بعد طرقٍ خفيف، لم تتريث لأفتح لها الباب، بل عبرت مسرعة واتجهت مباشرة إلى المطبخ، معلنة بجذل:
- سأعدّ لك الطعام،لقد أوصتني الوالدة أن أعتني بك قبل أن تسافر!
تبادلنا الحديث بينما هي منهمكة في إعداد الطعام، اتجهت إلى الحوض لتغسل يديها معلنة أن كل شيء جاهز،ولم تتجه لباب الخروج مباشرة، بل توقفت لتقول:
- لو ما أعزّك ما أجي! معزّة روح!
شدّتني عبارتها الأخيرة: معزّة روح! وغلبتني مشاعر لم أستطع كبحها، ووجدتني أمُدّ راحتي وأتحسس وجنتيها!
لم تدافع يدي بل استسلمت لمداعبتي وهي تقول:
- لو يشوفونك هلي يذبحونك!
قلت ولم أفقد رباطة جأشي:
- دمي فداكِ!
شهقت بصيحة مكبوتة:
- آه! لهالدرجة تحبني؟
بعد سنوات وسنوات،جاءت لزيارتنا مع الزوج والأولاد،
بدت سعيدة ومبتهجة، وعاث أولادها فساداً في أرجاء المنزل مما اضطرها أن تزجرهم وتتجه إلي لتقول:
- ألا تنهى طفلاً عن غلط!
باكر عيالك يخربون الديرة!
وفي لحظة ما تبادلنا تلك النظرة المُحمّلة بكل وداد الماضي!
......
قام بطباعة إظهارات الشاشة، وجمعها في كتاب، وزّعه على الموظفين ، شكروا جهده وكرّموه، رغم أنه لم يبدع أي شيء، بل أضاف مرجعاً لا داعي له، فلماذا ترجع لكتيب إذا كانت الشاشة أمامك؟
ورغم أنه معين في المشروع بصفة خبير، إلا أنه كان يتطوع لإحضار السجائر والمثلجات من الدكان للخبراء الأجانب!
صمّم معادلة بسيطة بلغة بيسك يستطيع أي طفل أن يصممها فانهالوا عليه بعبارات الثناء والإعجاب!
مرّة قال لي:
لماذا إنت نكد؟
هؤلاء الأجانب هم أسيادنا، عليك أن تنال رضاهم، وسترتقي السُلّم بسرعة، وتحتل أعلى المر اتب!كل شيء في أيديهم! أنا علي أن أنصحك كصديق والباقي عندك!
كان يريد أحداً من طرازي إلى جانبه ليشعر بالأمان، أو يخفف شعوره بالذنب،وليس كل ذلك حسن نوايا!
توفي على إثر مرضٍ مفاجيء، ولم أشعر حياله بالأسى، فمن وجهة نظري أنا على الأقل ، كان يتمتع بكل مواصفات الخائن!
نزار حسين راسد
- سأعدّ لك الطعام،لقد أوصتني الوالدة أن أعتني بك قبل أن تسافر!
تبادلنا الحديث بينما هي منهمكة في إعداد الطعام، اتجهت إلى الحوض لتغسل يديها معلنة أن كل شيء جاهز،ولم تتجه لباب الخروج مباشرة، بل توقفت لتقول:
- لو ما أعزّك ما أجي! معزّة روح!
شدّتني عبارتها الأخيرة: معزّة روح! وغلبتني مشاعر لم أستطع كبحها، ووجدتني أمُدّ راحتي وأتحسس وجنتيها!
لم تدافع يدي بل استسلمت لمداعبتي وهي تقول:
- لو يشوفونك هلي يذبحونك!
قلت ولم أفقد رباطة جأشي:
- دمي فداكِ!
شهقت بصيحة مكبوتة:
- آه! لهالدرجة تحبني؟
بعد سنوات وسنوات،جاءت لزيارتنا مع الزوج والأولاد،
بدت سعيدة ومبتهجة، وعاث أولادها فساداً في أرجاء المنزل مما اضطرها أن تزجرهم وتتجه إلي لتقول:
- ألا تنهى طفلاً عن غلط!
باكر عيالك يخربون الديرة!
وفي لحظة ما تبادلنا تلك النظرة المُحمّلة بكل وداد الماضي!
......
قام بطباعة إظهارات الشاشة، وجمعها في كتاب، وزّعه على الموظفين ، شكروا جهده وكرّموه، رغم أنه لم يبدع أي شيء، بل أضاف مرجعاً لا داعي له، فلماذا ترجع لكتيب إذا كانت الشاشة أمامك؟
ورغم أنه معين في المشروع بصفة خبير، إلا أنه كان يتطوع لإحضار السجائر والمثلجات من الدكان للخبراء الأجانب!
صمّم معادلة بسيطة بلغة بيسك يستطيع أي طفل أن يصممها فانهالوا عليه بعبارات الثناء والإعجاب!
مرّة قال لي:
لماذا إنت نكد؟
هؤلاء الأجانب هم أسيادنا، عليك أن تنال رضاهم، وسترتقي السُلّم بسرعة، وتحتل أعلى المر اتب!كل شيء في أيديهم! أنا علي أن أنصحك كصديق والباقي عندك!
كان يريد أحداً من طرازي إلى جانبه ليشعر بالأمان، أو يخفف شعوره بالذنب،وليس كل ذلك حسن نوايا!
توفي على إثر مرضٍ مفاجيء، ولم أشعر حياله بالأسى، فمن وجهة نظري أنا على الأقل ، كان يتمتع بكل مواصفات الخائن!
نزار حسين راسد