نبيل محمود · الأرملة والغريب.. شعر

كان شباك نُزُل الأرملة نصفَ مفتوح
يطلّ على طريق الغرباء
العربات تمرّ مسرعةً
ونادراً ما تتوقف إحداها
ويدلف نُزُلها غريب..
***
قدّمت إليه الحساء والخبز
وشريحةَ لحمٍ وبطاطسَ مقلية
وقليلاً من الزيتون الأسود
حين رفعت ذراعها
لتعليق معطفه البالي على المشجب
لمح التين المجفّف
مخبوءاً تحت إبطها..
كان وجهها يرقص
في كأس الماء
تمهّل كثيراً قبل أن يشربه..
***
تمتم حين سألته عن بلده وعن وجهته
لن تستمتعي بكلامي
فقصص رعاة البقر رتيبةٌ
ومملّةٌ وطويلة..
عندما انتهى من سرد حكاياته
نظّفت المائدة من بقايا الطعام
وأعادت كل شيءٍ إلى مكانه
أربكتها نظراته فزلّتْ
اهتزت الرفوف وتساقطت الصحون..
بين حطام الشظايا
كانت تقتلع أعشاب صدره
وكان يعزق حشائشها المهملة
ثم راحا يبريان جسديهما بمبراة الليل..
***
تداخلت التفاصيل وبهتت الألوان
تموّه المشهد بالرماديّ الداكن
وعبر زجاج كأس الماء الفارغ
سالت حروف The End البيضاء
وأعتمت الشاشة الكبيرة للسينما!
_____________________________
من قصائد ديوان (إنسان الجمال/2018)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى