عند ظل غروب الشمس، كان الجميع يجلسون على الأرض المتشققة والمتضرسة من شدة الجدب، يضربون أسداسهم في أخماسهم ليكتشفوا حيلة جبارة لإقناع الطبيعة لإنزال المطر. بقى من الشمس مقدار جمرة حراقة أو عقب سيجارة في الرمق الأخير. كانوا يشاهدون أرجل الأبقار في رحلة العودة، كتلاً سوداء تتداخل وترقص وترتجف.صمت الجميع، مرت الأبقار تبحث عن صغارها وقد جف الحليب في عروقها. كانوا يخططون خطوطاً غير مفهومة على الأرض اليباب. بين الحين والآخر تمر نسمات ساخنة وعجلى على الوجوه الشاحبة ذات العيون الصغيرة. ضج الجميع ووقفوا كل منهم على رجل واحدة والأخرى تستند عليها عند الركبة. رأوا شعلة من النار تقترب. جلس الغريب ذو اللحية المتدلية على صدره حتى الأرض.فحكوا له حالهم.فهمهم وضجر وطار في الهواء وعاد إلى الأرض واقفاً. وعيونهم تلاحقه في سرعة جبارة. فدعا الله أن يبيد البشرية جميعا وابتسم وقال لهم “هذه ديانتنا”