إبراهيم محمود - شذرات الحكمة المحظورة...

أوتيتُ الحكمةَ من حجَر غازلَ ماء استوقفه بلطف كرمى يعسوب ناجى قمراً كي يغمره بهدوء تأملّه الأبدي ليدثره ببياض وافر الدفر والابتسامة الخاصة تحضنه أنثاه على وعد بصخب عائلي مرسوم انسحب الماء قليلاً بدماثة معهودة وود معتبَر وقد أهداني الحجر سليل الحجرلحظتهالمرنانة مرحاً بدعواهما وكم شكر الماء الحجر على روح ضيافته الباتعة ومبادرته تلك بالغ الحفاوة والطلاوة وأنا ذهبت بقصيدي المستلف من خفْق شبابي مستعاد، رافعاً القبعة لذي اللحظة المنتظرة إمضاءة غد يبشّر حاضره أمسَه واتسع قفص شيخوختي الصدري شباباً حضرني للتو

أوتيت الحكمةَ من هواء يهمس في أذن الشجرة كي تنحني لبعض تواضع ليسرد ضوء يتنفسه صباح لا يخفي ولعه بالترحال حيث يستحم عصفوران مثال النشوة المثمرة وقد شبّا عن طوق الزغب في ملذات المرتقب بحضور جمع غفير من تهاليل الطبيعة وأنا أجزتُ لخيال لي بسرج ٍ صورة باذخة المحتوى بأجنحة شبق عال عال ٍ لا يبقي جسداً إلا ويلقمه نفثاً من رعشته السرمدية إلى أعلى عليين وأرى في أصل قصيدي قصائد تبشّر بعضها بعضاً على مدار المستهذَب طرباً

أوتيت الحكمة من زبل بالاسم يحيل النتن طيباً يأخذه الماه مهضوماً لقاحاً للتربة العطشى إلى أخضرها المتوقع بحساب لا يخطىْ ولأنفاس الزبل الصادمة إلهام يقدّر نفاذ طاقته نبات الأرض وكائنه الكائن وما يبقي الأوكسجين في وضعية الآتي بالمبصر والمبهر بجدارة لأبث قصيدي وصْل الزبل بكائنه وفصْل الزبل في تكوينه سماداً موحياً عصياً على التزوير إذ يتقدم أفق يشرئبُّ بأكثر من معنى في جذع نبات أو عشب أو جماد حي لا ينسى فضل المنفّر وقد استحال مضرب مثل في الخصب لسنوات تزيد الزمن ثقة بمبناه

أوتيت الحكمة من ورد نافذ برعشة عطره بالورد حين يلقّم الضوء لمسة شوق متنام يا للورد حين يشتعل ضوء والضوء معطوف عليه وبناء عليه يستحم المشهد في اللامرئي مأثرة المخفي في جنبات الطبيعة وباسم الورد تنزّل أكثر من نجم مأخوذاً بفنون طيبه وأسارع إلى قصيدي وقد نزع عنه صمته مفصحاً عن كوكبة من حدائق المعنى من شقائق سهول مأهولة بصدى الورد اسماً من نوع خاص وأدرك لحظتها أن جسدي قد تحرر من كامل ثقله العضوي وتناثر آتياً إثر آت

أوتيت الحكمة من جيفة تتحلل في الهواء الطلق الذي يداخل بألفة شكراً لهواء المتنافي حتى أعالي الروح طليق الروح بدوره جيفة يأتيها الدود جذلاً يطن الذباب داخلها شغفاً يحط عليها جمع الذباب بطنينه المموسق ثملاً بالمتوافر من المتحلل فيها تأخذها طبيعة مباركة بعادتها الأزلية وقد تحررت من لحمها من عظمها وقد استنفدت رائحتها وقد صارت في أصل التراب ترباً وتشعبت الجيفة وازدهت في نبت حي في هواء حي في فضاء حي في أفق يتثاءب انتعاشاً لأدفع بقصيدي لينبسط في ماء ذي نسب حي في فضاء ذي نسب حي في نجوم تحتفي بولادة حيوات فائق

أوتيت الحكمة في صندل مهترىء أو شبهه ذاكرته حسنات لا تخفى لرجْل مدفوعة على أرض تهبها أماناً وسلاماً صندل شبه مهترىء يمنح الفرح به ليمد في صلاحية الانتعال صندل يحمي رجْلاً متعبة جداً جداً من سطوة جانبية صندل ماض في خدماته بحبور للانتعال بكل جهوزيته يثني عليه الهواء جملةً أنبّه قصيدي هذي المرة ابتهاجاً لاستماتة صندل مؤمّن على رجْل تشد على مستقبلها بيقين أفضل كي يرتفع رأس أكثر انشداداً إلى أمة طموحاته المعززة ما بقي نسله
لقادم الأيام لقادم الغد وأبعد يستحيل القصيد أكثر مما ترقَّبه في عهدة اللامتناهي


سلام يا صخر
سلام يا نتن
سلام يا هواء
سلام يا ورد
سلام يا ورد
سلام يا صندل
سلام يا القصيد حيث يكون كل ما ذكرت بكامل هوامشه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى