قطة بيضاء، لا ليست بيضاء تماما، هناك بقع سوداء على فروها الناعم، الأبيض في كل مكان، محاصر أنا بالأبيض، تلال من الجليد متناثرة هنا وهناك، بيضاء عتبات البيوت وسقوفها، حتي الأشجار فقدت سطوتها الخضراء وثقلت أغصانها بالجليد، ليست كل الأشجار لان منها من يبس وتعري من خضرته وحدها شجرة عيد الميلاد من جادلت بخضرتها الدائمة هذا البياض الحتمي فمالت فروعها بثقل الجليد، كأنها تستعد لممارسة قداستها بتحمل هذا العبء، أتاوا، مدينة تعرف كيف تشهر كرنفالها الأبيض في الشتاء.
قطة جارتنا التي تجلس باسترخاء على عتبة البيت حينما ينتصف الليل، منتصفه تماما، جارتنا، لا أراها أبدا إلا في سياق هذا الزمن، منتصف الليل، أو بعده بقليل، يبدو لي ذلك لأنها تعمل في وردية ليلية لا تتيح لها أن تجلس على عتبة بيتها وباسترخاء أليف إلا في هذا الزمن تحديدا، هي تعمل في احدي المتاجر الكبرى، عادة ما تجلس على عتبة بيتها في الصيف ولكن في هذا الليل الشاتي الأبيض هي الآن تقف على عتبة بيتها وتركت شعرها الأشقر الغزير المصمم بفوضى متعمدة ان يمارس خبرته الحريفة مع برودة الطقس بينما يتولي البالطو الصوفي الأحمر مهام تدفئة جسدها الممشوق، لاحظت انه ممشوق في الصيف، الصيف في كندا له سطوته العارية، نزعت جارتي قفازها، قفاز اليد اليمني واحتفظت به على يدها اليسرى التي لم تنزع عنها قفازها، استندت بميلان جميل على درابزين حديدي على جانب من عتبة بيتها وكانت تدخن باسترخاء أليف.
منسحبا من ضجري، ملأت كاسي بعد أن انتشيت بعذوبة عبد العزيز داؤد الغنائية
أصلو الغزال في طبعو
من كل شئ هواب
كنت انوي الخروج، رغبة كثيفة في التدخين، حنين عارم يجتاحني وأنا أتأمل وبتذوق شجي ترانيم عود برعي محمد دفع الله وصوت أبو داؤد يلوم شادن العمراب.
تركت الباب الخلفي الذي يؤدي إلى الحوش الصغير مواربا وأنا أقف على العتبة ولكنه الحوش كان محتلا بالجليد، الأبيض في كل مكان، حتي الليل أبيض، بل داكن البياض، منهزما تجاه الأبيض، عبرت الصالة بعد أن أغلقت الباب الخلفي، خرجت أدخن على عتبة الباب الأمامي.
لم أجدها، جارتنا، لكني وجدتها، القطة، تلك المدللة، تجلس باسترخاء، استرخاء أليف، على عتبة البيت، باب البيت، بيت جارتنا، وحين كنت أحاول تفجير المشهد مستخرجا من فمي صفيرا منغما له من الحنين علائق، صفرت لها، القطة، فاجأتني، ناعمة جاءت، وحين مررت أصابعي على فروها الناعم أحسست بدفقة من الدفء لم تمنحني إياها كمية الملابس الكثيرة التي أرتديها من أخمص قدمي حتي الرأس، دفقة من دفء كثيف حميم.
فتحت جارتنا بابها، انحنت، غطي شعرها الأشقر وجهها فنفضته إلى الوراء، مسحت على فرو قطتها الناعم بأصابع يدها اليمني بينما أصابع اليسرى متجهة بالسيجارة إلى فمها، يبدو أنها نست أو تناست أن ترتدي قفازاتها.
صفرت مستدعيا لحن أغنية من عيونك يا غزالي لعثمان حسين، هرولت نحوي القطة، انحنيت ومررت أصابعي على فروها الناعم، امتصت جارتنا أنفاس من سيجارتها وحين انعكس ضوء سيارة مقتربة من الفسحة التي أمام البيوت على وجهها عبرت قطتها أصابعي وهرولت نحوها.
