أغلقتُ نافذتين أرى عبرهما كل التفاصيل،أرخيت رأسي قليلا بدأ كيان قلبي كثيف الحضور،يسكن معي إحساس ما حزين أحيانا ومؤلم أحيانا ...تمتلئ به الأوراق أحيانا .... وأحيانا تصبح بيضاء مثل الجليد،هذا الإحساس يثور له القلم أحيانا وأحيانا يصبح عاجز حتى على وضع نقطة واحدة،لم اخدع في صديق... ولم يتركني حبيب،لم يهزمنى الشر ولم يدهشني .... ولم يصدمني الظلم،بحثت عن مصدر ذلك الحزن ...لم اعثر عليه ربما كانت تفاصيل تجمعت وصنعت فيّ هذا الشرخ.يبن الوجود والعدم تتكاثر الأسئلة بداخلي وبين الجسد واللامتناهى من المكان أغيب في أفكار تصلح لأكثر من كتابة ... هل أننا نسكن أجسادنا ... لماذا المكان يتقن الفراق و الغربة فيصنع فينا كل هذا الشوق و الشجن ... أيضا الزمان يلعب بريشته على ملامح المكان وحتى الوجوه....
فجأة راودتني رغبة فى الذهاب إلى غرفتي لم تكن رائعة الجمال بل كانت عادية،سرير متواضع وأوراق مبعثرة.على الأرض استلقت لوحة لم تكتمل،ألوان فى حالة فوضى و فرشاة قد دفنت رأسها فى كوب من الماء .. هنا أعيش جلست قرب الألوان التي اختلفت أوضاعها،الأبيض كان مكتملا مثل القمر،الأصفر مبعثر ... والأسود مستهلك جدا ... بينما تحول الأحمر إلى حفرة. الأوراق بعضها مكسو بالكتابة وأخرى عارية تماما ... نافذتاها تحاكى عيناي ... أيضا لون طلائها على وشك الاسمرار . وأنا فى هذا الهذيان رن جرس الهاتف.رفعت السماعة طلبت منى إحدى الصديقات الحضور إلى بيتها لأمر هام .
هذه الكلمات سرقتني .. تطلعت إلى الزمن ... انحشرت فى ملابسي ربطت حزام حول وسطى ثم ضربت الخمار حول عنقي وخرجت.عندما وصلت إلى صديقتي رأيت على عينيها بقايا دموع وكثير من البوح تعانقنا طويلا،دائما أحس باني امتداد الصليب للصدور الممزقة . عندما خرجت صديقتي من غرفتها لاحظت أن كل شئ فى منتهى النظام ... الكراسي رُصت بنظام كل الزهور مصطفة بنظام وقد تساوى طولها .... الصور الفوتوغرافية وضعت على الجدار فى صف واحد مثل طابور المدرسة .... كان النظام منتشرا حد الملل ... حاولت أن أرخى الخمار قليلا ولكن سمعت صوت والدها بالخارج،قليلا ثم جاءت تحمل كوب من العصير وضعته امامى ثم قالت
- كيف الحال؟
- تمام
بعد أن أكملتُ كوب العصير حملتُ المنضدة و وضعتُها بعناية فى مكانها
- أتدرى لماذا طلبت منك الحضور
- بعد أن رايتك ..... نعم
ضحكت ضحكة فاترة ثم أطرقت رأسها .. كانت تلك الضحكة عنوان لقصة حب طويلة شهدت تداعياتها ثم ولادتها ... وكان ذلك الإطراق خوفا من أن يفضح المكان التفاصيل,اقترحت عليه أن نذهب إلى مكان عام .. خرجنا معا إلى احد المتنزهات فى شارع النيل ... اتخذنا مقعدين و بدأت تبوح بمنتهى الحرية ... ولكن كانت هناك أغاني عربية فرحة جدا لا تتناسب مع ذلك الضباب الذي يلف وجهها ، اشرنا إلى النادل و عندما جاء قالت
- كوبا عصير ... ولو سمحت اخفض الصوت قليلا
أجاب
-اغلبهم يردونه عاليا
تذمرت قليلا ثم قالت
- أين وصلنا
لم أكن ادري أين وصلنا لكن كنت أفكر فى أن كل شئ فى الإنسان قابل لان يتطور إلا مشاعره ثابتة لا الحب يتغير ولا الكراهية تتغير... ثم أخذت استمع إليها باهتمام عندما كنت على يقين بان اغلب مشاكلنا تحل عند ما نجد مستمع جيد ....عند نهاية حديثها نظرت إلى ما وراء النيل كان هناك شريط اخضر من الأشجار... المكان واسع خالي إلا من أسراب الطيور،أحسست أن على الشاطئ الآخر كل شئ متاح.وفى نهاية لقاءنا استأجرت إحدى العربات واتجهت عن طريق الكبرى ... كان قلبي يخفق بفرح .. عندما وصلت شعرت بحميمة ونقاء المكان ، أخذت شهيقا عميقا حتى امتلأت رئتاى ، أخرجت الخمار وأرخيت الحزام ... قرص الشمس البرتقالي كان يشبه ذلك الذي فى علبة الألوان ... والسحب المتنوعة الحضور كانت تشبهه تلك اللوحة التي لم تكتمل ... الطيور بيضاء متناثرة مثل أوراقى ... وحافة الشط تشبه ذلك الشرخ الذي بداخلي .. لقد أدركت تماما أنها غرفتي ... بل جسدي الذي اسكنه... عندها صرخت ملئ صدري .
فجأة راودتني رغبة فى الذهاب إلى غرفتي لم تكن رائعة الجمال بل كانت عادية،سرير متواضع وأوراق مبعثرة.على الأرض استلقت لوحة لم تكتمل،ألوان فى حالة فوضى و فرشاة قد دفنت رأسها فى كوب من الماء .. هنا أعيش جلست قرب الألوان التي اختلفت أوضاعها،الأبيض كان مكتملا مثل القمر،الأصفر مبعثر ... والأسود مستهلك جدا ... بينما تحول الأحمر إلى حفرة. الأوراق بعضها مكسو بالكتابة وأخرى عارية تماما ... نافذتاها تحاكى عيناي ... أيضا لون طلائها على وشك الاسمرار . وأنا فى هذا الهذيان رن جرس الهاتف.رفعت السماعة طلبت منى إحدى الصديقات الحضور إلى بيتها لأمر هام .
هذه الكلمات سرقتني .. تطلعت إلى الزمن ... انحشرت فى ملابسي ربطت حزام حول وسطى ثم ضربت الخمار حول عنقي وخرجت.عندما وصلت إلى صديقتي رأيت على عينيها بقايا دموع وكثير من البوح تعانقنا طويلا،دائما أحس باني امتداد الصليب للصدور الممزقة . عندما خرجت صديقتي من غرفتها لاحظت أن كل شئ فى منتهى النظام ... الكراسي رُصت بنظام كل الزهور مصطفة بنظام وقد تساوى طولها .... الصور الفوتوغرافية وضعت على الجدار فى صف واحد مثل طابور المدرسة .... كان النظام منتشرا حد الملل ... حاولت أن أرخى الخمار قليلا ولكن سمعت صوت والدها بالخارج،قليلا ثم جاءت تحمل كوب من العصير وضعته امامى ثم قالت
- كيف الحال؟
- تمام
بعد أن أكملتُ كوب العصير حملتُ المنضدة و وضعتُها بعناية فى مكانها
- أتدرى لماذا طلبت منك الحضور
- بعد أن رايتك ..... نعم
ضحكت ضحكة فاترة ثم أطرقت رأسها .. كانت تلك الضحكة عنوان لقصة حب طويلة شهدت تداعياتها ثم ولادتها ... وكان ذلك الإطراق خوفا من أن يفضح المكان التفاصيل,اقترحت عليه أن نذهب إلى مكان عام .. خرجنا معا إلى احد المتنزهات فى شارع النيل ... اتخذنا مقعدين و بدأت تبوح بمنتهى الحرية ... ولكن كانت هناك أغاني عربية فرحة جدا لا تتناسب مع ذلك الضباب الذي يلف وجهها ، اشرنا إلى النادل و عندما جاء قالت
- كوبا عصير ... ولو سمحت اخفض الصوت قليلا
أجاب
-اغلبهم يردونه عاليا
تذمرت قليلا ثم قالت
- أين وصلنا
لم أكن ادري أين وصلنا لكن كنت أفكر فى أن كل شئ فى الإنسان قابل لان يتطور إلا مشاعره ثابتة لا الحب يتغير ولا الكراهية تتغير... ثم أخذت استمع إليها باهتمام عندما كنت على يقين بان اغلب مشاكلنا تحل عند ما نجد مستمع جيد ....عند نهاية حديثها نظرت إلى ما وراء النيل كان هناك شريط اخضر من الأشجار... المكان واسع خالي إلا من أسراب الطيور،أحسست أن على الشاطئ الآخر كل شئ متاح.وفى نهاية لقاءنا استأجرت إحدى العربات واتجهت عن طريق الكبرى ... كان قلبي يخفق بفرح .. عندما وصلت شعرت بحميمة ونقاء المكان ، أخذت شهيقا عميقا حتى امتلأت رئتاى ، أخرجت الخمار وأرخيت الحزام ... قرص الشمس البرتقالي كان يشبه ذلك الذي فى علبة الألوان ... والسحب المتنوعة الحضور كانت تشبهه تلك اللوحة التي لم تكتمل ... الطيور بيضاء متناثرة مثل أوراقى ... وحافة الشط تشبه ذلك الشرخ الذي بداخلي .. لقد أدركت تماما أنها غرفتي ... بل جسدي الذي اسكنه... عندها صرخت ملئ صدري .