- يا حاج محمد الولد عطشان!!!
- اصبرى شوية يا ولية..
كان الموكب ينساب فى الرمال غربا كثعبان اسود طويل..نحو افق غارب لا ينبيء بالخلاص..ظلوا يتصببون عرقا وصياح الاطفال يصم الاذان..الرجال يلتفتون الى الوراء بغضب بين الفينة والفينة...
- يا حاج محمد ولدنا الكنا دايرنو يدخل الجامعة..يدرس ط..
- يا ولية( الناس فى شنو والحسانية فى شنو)*....هذا ليس وقت هذا النوع من الكلام..
محيطات من الرمال ..لا نهائية وشمس حارقة وموكب من ناس عاشو فى الزمن الخطا فى الارض اليباب..وانين ومسنين يتساقطون فى الطريق..لتنقض عليهم الجوارح فى وليمة احتفالية لم يسبق لها مثيل..مقاتلين المهدية الشجعان..تقتلهم المنون بلا قتال...
- يا حاج محمد...الولد..مأأأأأت...ماأأأأأأأأأأت
- لا حولة ولا قوة الا بالله...
توقف الموكب وشمس الغروب تصبغ وجوهم السمراء المعروقة بالخضاب..وابتعدت الجوارح فى هدنة قد تستانف فى الغد الذى قد لا ياتى..تم دفن الطفل ادم محمد هارون فى قبر صغير فى رمال وقحة لا تعرف الرحمة وصلوا عليه..وهجعو يجمعون شتات عمرهم الضائع هدر..تكومت النسوة الثاكلات عن كثب..وجلس الرجال يتدالون امرهم..ويناقشون الدليل الذى يعرف طريق الخروج من هذا الجحيم.........
********
فى الصباح عادت الحية تواصل زحفها غربا وكلما عبرت كثيب ظهر كثيب....
- يا حاج محمد انتو ودرتو الطريق؟!!!
- اصبرى يا ولية..الزمى الصبر الله كريم...
وكان الله كريما معهم عندما اختفت الجوارح فجأة وابتعدت فهى ترى ما لا يرون..وبعد عبور كثيب اخير لاح علم الامم التي ما تحدت يوما وعلم تشاد يلوح لهم من بعيد،حيث معسكرات النازحين..حيث يعيشون فيها فقط ..لان الموت لم ياتي بعد..وكانت هذه آخر مرة يلتفت فيها الرجال الى الوراء بغضب ويموت الاطفال عطشا وتبكى النسوة فى زمن الاوغاد....
- العمل الفائز بجائزة ناجي النعمان 2008
* الراكوبة
- اصبرى شوية يا ولية..
كان الموكب ينساب فى الرمال غربا كثعبان اسود طويل..نحو افق غارب لا ينبيء بالخلاص..ظلوا يتصببون عرقا وصياح الاطفال يصم الاذان..الرجال يلتفتون الى الوراء بغضب بين الفينة والفينة...
- يا حاج محمد ولدنا الكنا دايرنو يدخل الجامعة..يدرس ط..
- يا ولية( الناس فى شنو والحسانية فى شنو)*....هذا ليس وقت هذا النوع من الكلام..
محيطات من الرمال ..لا نهائية وشمس حارقة وموكب من ناس عاشو فى الزمن الخطا فى الارض اليباب..وانين ومسنين يتساقطون فى الطريق..لتنقض عليهم الجوارح فى وليمة احتفالية لم يسبق لها مثيل..مقاتلين المهدية الشجعان..تقتلهم المنون بلا قتال...
- يا حاج محمد...الولد..مأأأأأت...ماأأأأأأأأأأت
- لا حولة ولا قوة الا بالله...
توقف الموكب وشمس الغروب تصبغ وجوهم السمراء المعروقة بالخضاب..وابتعدت الجوارح فى هدنة قد تستانف فى الغد الذى قد لا ياتى..تم دفن الطفل ادم محمد هارون فى قبر صغير فى رمال وقحة لا تعرف الرحمة وصلوا عليه..وهجعو يجمعون شتات عمرهم الضائع هدر..تكومت النسوة الثاكلات عن كثب..وجلس الرجال يتدالون امرهم..ويناقشون الدليل الذى يعرف طريق الخروج من هذا الجحيم.........
********
فى الصباح عادت الحية تواصل زحفها غربا وكلما عبرت كثيب ظهر كثيب....
- يا حاج محمد انتو ودرتو الطريق؟!!!
- اصبرى يا ولية..الزمى الصبر الله كريم...
وكان الله كريما معهم عندما اختفت الجوارح فجأة وابتعدت فهى ترى ما لا يرون..وبعد عبور كثيب اخير لاح علم الامم التي ما تحدت يوما وعلم تشاد يلوح لهم من بعيد،حيث معسكرات النازحين..حيث يعيشون فيها فقط ..لان الموت لم ياتي بعد..وكانت هذه آخر مرة يلتفت فيها الرجال الى الوراء بغضب ويموت الاطفال عطشا وتبكى النسوة فى زمن الاوغاد....
- العمل الفائز بجائزة ناجي النعمان 2008
* الراكوبة