صفرت هذه المرة مستدعيا خضر بشير تحديدا أغنية الله فوق زوزو وكنت قد أطفأت سيجارتي، جاءتني القطة ومنحتني ذلك الدفء، جارتي أشعلت سيجارة أخرى، لاحظت ان السيجارة أيضا بيضاء ومن بين ل! هب الولاعة الرقيق لاحظت أنها نظرت إلى ووجهها يلوح بابتسامة واضحة وصفرت بفمها ما يشبه لدي صفارة الكاوبوي فهرولت نحوها القطة وحين وصلتها مررت أصابعها، أصابع اليسرى هذه المرة، على فروها الناعم.
أشعلت سيجارة أخرى كي ابرر وقفتي على عتبة الباب في هذا الطقس البارد جدا وصفرت بلحن الأماني العذبة لخليل إسماعيل فجاءتني القطة ناعمة وأخذت منها ما يكفي من دفء، وصفرت جارتنا بلحن ناعم أيضا فهرولت إليها القطة ومررت عليها أصابعها ومررت إلى ابتسامة أكثر وضوحا هذه المرة.
هكذا، اصفر بفمي، تأتيني القطة، امرر أصابعي على فروها، تصفر جارتي بفمها فتذهب إليها قطتها وتمرر عليها أصابعها.
اصفر أنا وتصفر هي والليل الأبيض شاهدا على هذه التفاصيل السرية والقطة تروح وتجئ حاملة لمسات أصابعي إلى جارتي وتعود إلى حاملة لمسات أصابعها فكان أن أشعلنا الكثير من السيجار واشتعل بيننا الكثيف من علائق الدفء.
حدثت جارتنا قطتها بانجليزية مسترخية، أيضا استرخاء أليف، أمرت جارتنا قطتها بالدخول، انسحبت القطة بنعومة عابرة لمسات أصابعي على فروها الناعم، لم تنس جارتنا أن تمنح فرو قطتها ربتة بأصابع سريعة اللمس وتمنت لها ليلة سعيدة بانجليزية مسترخية، لا مفر من انه استرخاء أليف.
القطة في الداخل وأنا وهي نحاول أن نجادل برودة هذا الخارج، الخارج الأبيض.
جليد كثير تساقط بعد أن دخلت جارتنا إلى الداخل، حبات الجليد البيضاء تمتص الضوء قبل سقوطها على الأرض التي تراكم عليها البياض، حركة الحبات البيضاء تغطي فضاء المشهد بتوتر كريستالي ناعم، من بين هذا الغشاء الأبيض لمحت القطة تجلس على النافذة والضوء على فروها الناعم يشف، لا ادري، لماذا خيل لي أن القطة قد أشعلت سيجارتها؟
خيل لي أنها وحيدة، القطة وحيدة وأنها تشتهي ملامسة أصابعي على فروها الناعم.
قطة جارتنا التي تجلس باسترخاء على عتبة البيت حينما ينتصف الليل، منتصفه تماما، جارتنا، لا أراها أبدا إلا في سياق هذا الزمن، منتصف الليل، أو بعده بقليل، يبدو لي ذلك لأنها تعمل في وردية ليلية لا تتيح لها أن تجلس على عتبة بيتها وباسترخاء أليف إلا في هذا الزمن تحديدا، هي تعمل في احدي المتاجر الكبرى، عادة ما تجلس على عتبة بيتها في الصيف ولكن في هذا الليل الشاتي الأبيض هي الآن تقف على عتبة بيتها وتركت شعرها الأشقر الغزير المصمم بفوضى متعمدة ان يمارس خبرته الحريفة مع برودة الطقس بينما يتولي البالطو الصوفي الأحمر مهام تدفئة جسدها الممشوق، لاحظت انه ممشوق في الصيف، الصيف في كندا له سطوته العارية، نزعت جارتي قفازها، قفاز اليد اليمني واحتفظت به على يدها اليسرى التي لم تنزع عنها قفازها، استندت بميلان جميل على درابزين حديدي على جانب من عتبة بيتها وكانت تدخن باسترخاء أليف.
منسحبا من ضجري، ملأت كاسي بعد أن انتشيت بعذوبة عبد العزيز داؤد الغنائية
أصلو الغزال في طبعو
من كل شئ هواب
كنت انوي الخروج، رغبة كثيفة في التدخين، حنين عارم يجتاحني وأنا أتأمل وبتذوق شجي ترانيم عود برعي محمد دفع الله وصوت أبو داؤد يلوم شادن العمراب.
