حاتم الأمين داموس - طريق الجبل...

- "يا أستاذ من فضلك.. هل بإمكانك أن تدلنى على طريق الجبل ؟". همهم الرجل الذى سألته ومضى دون أن يعرنى إلتفاته ورباطة عنقه يتلاعب بها الهواء ..تارة إلى اليمين .. وتارة إلى الشمال ..
- " ياأخت .. لو سمحتى .." خدجتنى السيدة بنظرة اضطرتنى لأن أبلع باقى كلامى .. وأسرعت الخطى..يالها من خطى رشيقة!
مابال أهل هذه المدينة ، جميع وجوههم مكفهرة ،و لا أحد منهم يريد أن يساعدنى .
ذاك صبى صغير ، فلأسئله .. وعندما ألقيت عليه السؤال ، رد على بجفاء وجدية " أنا مافاضى لك " .
حتى أنت ياصغيرى ..
الشوارع تكاد تكون خالية ، ولا يوجد شرطى.
فكرت .. وقلت في نفسى لأذهب إلى المقهى ،فبالتأكيد سأجد هناك من لديه بعض الوقت ليدلنى على طريق الجبل .
وفي المقهى ، وجدت الناس يتناولون الشاى والقهوة وهم وقوف ، وهممت بالتوجه للبائع الوحيد الذى كان يعمل في صمت وبسرعة عجيبة ، إلا أن لافتة كبيرة بجواره كتب عليها (الوقت للعمل) جعلتنى أخرج من المقهى ، وفي نفسى شئ من حتى.
كيف لا أسخط وجميع أهل المدينة كالناس الآليين. لم أجد من أسئله.
وعلى حين غرة ظهر لى شيخ يمشى متمهلاً أمامى في الطريق ، وكنت لا أريد أن أسأله لولا بشاشة لاحت لى في وجهه عندما إلتفت ناحيتى.
فناديته وقلت له: ياشيخ .. هل يمكننى أن أسألك ؟ فاجأتنى إجابته حين قال : ولهذا كنت هنا لأجيبك . وضحك ..
فأنطلق لسانى يسأله عن طريق الجبل . وقال أنه يعرفه . فأطمأنت نفسى وقلت له : مابال الناس بهذه المدينة ؟
فقال لى وهو يضحك : ذهبوا إلى الجبل ، فجاءوا بالذهب ، فذهبت العقول، وانشغل الجميع بالمال. ها ها ها..
فسر لى الشيخ بكلامه سر الناس الآليين . ولكم اراحتنى هذه الاجابة ! وهممت أن أقول شيئاً أخر للشيخ لولا أنه سبقنى وانعطف بأحد الطرق . أسرعت الخطى لألحقه ؛ ولكنى لم أجد له أثراً .
تركت البحث عن طريق الجبل ، وصرت أبحث عمن يقودنى إلى الشيخ .



حاتم الأمين داموس/السودان




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى