ديوان الغائبين هاشم الرفاعي: مصــر - 1935 – 1959

سيد بن جامع بن هاشم الرفاعي (1353 هـ - 1378 هـ = 1935 - 1959م) شاعر مصري اسمه الحقيقي: سيد بن جامع بن هاشم بن مصطفى الرفاعي، ينتهي نسبه إلى الإمام أبي العباس أحمد الرفاعي الكبير- مؤسس الطريقة الرفاعية، ووالده هو الشيخ "جامع الرفاعي"، ورث ريادة الطريقة عن أبيه عن جده، وكان شاعرًا متصوفًا، وقد تُوفي عام 1943م، وكان الشاعر في الرابعة عشرة من عمره ولكنه اشتهر باسم جده هاشم لشهرته ونبوغه، وتيمنا بما عرف عنه من فضل وعلم وعرف بهذا الاسم وانطوى الاسم الحقيقي عنه.
ولد في بلدة أنشاص (أنشاص الرمل) بمحافظة الشرقية بمصر. التحق بمعهد الزقازيق الديني التابع للأزهر الشريف سنة (1366 هـ = 1947م)وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية في عام 1951م، ثم أكمل دراسته في هذا المعهد وحصل على الشهادة الثانوية سنة (1375 هـ=1956م) ثم التحق بكلية دار العلوم سنة (1374 هـ=1955م)، وقتل قبل أن يتخرج سنة 1959م ومن يريد معرفة المزيد عن هذا المثل الرائع من الشعراء فعليه بقراءة ديوان هاشم الرفاعى المحقق بواسطة اخيه الاستاذ عبدالرحيم جامع الرفاعى وليعلم انه عندما يقرا هذا الديوان سيعلم من هو هاشم الرفاعى والى اى تيار كان ينتمى . له قصائد شعرية في هجاء وشكوى من حكام مصر ومن أجهزتهم الأمنية.

ظل الرفاعي هكذا حتى أشعلت ثورته ثورة أخرى عندما أُعلن عن قيام ثورة الضباط الأحرار في مصر بقيادة اللواء محمد نجيب الذي طرد الملك والإنجليز من مصر، واستقبل المصريون والعرب جميعاً هذه الثورة بالفرحة الغامرة، وكان للشاعر الحظ الأوفر من هذه الفرحة، فجاءت قصائده في الإشادة بالثورة وبقائدها نجيب تترى:

أمل تحقق في البلاد عسيرُ * قد كان في خلد الفقير يدورُ
لمّا أعيد إلى الكنانة مجدها * وانجاب عنها الليل والديجورُ
الظلم والطغيان الإله إلى البلاد "نجيبها" * فتحطمت للمفسدين صخور
لا أرجع الرحمن أياماً مضت * كانت علينا بالشقاء تدور

مقتله
اغتيل هاشم الرفاعي وهو ابن السابعة والعشرين من عمره، بعدما ترك ما يَزيد على 187 قصيدة شعريَّة جدَّدت في تناول القضايا الإسلاميَّة التي غابت عن المجال الأدبي في عصره. في أنشاص عام ١٩٥٩، اتُّهِمَتْ بمقتله جهات أمنيَّة، قتل سنة 1959 وقد هجا الثورة وقال قصيدة جلاد الكنانة بعدما خاب امله فى تحقيق ما قامت الثورة من اجله ومنها :


هل خان قائدنا نجيب عهدنا أم راح نهب الحقد و الأضغان؟
لم يرض بالحكم انفرادا غادرا بعد العهود و بيعة الرضوان
أو كل شهم لا يطيق خداعكم أضحى لديكم خائن الأوطان ؟


ومن أشعاره

َﻣﻠﻜﻨـﺎ ھـﺬِه اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻗُﺮوﻧـﺎً *** وأﺧَﻀَﻌﮭﺎ ﺟﺪوٌد ﺧﺎﻟـﺪوﻧـﺎ
وﺳﻄﱠﺮﻧﺎ ﺻﺤﺎﺋَﻒ ﻣﻦ ﺿﯿﺎٍء *** ﻓﻤﺎ ﻧﺴَﻲ اﻟﺰﻣﺎُن وﻻ ﻧﺴﯿﻨـﺎ
ﺣﻤﻠﻨـﺎھـﺎ ﺳﯿﻮﻓﺎً ﻻﻣﻌـﺎٍت *** ﻏﺪاةَ اﻟﺮوِع(1) ﺗﺄﺑﻰ أْن ﺗﻠﯿﻨﺎ
إذا ﺧﺮَﺟْﺖ ﻣﻦ اﻷﻏﻤﺎِد ﯾﻮﻣﺎً *** رأﯾَﺖ اﻟﮭﻮَل واﻟﻔﺘَﺢ اﻟﻤﺒﯿﻨـﺎ
وﻛﻨﱡـﺎ ﺣﯿـَﻦ ﯾﺮﻣﯿﻨـﺎ أﻧﺎٌس *** ﻧُـﺆﱢدﺑﮭْﻢ أﺑـﺎةً ﻗـﺎدرﯾـﻨـﺎ
وﻛﻨﱠـﺎ ﺣﯿـَﻦ ﯾﺄُﺧﺬﻧـﺎ وﻟﻲ *** ﺑﻄﻐﯿﺎٍن ﻧﺪوُس ﻟـﮫُ اﻟﺠﺒﯿﻨـﺎ
ﺗﻔﯿُﺾ ﻗُﻠﻮﺑُﻨﺎ ﺑﺎﻟﮭﺪِي ﺑﺄﺳـﺎً *** ﻓﻤﺎ ﻧُﻐﻀﻲ ﻋﻦ اﻟﻈﻠِﻢ اﻟُﺠﻔﻮﻧﺎ
وﻣﺎ ﻓﺘﻰَء اﻟﺰﻣﺎُن ﯾﺪور ﺣﺘﻰ *** ﻣﻀﻰ ﺑﺎﻟﻤﺠِﺪ ﻗﻮٌم آﺧﺮوﻧـﺎ
وأﺻﺒَﺢ ﻻ ﯾُﺮى ﻓﻲ اﻟﺮﻛِﺐ ﻗﻮﻣﻲ *** وﻗﺪ ﻋﺎﺷﻮا أﺋِﱠﻤﺘَﮫُ ﺳﻨﯿﻨـﺎ
وآﻟﻤﻨـﻲ وآﻟـَﻢ ﻛـﱢﻞ ﺣـٍﺮ *** ﺳﺆاُل اﻟﺪھِﺮ: أﯾﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻧﺎ؟
ﺗُﺮى ھﻞ ﯾﺮﺟُﻊ اﻟﻤﺎﺿﻲ ؟ *** ﻓﺈﻧﻲ أذوُب ﻟﺬﻟَﻚ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺣﻨﯿﻨﺎ
ﺑَﻨَﯿﻨﺎ ُﺣﻘﺒﺔً ﻓـﻲ اﻷرض ُﻣﻠﻜـﺎً *** ﯾﺪﱢﻋﻤﮫُ ﺷﺒـﺎٌب طﺎﻣُﺤﻮﻧـﺎ
ﺷﺒﺎٌب َذﻟﱠـﻠﻮا ُﺳﺒـَﻞ اﻟَﻤﻌﺎﻟﻲ *** وﻣﺎ َﻋﺮﻓﻮا ﺳﻮى اﻹﺳﻼِم دﯾﻨﺎ
ﺗَـَﻌﮭﱠَﺪھـْﻢ ﻓـﺄﻧﺒﺘﮭْﻢ ﻧﺒﺎﺗـﺎً ﻛﺮﯾﻤﺎً *** طﺎَب ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ َﻏﺼﻮﻧﺎ


***
رسالة في ليلة التنفيذ - هاشم الرفاعي

أبتاه ماذا قد يخطُّ بناني
والحبلُ والجلادُ ينتظراني

هذا الكتابُ إليكَ مِنْ زَنْزانَةٍ
مَقْرورَةٍ صَخْرِيَّةِ الجُدْرانِ

لَمْ تَبْقَ إلاَّ ليلةٌ أحْيا بِها
وأُحِسُّ أنَّ ظلامَها أكفاني

سَتَمُرُّ يا أبتاهُ لستُ أشكُّ في
هذا وتَحمِلُ بعدَها جُثماني

الليلُ مِنْ حَولي هُدوءٌ قاتِلٌ
والذكرياتُ تَمورُ في وِجْداني

وَيَهُدُّني أَلمي فأنْشُدُ راحَتي
في بِضْعِ آياتٍ مِنَ القُرآنِ

والنَّفْسُ بينَ جوانِحي شفَّافةٌ
دَبَّ الخُشوعُ بها فَهَزَّ كَياني

قَدْ عِشْتُ أُومِنُ بالإلهِ ولم أَذُقْ
إلاَّ أخيراً لذَّةَ الإيمانِ

شكرا لهم أنا لا أريد طعامهم
فليرفعوه فلست بالجوعان

هذا الطعام المر ما صنعته لي
أمي و لا وضعوه فوق خوان

كلا و لم يشهده يا أبتي
معي أخوان جاءاه يستبقان

مدوا إلي به يدا مصبوغة
بدمي و هذه غاية الإحسان

والصَّمتُ يقطعُهُ رَنينُ سَلاسِلٍ
عَبَثَتْ بِهِنَّ أَصابعُ السَّجَّانِ

ما بَيْنَ آوِنةٍ تَمُرُّ وأختها
يرنو إليَّ بمقلتيْ شيطانِ

مِنْ كُوَّةٍ بِالبابِ يَرْقُبُ صَيْدَهُ
وَيَعُودُ في أَمْنٍ إلى الدَّوَرَانِ

أَنا لا أُحِسُّ بِأيِّ حِقْدٍ نَحْوَهُ
ماذا جَنَى فَتَمَسُّه أَضْغاني

هُوَ طيِّبُ الأخلاقِ مثلُكَ يا أبي
لم يَبْدُ في ظَمَأٍ إلى العُدوانِ

لكنَّهُ إِنْ نامَ عَنِّي لَحظةً
ذاقَ العَيالُ مَرارةَ الحِرْمانِ

فلَرُبَّما وهُوَ المُرَوِّعُ سحنةً
لو كانَ مِثْلي شاعراً لَرَثاني

أوْ عادَ - مَنْ يدري - إلى أولادِهِ
يَوماً تَذكَّرَ صُورتي فَبكاني

وَعلى الجِدارِ الصُّلبِ نافذةٌ بها
معنى الحياةِ غليظةُ القُضْبانِ

قَدْ طالَما شارَفْتُها مُتَأَمِّلاً
في الثَّائرينَ على الأسى اليَقْظانِ

فَأَرَى وُجوماً كالضَّبابِ مُصَوِّراً
ما في قُلوبِ النَّاسِ مِنْ غَلَيانِ

نَفْسُ الشُّعورِ لَدى الجميعِ وَإِنْ هُمُو
كَتموا وكانَ المَوْتُ في إِعْلاني

وَيدورُ هَمْسٌ في الجَوانِحِ ما الَّذي
بِالثَّوْرَةِ الحَمْقاءِ قَدْ أَغْراني؟

أَوَ لَمْ يَكُنْ خَيْراً لِنفسي أَنْ أُرَى
مثلَ الجُموعِ أَسيرُ في إِذْعانِ؟

ما ضَرَّني لَوْ قَدْ سَكَتُّ وَكُلَّما
غَلَبَ الأسى بالَغْتُ في الكِتْمانِ؟

هذا دَمِي سَيَسِيلُ يَجْرِي مُطْفِئاً
ما ثارَ في جَنْبَيَّ مِنْ نِيرانِ

وَفؤاديَ المَوَّارُ في نَبَضاتِهِ
سَيَكُفُّ في غَدِهِ عَنِ الْخَفَقانِ

وَالظُّلْمُ باقٍ لَنْ يُحَطِّمَ قَيْدَهُ
مَوْتي وَلَنْ يُودِي بِهِ قُرْباني

وَيَسيرُ رَكْبُ الْبَغْيِ لَيْسَ يَضِيرُهُ
شاةٌ إِذا اْجْتُثَّتْ مِنَ القِطْعانِ

هذا حَديثُ النَّفْسِ حينَ تَشُفُّ عَنْ
بَشَرِيَّتي وَتَمُورُ بَعْدَ ثَوانِ

وتقُولُ لي إنَّ الحَياةَ لِغايَةٍ
أَسْمَى مِنَ التَّصْفيقِ ِللطُّغْيانِ

أَنْفاسُكَ الحَرَّى وَإِنْ هِيَ أُخمِدَتْ
سَتَظَلُّ تَعْمُرُ أُفْقَهُمْ بِدُخانِ

وقُروحُ جِسْمِكَ وَهُوَ تَحْتَ سِياطِهِمْ
قَسَماتُ صُبْحٍ يَتَّقِيهِ الْجاني

دَمْعُ السَّجينِ هُناكَ في أَغْلالِهِ
وَدَمُ الشَّهيدِ هُنَا سَيَلْتَقِيانِ

حَتَّى إِذا ما أُفْعِمَتْ بِهِما الرُّبا
لم يَبْقَ غَيْرُ تَمَرُّدِ الفَيَضانِ

ومَنِ الْعَواصِفِ مَا يَكُونُ هُبُوبُهَا
بَعْدَ الْهُدوءِ وَرَاحَةِ الرُّبَّانِ

إِنَّ اْحْتِدامَ النَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى
أَمْرٌ يُثيرُ حَفِيظَةَ الْبُرْكانِ

وتتابُعُ القَطَراتِ يَنْزِلُ بَعْدَهُ
سَيْلٌ يَليهِ تَدَفُّقُ الطُّوفانِ

فَيَمُوجُ يقتلِعُ الطُّغاةَ مُزَمْجِراً
أقْوى مِنَ الْجَبَرُوتِ وَالسُّلْطانِ

أَنا لَستُ أَدْري هَلْ سَتُذْكَرُ قِصَّتي
أَمْ سَوْفَ يَعْرُوها دُجَى النِّسْيانِ؟