تركت الباب الخلفي الذي يؤدي إلى الحوش الصغير مواربا وأنا أقف على العتبة ولكنه الحوش كان محتلا بالجليد، الأبيض في كل مكان، حتي الليل أبيض، بل داكن البياض، منهزما تجاه الأبيض، عبرت الصالة بعد أن أغلقت الباب الخلفي، خرجت أدخن على عتبة الباب الأمامي.
لم أجدها، جارتنا، لكني وجدتها، القطة، تلك المدللة، تجلس باسترخاء، استرخاء أليف، على عتبة البيت، باب البيت، بيت جارتنا، وحين كنت أحاول تفجير المشهد مستخرجا من فمي صفيرا منغما له من الحنين علائق، صفرت لها، القطة، فاجأتني، ناعمة جاءت، وحين مررت أصابعي على فروها الناعم أحسست بدفقة من الدفء لم تمنحني إياها كمية الملابس الكثيرة التي أرتديها من أخمص قدمي حتي الرأس، دفقة من دفء كثيف حميم.
فتحت جارتنا بابها، انحنت، غطي شعرها الأشقر وجهها فنفضته إلى الوراء، مسحت على فرو قطتها الناعم بأصابع يدها اليمني بينما أصابع اليسرى متجهة بالسيجارة إلى فمها، يبدو أنها نست أو تناست أن ترتدي قفازاتها.
صفرت مستدعيا لحن أغنية من عيونك يا غزالي لعثمان حسين، هرولت نحوي القطة، انحنيت ومررت أصابعي على فروها الناعم، امتصت جارتنا أنفاس من سيجارتها وحين انعكس ضوء سيارة مقتربة من الفسحة التي أمام البيوت على وجهها عبرت قطتها أصابعي وهرولت نحوها.
صفرت هذه المرة مستدعيا خضر بشير تحديدا أغنية الله فوق زوزو وكنت قد أطفأت سيجارتي، جاءتني القطة ومنحتني ذلك الدفء، جارتي أشعلت سيجارة أخرى، لاحظت ان السيجارة أيضا بيضاء ومن بين ل! هب الولاعة الرقيق لاحظت أنها نظرت إلى ووجهها يلوح بابتسامة واضحة وصفرت بفمها ما يشبه لدي صفارة الكاوبوي فهرولت نحوها القطة وحين وصلتها مررت أصابعها، أصابع اليسرى هذه المرة، على فروها الناعم.
أشعلت سيجارة أخرى كي ابرر وقفتي على عتبة الباب في هذا الطقس البارد جدا وصفرت بلحن الأماني العذبة لخليل إسماعيل فجاءتني القطة ناعمة وأخذت منها ما يكفي من دفء، وصفرت جارتنا بلحن ناعم أيضا فهرولت إليها القطة ومررت عليها أصابعها ومررت إلى ابتسامة أكثر وضوحا هذه المرة.
هكذا، اصفر بفمي، تأتيني القطة، امرر أصابعي على فروها، تصفر جارتي بفمها فتذهب إليها قطتها وتمرر عليها أصابعها.
اصفر أنا وتصفر هي والليل الأبيض شاهدا على هذه التفاصيل السرية والقطة تروح وتجئ حاملة لمسات أصابعي إلى جارتي وتعود إلى حاملة لمسات أصابعها فكان أن أشعلنا الكثير من السيجار واشتعل بيننا الكثيف من علائق الدفء.
حدثت جارتنا قطتها بانجليزية مسترخية، أيضا استرخاء أليف، أمرت جارتنا قطتها بالدخول، انسحبت القطة بنعومة عابرة لمسات أصابعي على فروها الناعم، لم تنس جارتنا أن تمنح فرو قطتها ربتة بأصابع سريعة اللمس وتمنت لها ليلة سعيدة بانجليزية مسترخية، لا مفر من انه استرخاء أليف.
القطة في الداخل وأنا وهي نحاول أن نجادل برودة هذا الخارج، الخارج الأبيض.
جليد كثير تساقط بعد أن دخلت جارتنا إلى الداخل، حبات الجليد البيضاء تمتص الضوء قبل سقوطها على الأرض التي تراكم عليها البياض، حركة الحبات البيضاء تغطي فضاء المشهد بتوتر كريستالي ناعم، من بين هذا الغشاء الأبيض لمحت القطة تجلس على النافذة والضوء على فروها الناعم يشف، لا ادري، لماذا خيل لي أن القطة قد أشعلت سيجارتها؟
خيل لي أنها وحيدة، القطة وحيدة وأنها تشتهي ملامسة أصابعي على فروها الناعم.