أنا رجل انطوائي لا أملك خبرة كافية في الحياة، ولا أرغب في معرفة عما يدور خارج الذات، أجهل أشياء كثيرة يعلمها الناس بالكسب والفطرة، كل ما أملكه في بيتي مجرد كتب قديمة، يشكل جزءا كبيرا منها روايات ومعاجم لغوية، في وقت الفراغ أكتب الشعر الحر، لأني أجهل علم العروض ولا أعرف عدد البحور الشعرية، وأحيانا أرسم لوحة مجهولة المعالم على نمط لوحات ( كاندنسكي ) ، مجرد ألوان وخطوط ودوائر تجريدية لا معنى لها، لا تهمني الفكرة أثناء العمل الفني أو احترام وظيفة الفن، ما يهمني بالدرجة الأولى هو فعل الرسم، كل يوم أشعر بولادة جديدة، وإضافة جديدة، واسم جديد. أستطيع إزالة كل الترسبات العالقة في الذاكرة، وإلغاء الكلمة التي لا تفيد شيئا في قاموسي اللغوي، وهذه مزية أزعم بأن لها أهمية قصوى في الأحكام القبيحة والجميلة معا، ليس من الممكن مسخ الذات وإرسالها إلى الماضي، فالإنسان بوصفه حيوانا مفكرا يستطيع فعل أي شيء داخل عالمه الخاص، هذا أقل تعريف للحرية، وما هو جدير بالاحترام ليست الأقوال المأثورة والقيم المكررة، بل الأفعال، فعل أي شيء، زرع وردة، بناء حائط، إصلاح مدفع قديم، لا يمكن فهم الحياة خارج الحركة الأولى( في البدء كانت الكلمة) كلنا نطمح في الكمال، ونأمل في المجد والخلود، على الرغم من أننا على يقين بفشل المحاولة . القاعدة، المبدأ، والثيمة الرئيسة، كلمات أمقتها بشدة، وأرفض أن يكون محور كلامي حولها، لا لشيء سوى أنها تلغي العقل، وتشل التفكير، وتجعل المرء ينظر إلى الأشياء بنفس النظرة التي ينظر بها من يلفق الأكاذيب ويؤمن بصحتها، وكذلك الكتابة، فهي عدو الفعل والتفكير والذاكرة، الكتابة تلغي الكلام الذي يمتاز بالحضور، الكتابة غياب، بكل تأكيد، إن الكتابة تمارس خطرا على الذاكرة كما يقول افلاطون .
كيف نفكر بهذه الكيفية المخجلة في زمن أصبحت فيه الكرة الأرضية مثل كرة التنس، أليست العقول هي من تصنع المجد؟ لو كان لي معرفة دقيقة بعلم الهيئة لاخترعت نظرية تثبت بأننا دوائر ومثلثات، مجرد أشكال تشغل حيزا من الفراغ، التأكيد على وجود قيم ثابتة صالحة لكل الأوقات، فكرة تافهة، هراء، خدعة تعلمها الناس منذ الطفولة، القضايا الإنسانية، قضايا نسبية كالحق والجمال والعدالة، يجب العمل على تقويض التصورات الكلية من خلال الفعل، فعل الكلام، لأن الكلام يحمل طابع الحيوية الذي تتصف به النفس، أما الكتابة فهي محاكاة ميتة للفعل الكلامي، يجب الإعلاء من شأن الأفعال على حساب القيم المضللة، فالبناء، والحركة، والكلام، جميعها أفعال تمتاز بخاصية المباشرة والحضور، وأنا مع رأي (روسو) أفضل الحضور المباشر على التأمل ..
التفكير مثل الكلام فعل أيضا، وهذا نقيض للمعنى الدارج له، وانطلاقا من عبارة ديكارت ( أنا أفكر إذا أنا موجود) فإن حياتنا لا تمثل شيئا ذا بال حينما نغطي عقولنا بالشمع . اعرف جيدا ماذا تعمل، وستفعل كثيرا، حاول التدرب على السباحة، تعلم الشطرنج، لعب الورق، مارس أي رياضة، فكرية أو بدنية لا يهم، وسأضمن لك النجاح، أما أنا فكما ذكرت آنفا رجل انطوائي لا يملك سوى مجموعة كتب، وقلم رصاص، وأهم شيء ممتع أفعله كل يوم القراءة والتفكير، وكل ما أتمنى هو أن تنتهي حياتي عندما تنتهي قدرتي على فعل القراءة و التفكير .
كيف نفكر بهذه الكيفية المخجلة في زمن أصبحت فيه الكرة الأرضية مثل كرة التنس، أليست العقول هي من تصنع المجد؟ لو كان لي معرفة دقيقة بعلم الهيئة لاخترعت نظرية تثبت بأننا دوائر ومثلثات، مجرد أشكال تشغل حيزا من الفراغ، التأكيد على وجود قيم ثابتة صالحة لكل الأوقات، فكرة تافهة، هراء، خدعة تعلمها الناس منذ الطفولة، القضايا الإنسانية، قضايا نسبية كالحق والجمال والعدالة، يجب العمل على تقويض التصورات الكلية من خلال الفعل، فعل الكلام، لأن الكلام يحمل طابع الحيوية الذي تتصف به النفس، أما الكتابة فهي محاكاة ميتة للفعل الكلامي، يجب الإعلاء من شأن الأفعال على حساب القيم المضللة، فالبناء، والحركة، والكلام، جميعها أفعال تمتاز بخاصية المباشرة والحضور، وأنا مع رأي (روسو) أفضل الحضور المباشر على التأمل ..
التفكير مثل الكلام فعل أيضا، وهذا نقيض للمعنى الدارج له، وانطلاقا من عبارة ديكارت ( أنا أفكر إذا أنا موجود) فإن حياتنا لا تمثل شيئا ذا بال حينما نغطي عقولنا بالشمع . اعرف جيدا ماذا تعمل، وستفعل كثيرا، حاول التدرب على السباحة، تعلم الشطرنج، لعب الورق، مارس أي رياضة، فكرية أو بدنية لا يهم، وسأضمن لك النجاح، أما أنا فكما ذكرت آنفا رجل انطوائي لا يملك سوى مجموعة كتب، وقلم رصاص، وأهم شيء ممتع أفعله كل يوم القراءة والتفكير، وكل ما أتمنى هو أن تنتهي حياتي عندما تنتهي قدرتي على فعل القراءة و التفكير .