انظر إلى أعلى
ستجده هرميا يرتدي مسوخا جد كثيرة ، منهك بالفراغ ، بالمجهول جاء وبالمجهول يسود ومن الوساوس والهلاوس خلق ، لا وجود مفكك يئول إلى لا وجوديات ضئيلة ، والجوقة تصم الأذان
فلتجر حدقة عينيك إلى أعلى
سترى رأسه الحجري صغيرة تكب شرارات الإقتتال على الغنائم ألأزلية
وستجده حشرة ضخمة تميل إلى الصفار الكالح ، صماء بلا صوت
بل هرم من حشرات
وستجدنا جحوشا بلا رؤوس أو ذيول ،
وسترى رأسا هامدا تنبت منه أقداما كثة الشعيرات ،
سترى مثانة ضبع تنخر في رأسك ،
من هناك
من أسفل
من الغرفة الأدنى في جوف التاريخ
من غرفة الفقراء ،
ستراه سمينا ممسكا بعصا غليظة يلقى الموت والخنزرة على مدن من غبار ، مدن حبلى بخط لا نهائي من أجيال مصحرة ،
ستجده تلا من أحجار صماء يدير مزادا للرضا اللعوب ،
وستجدهم يقدمون أنفسهم إلى عظمته الناهبة بجباه جافة متكسرة ،
ستراه أكولا بضحكة بلهاء ومخ ضيق يحكي كثيرا عن الموت ، وأنت على بسطات سلالم البنايات المهجورة تنام مشنوقا بالحياة، ومصاطب الحدائق ذي الألوان المهزولة تفترشها بحدقة عين هائجة ، انظر إلى أعلى ستجده هرميا مكفنا بالزمن ويسوق منفذي ثأره ، كتمثال هو بلا قاعدة .
أتود أن تنزل إلى أسفل أكثر ؟ وتطل عليه مع الجرذان ؟
هاوية ستجد ،
سقوطا للصحو الخشن ستجد
لأن هناك عزلة ولحم يؤكل ، ستجده يرتدي قفازا من جلدك ، ويكره الشعر لأن فيه عورة وجوده ، وأنا هنا أسرق النار
ليذوب المسرح احتراقا ،
ويروا وجهه الذي هو بلا وجه
بهيكلك العظمي ينسج عروشا بترولية مذهبة
لا يراها إلا المصاصون والبصاصون والنجارون ،
معلق أنت وملايين الظلال
يرسمك نملة مقصفة الأقدام
وأنت خاشع
يدخن محياك
يقهقه حين يرى أطفالك بلا أنفاس قابعون في القبور ،
ماتوا إيمانا بفقه الدمى
أنظر إلى أعلى
سيركلك بين عينيك المفقوعتين
أيها المحشور في دنس العمى
أحذ حذوي وأنزلق في بلعومه وتجشأ الدم
ثم انظر إلى الأعلى
واصرخ :
(حدثني وجها لوجه لو أنت بوجه يا أيها المرتفع بلا وجه ،
أيها المفضوح في الضوء
والعازف لشخير العماء
أيها الرأس الهامد
لا تنظر لي )
أنظر إلى أعلى
ستجده هرميا يتوارى بلا نهاية
ستجده بهائميا ،
محموما يعيد تدويرك ويلهث حين يصب بوله في حنجرتك ،
أنظر إلى أسفل
ستجدني نحيلا محملا بشحوم الإنكسارات
بلا وجهة
غارق في الهذيان
ستجدني
جثثا من الطمي المبتور منه الماء
ستجدني
حيث لا مكان يفضي إلى إستعادة حبلي السري
.
أنظروا إلى أسفل
كل الصراصير تنام وانتم تتراقصون في عيونها ،
تتظاهرون بأنكم تلاحقون جفونها الكثيرة ،
وكل ما ترونه رجول تلتف حول رقابكم
كل الديدان تنام بعد أن تطلق قهقهات لا تسمعونها حين تراكم تثقبون بطونكم بلا شبع
البق استعاد السيطرة على تجاعيد الجدار ،
(مسمروا عيونكم نحوها الآن ، أصطادت القلم من جديد ،
وستكتب ) :
لوحات بشرية معلقة
عيون مسمرة وافواه فارهه
بطون خاوية إلا من الجوع
ينظرون إليه بلحيته الشعثاء وعينيه المبهمتين
وهاهو ذي البطن المتفسخة يصب كأسا كان مذاقه لعوبا
و ينظر لتلك الصهباء الناجية من النظر الى اعلى وهي تسرد منتشية بصوت مبحوح فوق مسرح الحانة:
انظروا إلى أعلى
ستجدونها ملتحفة بالذهب
يداها تعزف سيمفونية الموت
صوتها اوبرا جنائزية
ترقص عارية على ساحة من جلود البطون المجذومة
تتودد لهم وتشرب ما يسيل من افواههم لتثمل وتعبث ليلا لتمتص أنفاس الغرقى ذوي الأعين المفتوحة الى اعلى ،
تلهث نحو الحرب
تحيا بالموت
يحيا الموت
يحيا الموت
تحركهم كالدمى
ان انكروها تبددت
وإن ركعوا لها انتفخت
تظهر بلا لون لهؤلاء الذين نجوا من النظر الى اعلى
ونظروا الى الخلف
صمت
استراحة
تنظر الصهباء للاعلى
موسيقى
تنفجر وتغني بصوت مارلين مانسون : (sweet dreams are made of this (
صمت
تعود وتسرد :
تحب ذوات المؤخرات الكبيرة والصدور الفارهة ،
سحاقية الهوى لذوات الوجوه المحقونة بالإستلاب والشفاة الملتهبة بأسعار البورصة .
احذيتهم من التماسيح المشنوقة
حقائبهم من جلود العطشى
يتحدثون فيسيل القمل من افواههم
هم عشيرتها
يتمتمون بطلاسمها أناء الليل وأطراف النهار
فإن تفككت اصبحوا هشيما تذروه الرياح ،
في عزلتها تنسج سحبا من عرير الصراصير وأجنحة الفراشات
تنفخ
فتنهمر الضفادع فوق الرؤوسالناظرة إلى أعلى ...
بلبلة في الحانة
تضحك الصهباء وتقهقه
قوات حفظ الامن تدخل الحانة
انفجار
رماد
صمت
انتهت الحفلة
* نقلا عن:
أعمال محسن البلاسى
ستجده هرميا يرتدي مسوخا جد كثيرة ، منهك بالفراغ ، بالمجهول جاء وبالمجهول يسود ومن الوساوس والهلاوس خلق ، لا وجود مفكك يئول إلى لا وجوديات ضئيلة ، والجوقة تصم الأذان
فلتجر حدقة عينيك إلى أعلى
سترى رأسه الحجري صغيرة تكب شرارات الإقتتال على الغنائم ألأزلية
وستجده حشرة ضخمة تميل إلى الصفار الكالح ، صماء بلا صوت
بل هرم من حشرات
وستجدنا جحوشا بلا رؤوس أو ذيول ،
وسترى رأسا هامدا تنبت منه أقداما كثة الشعيرات ،
سترى مثانة ضبع تنخر في رأسك ،
من هناك
من أسفل
من الغرفة الأدنى في جوف التاريخ
من غرفة الفقراء ،
ستراه سمينا ممسكا بعصا غليظة يلقى الموت والخنزرة على مدن من غبار ، مدن حبلى بخط لا نهائي من أجيال مصحرة ،
ستجده تلا من أحجار صماء يدير مزادا للرضا اللعوب ،
وستجدهم يقدمون أنفسهم إلى عظمته الناهبة بجباه جافة متكسرة ،
ستراه أكولا بضحكة بلهاء ومخ ضيق يحكي كثيرا عن الموت ، وأنت على بسطات سلالم البنايات المهجورة تنام مشنوقا بالحياة، ومصاطب الحدائق ذي الألوان المهزولة تفترشها بحدقة عين هائجة ، انظر إلى أعلى ستجده هرميا مكفنا بالزمن ويسوق منفذي ثأره ، كتمثال هو بلا قاعدة .
أتود أن تنزل إلى أسفل أكثر ؟ وتطل عليه مع الجرذان ؟
هاوية ستجد ،
سقوطا للصحو الخشن ستجد
لأن هناك عزلة ولحم يؤكل ، ستجده يرتدي قفازا من جلدك ، ويكره الشعر لأن فيه عورة وجوده ، وأنا هنا أسرق النار
ليذوب المسرح احتراقا ،
ويروا وجهه الذي هو بلا وجه
بهيكلك العظمي ينسج عروشا بترولية مذهبة
لا يراها إلا المصاصون والبصاصون والنجارون ،
معلق أنت وملايين الظلال
يرسمك نملة مقصفة الأقدام
وأنت خاشع
يدخن محياك
يقهقه حين يرى أطفالك بلا أنفاس قابعون في القبور ،
ماتوا إيمانا بفقه الدمى
أنظر إلى أعلى
سيركلك بين عينيك المفقوعتين
أيها المحشور في دنس العمى
أحذ حذوي وأنزلق في بلعومه وتجشأ الدم
ثم انظر إلى الأعلى
واصرخ :
(حدثني وجها لوجه لو أنت بوجه يا أيها المرتفع بلا وجه ،
أيها المفضوح في الضوء
والعازف لشخير العماء
أيها الرأس الهامد
لا تنظر لي )
أنظر إلى أعلى
ستجده هرميا يتوارى بلا نهاية
ستجده بهائميا ،
محموما يعيد تدويرك ويلهث حين يصب بوله في حنجرتك ،
أنظر إلى أسفل
ستجدني نحيلا محملا بشحوم الإنكسارات
بلا وجهة
غارق في الهذيان
ستجدني
جثثا من الطمي المبتور منه الماء
ستجدني
حيث لا مكان يفضي إلى إستعادة حبلي السري
.
أنظروا إلى أسفل
كل الصراصير تنام وانتم تتراقصون في عيونها ،
تتظاهرون بأنكم تلاحقون جفونها الكثيرة ،
وكل ما ترونه رجول تلتف حول رقابكم
كل الديدان تنام بعد أن تطلق قهقهات لا تسمعونها حين تراكم تثقبون بطونكم بلا شبع
البق استعاد السيطرة على تجاعيد الجدار ،
(مسمروا عيونكم نحوها الآن ، أصطادت القلم من جديد ،
وستكتب ) :
لوحات بشرية معلقة
عيون مسمرة وافواه فارهه
بطون خاوية إلا من الجوع
ينظرون إليه بلحيته الشعثاء وعينيه المبهمتين
وهاهو ذي البطن المتفسخة يصب كأسا كان مذاقه لعوبا
و ينظر لتلك الصهباء الناجية من النظر الى اعلى وهي تسرد منتشية بصوت مبحوح فوق مسرح الحانة:
انظروا إلى أعلى
ستجدونها ملتحفة بالذهب
يداها تعزف سيمفونية الموت
صوتها اوبرا جنائزية
ترقص عارية على ساحة من جلود البطون المجذومة
تتودد لهم وتشرب ما يسيل من افواههم لتثمل وتعبث ليلا لتمتص أنفاس الغرقى ذوي الأعين المفتوحة الى اعلى ،
تلهث نحو الحرب
تحيا بالموت
يحيا الموت
يحيا الموت
تحركهم كالدمى
ان انكروها تبددت
وإن ركعوا لها انتفخت
تظهر بلا لون لهؤلاء الذين نجوا من النظر الى اعلى
ونظروا الى الخلف
صمت
استراحة
تنظر الصهباء للاعلى
موسيقى
تنفجر وتغني بصوت مارلين مانسون : (sweet dreams are made of this (
صمت
تعود وتسرد :
تحب ذوات المؤخرات الكبيرة والصدور الفارهة ،
سحاقية الهوى لذوات الوجوه المحقونة بالإستلاب والشفاة الملتهبة بأسعار البورصة .
احذيتهم من التماسيح المشنوقة
حقائبهم من جلود العطشى
يتحدثون فيسيل القمل من افواههم
هم عشيرتها
يتمتمون بطلاسمها أناء الليل وأطراف النهار
فإن تفككت اصبحوا هشيما تذروه الرياح ،
في عزلتها تنسج سحبا من عرير الصراصير وأجنحة الفراشات
تنفخ
فتنهمر الضفادع فوق الرؤوسالناظرة إلى أعلى ...
بلبلة في الحانة
تضحك الصهباء وتقهقه
قوات حفظ الامن تدخل الحانة
انفجار
رماد
صمت
انتهت الحفلة
* نقلا عن:
أعمال محسن البلاسى