ألف ليلة و ليلة نقوس المهدي - كتاب الليالي.. الكتاب الذي لا ينتهي

"ألف ليلة وليلة مثل روائع الأدب الغربي (دون كيشوت - الفردوس المفقود - فاوست) الكل يستشهد بها ولا أحد يقرأها "
عبد الفتاح كيليطو..

لم يشغل المهتمين ودارسي الأدب كتاب عربي أكثر مما شغلتهم حكايات ( ألف ليلة وليلة)، أو (كتاب الليالي العربية) كما يحلو للنقاد الغربيين تسميته، لا من حيث الاهتمام الكبير بمحتواه الأدبي الراقي الذي يمتح مادته الأدبية من التخييل والمتعة، وغناه بالمشاهد الفرجوية التي يوفرها للقارئ العادي ، أو الاهتمام به كمادة فنية وسردية غنية بالنسبة للقارئ العالم، وتضمنه لكل ما هو مفيد من طريف الأحاجي والحكايات والطرائف والعلوم والأشعار والمغامرات والمقالب والحكم والأمثال والعبر ، وتناوله لطرائق العيش في أوساط العامة وقصور السلاطين و الحياة السرية للحريم ومختلف الطبقات، و تناول وجوه العيش والحياة البسيطة في الأوساط الشعبية والمدن والأرياف والبحار والجزر البعيدة والامصار الحقيقية والبلاد المتخيلة..

ومن المرجح ان يكون كتاب ألف ليلة وليلة قد ألف في غضون القرن الثالث عشر او الرايع عشر الميلادي، ويعرف في الفارسية تحت عنوان ( هزارافسانه ), وتعني الخرافة.. فيما احتفظت النسخ العربية بعنوانها العربي الاصلي، وقد الفت هذه القصص على مدى ثلاث وثلاثين شهرا وهي المدة الزمنية الممتدة ما بين الحمل والوضع والرضاعة والفطام، والحدث في الف ليلة وليلة يراوح بين الواقع والخيال، ويتخذ نسق الحكاية العنقودية او بنية الحكاية داخل الحكاية حيث تتناسل الاحداث عن بعضها البعض.. وقد زيدت فيها العديد من الوقائع والحكايات بحسب التحولات المرحلية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، أو تقلب الحقب التاريخية خاصة بالنسبة للنسختين المصرية والشامية، اذ اضيفت اليهما حكايات تنتمي للعصور اللاحقة تبعا لمزاج مدوني وناسخي تلك الفترات..

يقول المسعودي في " مروج الذهب " :
"أنّ هذه أخبار موضوعة، في خرافات مصنوعة، نظمها من تقرّب من الملوك بروايتها، وأن سبيلها سبيل الكتب المنقولة إلينا والمترجمة من الفارسية والهندية والرومية، مثل كتاب هزار أفسانة، وتفسير ذلك بالفارسية ألف خرافة، والناس يسمون هذا الكتاب ألف ليلة".

ويرجع الفضل في اكتشاف هذه الحكايات للمستشرق الفرنسي انطوان جالان قبل ان ترجع الى مصبها الاصلي، وتنقل الى كل لغات الدنيا، وتستلهم من طرف الروائيين والفنانين والمسرحيين واهل الطرب والمغنى والفن السابع..

وقد كتبت حول هذا الكتاب العديد من الدراسات النقدية المهمة والمحاضرات الرائعة سنعرض لها جميعها.. ولعل اللافت للنظر هو الاشارة الى ان خورخي لويس بورخيس قد خصها بدراسات ومحاضرات رائعة وكذلك عبد الكبير الخطيبي وعبد الفتاح كيليطو وسهير القلماوي ومحمد عبد الرحمن يونس ومحسن مهدي واندري ميكيل وغيرهم كثيرون كي لا نحصر النقاد والمحاضرين في هذه الاسماء ونتمنى توثيقها في هذا لمتصفح رهن اشارة الباحث والمهتم بهذا الكتاب الفريد ..

وهناك اغنية جميلة جدا للفنانة الاسترالية تينا ارينا بعنوان Je m'appelle Bagdad مستوحاة من اجواء الليالي وسقوط بغداد..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى