قِصَّةٌ قَصِيرَةٌ موشي بولص موشي
مَتَاهَةُ الْعَقْلِ الْبَاطِنِ
تَيَتَّمَتْ وَهِيَ فِي مُقْتَـبَلِ الْعُمْرِ، عَاشَتْ فِي كَنَفِ شَقِيقَتِهَا الْكُبْرَى، وَبِمُرُورِ الْأَيَّامِ تَخَالَفَتا فِي الرُّؤَى وَتَنَافَرَتا، وَبَعْدَ سِلْسِلَةٍ مِنَ الْمُنَاكَفَاتِ وَالْمُشَاحَنَاتِ الْمُسْتَمِرَّةِ، اِنْتَهَيَا إِلَى قَطِيعَةٍ دَائِمَةٍ بَيْنَهُمَا. اِتَّضَحَ أَنَّ نَظْرَتَهَا لِلْحَيَاةِ قَاصِرَةٌ، فَكُلُّ هَمِّهَا مُنْصَبٌّ عَلَى الْمَأْكَلِ وَالْمَشْرَبِ وَالْحَفَلَاتِ وَالْاصْطِيَافِ حَتَّى شَوَّهَ الْوَزْنُ الزَّائِدُ مَظْهَرَهَا، وَجَعَلَ مِنْهَا أُضْحُوكَةً.. لِسَانٌ سَلِيطٌ، قَلْبٌ حَاقِدٌ جَاحِدٌ وَعَقْلٌ تَنْقُصُهُ الرَّجَاحَةَ. لَا يُعْجِبُهَا الْعَجَبُ، فَمَهْمَا كَانَتْ مُنْجَزَاتُ زُمَلَائِهَا وَزَمِيلَاتِهَا فِي الْعَمَلِ تُحَاوِلُ بِكُلِّ مَا أُوتِيَتْ مِنْ خُبْثٍ النَّيْلَ مِنْهَا وَالتَّشْوِيشَ عَلَيْهَا وَالحَطَّ مِنْ قِيمَتِهَا، لَكِنَّهَا فِي ذَاتِ الْوَقْتِ لَا تَـتْرُكُ بَابًا إِلَّا وَطَرَقَتْهُ كُلَّمَا أَدَّتْ عَمَلًا رُوتِينِيَّا هُوَ فِي الْأَسَاسِ مِنْ صَمِيمِ وَاجِبَاتِهَا سَعْيًا وَرَاءَ تَكْرِيمٍ أَوْ مُكَافَأَةٍ مُسْتَخِفَّةً بِكَرَامَتِهَا. أَتَسَاءَلُ أَحْيَانًا عِنْدَمَا أَخْتَلِي مَعَ ذَاتِي، إِنْ كَانَ لِلْبَارِي (عَزَّ وَجَلَّ) يَدٌ فِيْ خَلْقِهَا. وَمِنْ سُخْرِيَةِ الْقَدَرِ أَنَّ عَقْلَهَا الْبَاطِنَ قَدْ رَسَمَ لَهَا مَلَامِحَ فَتَى أَحْلَامِهَا، لَا تَسْمَحُ لِأَحَدٍ أَنْ يَعْبَثَ بِهَا وَإِنْ كَانَتْ عِبَارَةً عَنْ خُزَعْبِلَاتٍ، نِتَاجَ ذَلِكَ الْمَوْرُوثِ الصَّادِمِ، بَيْنَمَا قِطَارُ الْعُمْرِ يَمْضِي بِهَا نَحْوَ مَحَطَّةِ الْعُنُوسَةِ وَهِيَ فِي غَفْلَةٍ تَامَّةٍ عَنْهُ.
مَتَاهَةُ الْعَقْلِ الْبَاطِنِ
تَيَتَّمَتْ وَهِيَ فِي مُقْتَـبَلِ الْعُمْرِ، عَاشَتْ فِي كَنَفِ شَقِيقَتِهَا الْكُبْرَى، وَبِمُرُورِ الْأَيَّامِ تَخَالَفَتا فِي الرُّؤَى وَتَنَافَرَتا، وَبَعْدَ سِلْسِلَةٍ مِنَ الْمُنَاكَفَاتِ وَالْمُشَاحَنَاتِ الْمُسْتَمِرَّةِ، اِنْتَهَيَا إِلَى قَطِيعَةٍ دَائِمَةٍ بَيْنَهُمَا. اِتَّضَحَ أَنَّ نَظْرَتَهَا لِلْحَيَاةِ قَاصِرَةٌ، فَكُلُّ هَمِّهَا مُنْصَبٌّ عَلَى الْمَأْكَلِ وَالْمَشْرَبِ وَالْحَفَلَاتِ وَالْاصْطِيَافِ حَتَّى شَوَّهَ الْوَزْنُ الزَّائِدُ مَظْهَرَهَا، وَجَعَلَ مِنْهَا أُضْحُوكَةً.. لِسَانٌ سَلِيطٌ، قَلْبٌ حَاقِدٌ جَاحِدٌ وَعَقْلٌ تَنْقُصُهُ الرَّجَاحَةَ. لَا يُعْجِبُهَا الْعَجَبُ، فَمَهْمَا كَانَتْ مُنْجَزَاتُ زُمَلَائِهَا وَزَمِيلَاتِهَا فِي الْعَمَلِ تُحَاوِلُ بِكُلِّ مَا أُوتِيَتْ مِنْ خُبْثٍ النَّيْلَ مِنْهَا وَالتَّشْوِيشَ عَلَيْهَا وَالحَطَّ مِنْ قِيمَتِهَا، لَكِنَّهَا فِي ذَاتِ الْوَقْتِ لَا تَـتْرُكُ بَابًا إِلَّا وَطَرَقَتْهُ كُلَّمَا أَدَّتْ عَمَلًا رُوتِينِيَّا هُوَ فِي الْأَسَاسِ مِنْ صَمِيمِ وَاجِبَاتِهَا سَعْيًا وَرَاءَ تَكْرِيمٍ أَوْ مُكَافَأَةٍ مُسْتَخِفَّةً بِكَرَامَتِهَا. أَتَسَاءَلُ أَحْيَانًا عِنْدَمَا أَخْتَلِي مَعَ ذَاتِي، إِنْ كَانَ لِلْبَارِي (عَزَّ وَجَلَّ) يَدٌ فِيْ خَلْقِهَا. وَمِنْ سُخْرِيَةِ الْقَدَرِ أَنَّ عَقْلَهَا الْبَاطِنَ قَدْ رَسَمَ لَهَا مَلَامِحَ فَتَى أَحْلَامِهَا، لَا تَسْمَحُ لِأَحَدٍ أَنْ يَعْبَثَ بِهَا وَإِنْ كَانَتْ عِبَارَةً عَنْ خُزَعْبِلَاتٍ، نِتَاجَ ذَلِكَ الْمَوْرُوثِ الصَّادِمِ، بَيْنَمَا قِطَارُ الْعُمْرِ يَمْضِي بِهَا نَحْوَ مَحَطَّةِ الْعُنُوسَةِ وَهِيَ فِي غَفْلَةٍ تَامَّةٍ عَنْهُ.