الشّاعرة العراقية أسماء الحميداوي تقديم تماضر وداعة

أسماء الحميداوي.jpg
الشّاعرة أسماء الحميداوي هي نخلة عراقية باسقة ناضجة الحرف جاءت من إرث تاريخيّ عريق، والحضارة و الطبيعة ليفجّر فيها أنهاراً من العطاء والإبداع، كدجلة والفرات ورغم أنها خرجت من رحم الحروب والتقتيل والأوضاع الشاذّة، إلاّ أنّ صعوبة الحياة زادتها قوّة وقدرة هائلة على الخلق
فأصبحت مجالات الإبداع والنشاط الاجتماعي والاهتمام بالطفولة والحالات الانسانية التي ظهرت في الاونة الاخيرة في المجتمع. ، رصدت هموم الذات و المجتمع العربي بكل مصداقية و عفوية
تميزت قصائدها بالإحساس الصّادق وعدم التّصنّع التّنميق :
وجع القصيدة
يا وجع القصيدة
خمرٌ معتقٌ
يا مارقاً بين
شواطئ الروحِ
قوافلاً
وأيّ عشقٍ ينحرُ
قافلتي؟
اِني أقلب مرايا وجهك
كلّ يومٍ
لأرى صباحي
سأظل ألوحُ لك
بأشعاري
حتى يستفيق
قلبك
من أفيون تجاهلي!
وبوقظ جُزرَك
الملتهبةَ شوقا
النائمةَ تحت
ثغرِ وسائدي....
الاستاذة الشاعرة أسماء الحيداوي لها سيرة ذاتية زاخرة بالعطاء :
* أسماء حسن عبد المنعم الحميداوي بكلوريوس اللغة العربية حاصلة على امتياز كولزار بنت الهدى في قم
* حاصلة على عدة شهادات تقديرية
* الاولى في الورشة الإعلامية التي نظّمتها شبكة بابليون الثقافية في ملتقى رضا علوان الثقافي في بغداد
* حصلت على شهادة تقديرية للدّورة الإعلامية التي أقيمت في مؤسسة الوهج في النجف الأشرف
* كرّمت من قبل الاتحاد الدولي لحصولها على المرتبة الأولى بقصيدة النثر في المسابقة الرمضانية التي أجراها الاتحاد
* حاصلة على وسام الاستحقاق والأبداع من المنظّمة الوطنية لحماية الطّفولة والشّباب
* حاصلة على شهادة سفير الطفولة من المنظمة الوطنية لحماية الطفولة والشباب
* حاصلة على درع السلام من رئيس منظمة الوطنية لحماية الشّباب الدمتور بشرول زويبر
* حاصلة على شهادة كاريزما الثقافة من مجلة الصواب
* مديرة تحرير جريدة الدستور العراقي الجديد
* محررة في مجلة فن الفنون
* ممثلة مؤسسة فنون الثقافية العربية
لديها ديوان شعر في طور الطبع
الشاعرة أسماء الحميداوي اتخذت من الحزن والأغنية والدموع والألم وصفة متكاملة ومادة خامة لكتابة قصيدة تتغنّى بالجراح والعذابات ومهما يكن من أحزان جاثمة على القلب دوماً هناك شرفة صغيرة نطل من خلالها وعبرها على الحياة .
_ قافلة الحنين. --
سأبكيك عاما
بعد عام
ستمطر مظلتي
قافلة الشجن
وتموت كل
أعشاب الغابة
لا يقتفي
الإنجيل أثر الأديان
زوبعتي ضالتي
لا تمتر بألسنة
العجاف تقطر
دما للسكين
وتعاتب اشواك
الحنين أن عصفت
رياح الشوق
ورمال الهجر
تجدب الصحارى
بنفحة الاسى
وسنين الضياع
تغتال زوبعة القدر
على أعتاب
المباني الخاوية
وصهريج اليناببع
الأسنة.....
كدمية تمكث
في خربة
تغاير
حولها شباك
العنكبوت..
في حوار مع الشاعر المصري حسن النّجار في احد المنابر الادبية :
نصّ جديد لأسماء الحميداوي
*******************
طاف بنا حلم أخضر يانع
طرزنا به ضحكات المقل
هنيئا لمن جاور طيفنا
هنيئا لمن أرسى لنا
سفن الفرح....
بغداد رمش وجفن
وكتاب مفتوح علي كل المرايا
كل الجهات
بغداد ملتقى شعري وشعرك
وكل الشعر في العالم
بغداد
دارنا
وعز سلطنتنا
على أعتابها يمرح القلم....
ذكرتني بقصيدة كتبت قبل الغزو ونشرت في حينها:
حسن النجار
*************
قصيـــــــــدة بغــــــــــداد
***************
بغداد :
السّهل / الصّحراء
السّيف / الوطن المحتدّ
السّيّاب / الوتر المشدود
على رقعة غيم
مطيبة العشق .
المائدة العامرة بخبز الله
الاغنية الحبلى بروائح خيل الشعراء
النهران المنحدران الى سهل الروح
الموطئ والمرسَى .
سألف حنيني حول نخيل الشطآن
وأُحْيِى شتْلات الروح
على مَرسى السفن العائدةِ
وأرسم تيجان البصرة في كفّ حبيبى
وندور على كل الأبواب :
بغداد الليلة تنتظر
في أبهى ثياب تنتظر
بغداد قصيدة عشتار
إن سقطتْ
فستسقط كل متاريس الكون
وتندحر الكلماتُ على رجع خراب الكون
وسيُمحى من هذا العالم
صوت العازف و النّاى .
************
كتب لها كثير من النقاد في الصحف المقروءة والالكترونية كثير من النقاد ومنهم الاستاذ عدي العبادي والاستاذة
الواقعية... في شعر أسماء الحميداوي
قراءة نقدية / تبوح بما يعتمل في نفسها من حلم الكاتب:| عدي العبادي |
يعتمد النّص الحديث على عوامل عدة منها البناء الدرامي أي ما يعرف ببنية العمل والخيال المشوق في المتن، والصورة الشعرية التي حددها جاك دريدا على أنها أهم ما في ّ سواء كان شعرا او مسرحا أو رواية الخ، ومع كل هذه العوامل تظل هواية النّص يحددها براعة كاتبه الذي أسهم في وضع منجزه، من خلال ما طرحه في الساحة... فقد أصبح إنتاجا يمثل بصمة مطروحة تفهم من خلالها ما يريد أن يوصله الكاتب، ومن هذا المنطلق نفهم فكرة نصوص الشاعرة العراقية أسماء الحميداوي‏ التي اشتغلت على تنوع في منتجها:
أنا الآن بوابة
للرحيل
أتقن سرعة خطواتي
المترهلة
أبتلع الأسى
وأشرب رحيق
ذكريات على
أرصفة باردة
لن أحي ضحكات
الطبول وسط أعراس
أفلة حملتني أناي
ألقابا فخمة تركتها
على ناصيتي
على اعتاب الكراسي
لا ابوح سرا...!
لن أغتاب صحبتي
أحب كل من حولي
******************
مجموعة تصورات على نسق متصّل تحت مسمى النص سوقت من خلاله الشاعرة منتجها الادبي بطريقة حداثوية، و ومن ثم فقد تعدد طرحها مع حفاظها على بنية العمل، الذي يدور حول موضوع الْأُنْثَى وكسرها للقيود بطرحها مفردات مثل « لن أحي ضحكات الطبول وسط أعراس» و «لا ابوح سرا»... ترمز إلى القوى في شعر الحميداوي بوضعها استعارات تجديدية... معتمدة على قدرتها في المحاكاة وبناء اسلوب يميز منتجها ومع تنوع ما تكتبه لكن نجد الان الاطار في مكانه:
تداعوا باسمي
وباعوا سجايا قلبي
بأسواق نخاستهم
المستعارة
وتركوني كطير القطا
بلا جمع مبتلى
فمن خلال «دراما شعرية»، تُعالج الحميداوي‏ المشهد الشّعريّ في نصّها وهي تصوّر حالة الذات... إنّـــــه بوح عن كينونة وبناء علاقة بين عالمها الداخلي والخارجي، وقد اوصلت لنا فكرة العمل من خلال الدّراما الشّعرية التي كان يشتغل بها في العراق الشاعر الكبير يوسف الصائغ، لكنّ هناك صورا عدة جعلتنا في تناغم متواصل معها لفهم ما تريد الشاعرة قوله، انها تشتغل على ابتكارات حداثوية مع الانزياح لتضع بصمة بأبعاد فنية جذابة.
مستندات لها علاقة
أما الاستاذة وجدان عبد العزيز كتبت في دراسة نقدية في ( الحوار المتمدن ) لأحد قصائد الشاعرة أسماء الحميداوي إليكم نصها:
يبقى الانسان وسط أمواج الحياة في حيرة وقلق ، تتناهبه كثرة الاسئلة المتوالدة حوله ، واولها محاولة معرفة الانسان نفسه ، ومكمن هذا التساؤل يختبأ في وجود الفكر التأملي داخله والبحث عن كنه الحقيقة ، وبالتالي محاولة البحث عن انسانيته وسط خضم التناقض الحياتي هذا ، اي تأكيد النزعة الانسانية ، فالنزعة الإنسانية في سياقنا هاهنا تعني القيم المنتزعة من تجارب الناس بهدف إقامة علاقات إنسانية قائمة على العدل والتآلف. وهي في أحد معانيها: فلسفة تؤكد قيمة الإنسان وقدرته على تحقيق الذات باعتماد العقل ، واهم مافي هذا النزوع الانساني ، هو التسامي وتغليب الروحي والنفسي على البيولوجي، والسعي إلى إعلاء الفكر الإنساني ، ويُعدّ الفكر الحر جزءاً أصيلاً من النزعة الإنسانية، والمساواة غاية رئيسية في النزعة الإنسانية. وقد تعددت دلالات هذا المصطلح عبر العصور .. وحينما نعود للحظة قدومنا لهذا العالم ، لحظة العُري ، لحظة الفرح ضمن مشكلة البكاء الاولى ، ومن ثم التمتع بمسار الكينونة ، سيكون هنا الشعر ، الذي تتعرى الذات في باحته محاولة منها لاثبات الموقف ، واكتشاف ذات الشاعر داخل هذا الكون المتماوج ، لهذا تكون لحظة الشعر .. لحظة عُري تدمج الشاعر في فضاء عري الميلاد ، لتكون التجربة إنسانية بامتياز ، مختلطة بعُري الميلاد المشترك وبلحظة اقتناص البداية المفعمة بالنبض الإنساني العابر للإرادة والمستقر في جنوح الفطرة الأولى ، وبعد هذا يأتي حضور التجربة القادرة على تحريك ماء الشّعر وترسيمه سريانا أبديا وخريرا مفعما بالحياة داخل أنساق الوجود والكينونة ، هكذا وجدت سريان الشعر في ذات الشاعرة اسماء الحميداوي ، وهي تقتنص البداية المفعمة بالنبض الإنساني العابر للإرادة والمستقر في جنوح الفطرة الأولى ، لكن تجربتها توظف لحظات الالم والوجع والحزن وتمزجها بلحظات الفرح .. تقول :
سأركب راحلتي العمياء
لتقودني إلي درب الرجاء
لأبلغ أمنياتي
وأحاكي عشبا يابسا
لأرى ضلوعا قد أنهشتها الذئاب
لتحث قدماي علي المسير
لأركن خلف بئر الصمت
وخرير الماء تساقط في أذنيَّ
لألجم صوتي
يختفي وسط تلك المتاهات!
لأصل إلي عالم المومياء
لابد من دابتي !
لابد أن اقطع دروب الشوك
لابلغ المزار
سأنحت من الاماني تماثيلا
سابني فوق شاطئ الاوهام بيتا
سأرتل أغنية بنت الحي ألحانا)
رغم أنّها تركب راحلة عمياء ، الا أنها تصرّ بانفعال لبلوغ الأماني ، فهناك دلالات كثيرة تؤكدها الشاعرة على أنّها في طريق اكتشاف كينونتها الانسانية ، ثم تقول : (لابد أن أقطع دروب الشوكلابلغ المزار/سأنحت من الاماني تماثيل /سابني فوق شاطئ الاوهام بيتا/سأرتل أغنية بنت الحي ألحانا) ، فأكثرت من السين ، والسين تدخل على الفعل ، لأنها تفيد التكرار والتكثير ، والتكرار في العربية معناه تأكيد ، فالشاعرة الحميداوي تحاول التأكيد على الامل في صناعة موقف انساني وفقا لكينونتها الانسانية ، كي تبلغ المزار .. ثم تقول في قصيدة اخرى :
شربن ماء الفرات عنوة
وأصبحن كالحبلى وما أرتون
وحيد عذب حتى الموت
كسنبلة مكسوة بالشعر
تنزف على فوهة الخليج
تقيئت ماء ودم
وعقب خراب السنين
أقبل الحلم ورديا يلامس الاحداق)
ولهذا حشدت الحميداوي كلمات الماء والحبلى والسنبلة وكلها تحمل دلالة النماء والحياة ، حتى قولها : (أقبل الحلم ورديا يلامس الاحداق) ، لتؤكد الحياة والحضور بمقابل الغياب المتمثل بالموت وآثاره السابقة الحروب المتوالية على ارض الرافدين ، وكل هذا تثبيتا لنزعتها الانسانية وتعزيزا لتجربتها الشعرية ، وإني ألاحظ الشاعرة الحميداوي (تأتي من بعيد من غور الجمر محمّلة بالعشق الإلهي ، ممهورة بتلافيف ردائها الأنثوي الباهر ، تأتي معتّقة بروائح الشّعر الكامن في رهافة النص المنتصر في شهرزادية التاريخ الآخذة بلب الشهريارية العنيفة ، تأتي رابعة من خلود الجدوى في متاهة الشّعر النافعة ، تحمل مرودا للمحبّة و حدوسا دائمة للجسد) .. (إنّه الشّعر والصفاء في عمق النفس حين لاترتاح سوى لنبض المحبة ، تلك التي فاض بها ابن عربي في بهو الحال لما اشتاق وسقا وبالعشق ارتقى ورام محبّة للإنسان كيفما كان ، ففي النص الملتقى يقول : (أدين بدين الحبّ أنّى توجّهت ركائبه فالحبّ ديني وإيماني)) ، وهذه النقطة التي التقت بها الحميداوي مع ابن عربي صاحب الصوفية والنزعة الانسانية ..
**********************
فالشاعرةّ تفيض أمواجاً من المعاناة والقهر والحزن والعشق المتماهي مع حبّ الوطن والأرض, تقرأ في عناوين قصائده القصيرة التحدى والصمود , وبأفعال تمنح الموقف الشعري عنف الشهامة والصبر والوقوف أمام الأعاصير، الكتابة هي عملية خروج كل ما يدور في العتمة إلى براح يسكنه النور، وحتى لا نتجمد في اماكننا نسمح لكل الساكن بداخلنا أن يتماس مع واقع هو حاضر نعيشة الان ،
عرفتها الجماهير شاعرة اعتلت منصات الالقاء في ربوع والوطن العربي ،وانصت لها الجميع في متعه الاشباع الشعري ،حيث فرضت اسلوبها وقوتها في توصيل الكلمةالثاقبة للمجتمع هذه هي بعض المقتطفات عن شاعرتنا الرائعة أسماء الحميداوي ارجو أن تكون قد نالت استحسانكم من خلال اسطري المتواضعة شكرا لكم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى