف أو في محطة الوقود، لا بد وأن يكون اسمي في اللائحة بجوار رقم (6) .
في إحدى الأيام حاولت مراجعة أوراقي الشخصية بدا من دخولي المدرسة حتى استخراج جواز سفري وتخرجي في كلية الآداب إلى يوم زواجي وحصولي على وظيفة أستاذ ثم تقاعدي، كل مرة أحاول فيها العثور على ورقة استثنائية تحطم أسطورتي الشخصية لكن دون جدوى، فلا يخلو أي مستند أو وثيقة رسمية من رقم (6) أو (66) أو (666) أليس غريبا أن يحدث كل هذا !
لا يمكن تفسير هذه الظاهرة بالرجوع إلى الصدفة التي أوجدها العقل وآمن بها الناس باعتبارها حقيقة مطلقة كدوران الأرض حول نفسها، كما لا يمكن الإيمان بأننا لسنا شيئا سوى صورة وهمية في وعي ناعس لكائن آخر في عالم سابق لوجودنا، وأن ذواتنا تملك حظوظها بحسب تمركزها في عالم الأبراج، نعم هناك علماء أذكياء وعلى رأسهم (فرويد) تجولوا في عالم النفس من خلال تفسير الأحلام أو التنويم المغناطيسي، لكن طريقة المحلل النفسي التي تبحث عن الماضي في أعمق أعماقنا ليس لها علاقة بحظنا العاثر وما اتصل به من إشارات غامضة قد تبدو لنا بحكم التجربة) منحوسة).
كثيرا ما ينعت الرجل المنحوس في أدبياتنا الشعبية بالمتشائم، وقد نطلق عليه باللهجة الدارجة (اسكروني)، وبالرغم من أنني لا أعلم ما أصل هذه الكلمة (ولعلها إيطالية)، لكنها تبدو أكثر تعبيرا من أي كلمة أخرى تصف فعل الارتكاس وسوء الطالع.. لقد كان جدي لأبي – كما تقول أمي –متشائما أكثر مما ينبغي، ويرجع كل حادثة تصيبه إلى خرافات تافهة لا معنى لها ، وكان له أيضا علاقة غامضة مع رقم (6)، لكنها حزينة، عكسي تماما، حيث كان لا يخرج من بيته في الأيام التي بها رقم (6) و (16) و (26) إلى أن مات حزنا في اليوم السادس من شهر(6).
يشير رقم (6) بحسب سفر الخروج إلى النقص أو الحرمان من الله، فهو رقم يرمز للشر، وإذا تكرر ثلاث مرات 666 يعني إثبات وجود وحش الرؤيا أي) المسيح الدجال)، وفي التراث الإنساني هناك من يقدس الأرقام ويؤمن بقوتها، وعلى هذا كان (فيثاغورس) ينادي بأن الوجود قائم على أساس التوافق بين الأرقام، وهناك من ينكرها ويلعنها بوصفها نذير شؤم على صاحبها، لكن، وبالرغم من ذلك كله، فإن في عالم الأرقام حقائق وأسرار نلمسها في رقم (13) على وجه الخصوص، فهذا الرقم الخرافي استطاع أن يرهب الناس ويسيطر على عقولهم لعدة قرون، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال هناك فنادق لا تستخدم الرقم 13 في ترقيم طبقاتها إلى يومنا هذا، وكذلك شركات الطيران لا تدخل هذا الرقم على منظومة رحلاتها في أغلب بلدان القارة الأوروبية .
وعلى الرغم مما يقال عن شؤم الأرقام وعلاقته بأقدار الناس، إلا أنني أعترف بأن الرهان على رقم (6) كان - ومازال – اللعبة الوحيدة المسلية في حياتي، ولا أخفي، فقد كنت وأنا شاب أشعر بالخوف والملاحقة في كل حادث يظهر فيه هذا الرقم، كنت أقول لنفسي لماذا يطاردني باستمرار كما لو أنه شيطان .. لكني الآن أكثر فرحا به، لأنه ببساطة علمني كيف أبتسم وأحيا بالطريقة التي تعاش بها الحياة ..وعلمني أيضا ألا أحزن على شيء هو بالأساس ليس مكتوبا في تاريخي العام، ويكفي أني تعلمت الرقص واللعب مع المجهول كلما يحالفني الحظ في الأيام السداسية، تلك الأيام التي ولدتُ فيها وضحكتُ فيها أكثر من المعتاد.