أمْ أنَّني سَأَكونُ في تارِيخِنا
مُتآمِراً أَمْ هَادِمَ الأَوْثانِ؟

كُلُّ الَّذي أَدْرِيهِ أَنَّ تَجَرُّعي
كَأْسَ الْمَذَلَّةِ لَيْسَ في إِمْكاني

لَوْ لَمْ أَكُنْ في ثَوْرَتي مُتَطَلِّباً
غَيْرَ الضِّياءِ لأُمَّتي لَكَفاني

أَهْوَى الْحَياةَ كَريمَةً لا قَيْدَ لا
إِرْهابَ لا اْسْتِخْفافَ بِالإنْسانِ

فَإذا سَقَطْتُ سَقَطْتُ أَحْمِلُ عِزَّتي
يَغْلي دَمُ الأَحْرارِ في شِرياني

أَبَتاهُ إِنْ طَلَعَ الصَّباحُ عَلَى الدُّنى
وَأَضاءَ نُورُ الشَّمْسِ كُلَّ مَكانِ

وَاسْتَقْبَلُ الْعُصْفُورُ بَيْنَ غُصُونِهِ
يَوْماً جَديداً مُشْرِقَ الأَلْوانِ

وَسَمِعْتَ أَنْغامَ التَّفاؤلِ ثَرَّةً
تَجْري عَلَى فَمِ بائِعِ الأَلبانِ

وَأتى يَدُقُّ- كما تَعَوَّدَ- بابَنا
سَيَدُقُّ بابَ السِّجْنِ جَلاَّدانِ

وَأَكُونُ بَعْدَ هُنَيْهَةٍ مُتَأَرْجِحَاً
في الْحَبْلِ مَشْدُوداً إِلى العِيدانِ

لِيَكُنْ عَزاؤكَ أَنَّ هَذا الْحَبْلَ ما
صَنَعَتْهُ في هِذي الرُّبوعِ يَدانِ

نَسَجُوهُ في بَلَدٍ يَشُعُّ حَضَارَةً
وَتُضاءُ مِنْهُ مَشاعِلُ الْعِرفانِ

أَوْ هَكذا زَعَمُوا! وَجِيءَ بِهِ إلى
بَلَدي الْجَريحِ عَلَى يَدِ الأَعْوانِ

أَنا لا أُرِيدُكَ أَنْ تَعيشَ مُحَطَّماً
في زَحْمَةِ الآلامِ وَالأَشْجانِ

إِنَّ ابْنَكَ المَصْفُودَ في أَغْلالِهِ
قَدْ سِيقَ نَحْوَ الْمَوْتِ غَيْرَ مُدانِ

فَاذْكُرْ حِكاياتٍ بِأَيَّامِ الصِّبا
قَدْ قُلْتَها لي عَنْ هَوى الأوْطانِ

وَإذا سَمْعْتَ نَحِيبَ أُمِّيَ في الدُّجى
تَبْكي شَباباً ضاعَ في الرَّيْعانِ

وتُكَتِّمُ الحَسراتِ في أَعْماقِها
أَلَمَاً تُوارِيهِ عَنِ الجِيرانِ

فَاطْلُبْ إِليها الصَّفْحَ عَنِّي إِنَّني
لا أَبْتَغي مِنَها سِوى الغُفْرانِ

مازَالَ في سَمْعي رَنينُ حَديثِها
وَمقالِها في رَحْمَةٍ وَحنانِ

أَبُنَيَّ: إنِّي قد غَدَوْتُ عليلةً لم
يبقَ لي جَلَدٌ عَلى الأَحْزانِ

فَأَذِقْ فُؤادِيَ فَرْحَةً بِالْبَحْثِ عَنْ
بِنْتِ الحَلالِ وَدَعْكَ مِنْ عِصْياني

كانَتْ لها أُمْنِيَةً رَيَّانَةً
يا حُسْنَ آمالٍ لَها وَأَماني

وَالآنَ لا أَدْري بِأَيِّ جَوانِحٍ
سَتَبيتُ بَعْدي أَمْ بِأَيِّ جِنانِ

هذا الذي سَطَرْتُهُ لكَ يا أبي
بَعْضُ الذي يَجْري بِفِكْرٍ عانِ

لكنْ إذا انْتَصَرَ الضِّياءُ وَمُزِّقَتْ
بَيَدِ الْجُموعِ شَريعةُ القُرْصانِ

فَلَسَوْفَ يَذْكُرُني وَيُكْبِرُ هِمَّتي
مَنْ كانَ في بَلَدي حَليفَ هَوانِ

وَإلى لِقاءٍ تَحْتَ ظِلِّ عَدالَةٍ
قُدْسِيَّةِ الأَحْكامِ والمِيزانِ



هاشم الرفاعي.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى