لا أدري. هكذا هبط النصيب فجأة من السماء في شكل رجل طويل ونحيل وقد جاء خاطبا يدها. أسبلت عينيها بحركة لا إرادية; حين سألها أبوها عن رأيها في العريس.
- لقطة.
أجابت أمها نيابة عنها. أما هي; فلم تتب عيناها من هذا الفعل المنكر أو أنها أدمنت الانكسار في مواجهة سطوة الجسد ومتطلباته البيلوجية. كررت فعلتها المنكرة مع التاجر البدين والمغترب العائد و الأستاذ الجامعي المتأنق وأخيرا السياسي المداهن. وفي كل مرة يسألها أبوها عن رأيها في العريس تسبل عينيها وكأنها فعل متلازم بالرمش. وأتقنت أنا حرفتي الجديدة.
حين أبصرتها قادمة من بعيد; وكانت خارجة للتو من تحت الدش لافة وسطها حتى منتصف صدرها بمنشفة بيضاء; خلت أنني أبصرت هلاكي المترصد. أتت نحوي مادة أعطافها كظل. ناشره عطرها كوردة. واهبة حسنها كالطبيعة. شعر مسدل; حين عبثت أصابعها به تناثرت نظراتي على قطرات اللؤلؤ . فم محدد بقوى إلاهية وصدر يبرز كثمرة في مرحلة التكوين والتلوين بالاخضرار والاصفرار. وكانت تدندن اللحن الشجي بصوت غشيه البلل فأكسبه ميوعة الجلي. ( قال قايل عن حبي وحبك مش حلو. اتذكّر لي بحياتك هالحب أدّيه ألو. إذا كاين حلو وصفّي مش حلو; إلك مني وعليّ عيدو من أولو). مدت يدها للمعطف المعلق حيث كنت أختبيء وارتدته; فتلبستها وغصت في تفاصيل اللحظة. وحين تخيلت النصيب الطويل النحيل يرفع كميه و يغمس كفيه العرضين في مفاتنها يعب بنهم; سمعت صوت طقطقة حريق شب في مكان ما بداخلي. عضضت أسناني بقوة خرج بخار ساخن من جوفي. الرجل الطويل النحيل لن يرق علو هاتيك الثمار; خمّنت ذلك منذ الوهلة الأولى. ليس بسبب قصر قامته; بل لجبنه و تهيبه صعود الأماكن المرتفعة. لقد كان جبانا بالفعل. أخذ يبكي وينتحب ويتوسل وهو جاث تحت قدمي.
- أرجوك لا تقتلني دعني أعيش. خذ كل ما تريد ولكن...
لم أدعه يكمل توسلاته السمجة. توسلاته الخانعة; زادته جبنا بنظري; وشحنتني بروح أسلافي حين يصرون على ارتكاب المعصية. مات المسكين من الرعب; وحيي الأمل في نفسي من جديد.
التاجر البدين لم يقو على مواصلة الركض. سقط مغشيا عليه من أول الشوط. كمنت له عند الخور الذي يفصل الميدان الترابي عن الحي الراقي. حين هم عبور الجسر بسيارته الفارهة وجدني ممدد بالطريق كجذع الموت. ترجل وخطى نحوي بحذر التاجر المحتكر. انحنى فوقي; فصرخت في وجهه بعلو صوتي. ترك سيارته وركض وأنا قدر مسلط. عند دائرة المنتصف المخططة بالرماد; انتهت المباراة قبل أن تبدأ حتى. وقفت فوقه وكان مكفيا على وجهه. لم يقل شيئا. شخر مثل الثور المذبوح ورفس برجليه وهمد مثل بركان شاور بطنه الغريقة ثم كظم غيظه.
المغترب كان ضحية ميت قبل أن ألمسه. أقسم أنه لم يكن يريدها; انما شقيقته الكبرى رشحتها له. قال أنه كان على علاقة بزميتله بالجامعة وبعد التخرج باعت حبهما لأول شاري قابلها بالطريق. ضحك بهستريا وقال:
- الغريب الشاري مغترب أيضا.
ترددت للحظات. صعب عليّ رثيت لحاله; فكرت أن أدعه يعيش.
كائن شرير بداخلي يهمس بصوت جدي.
- لقد كشف أمرك يا غبي. طالما أنه انكوى من قبل بذات المرود الحامي; كان يجب عليه أن يشم رائحة الشواء الفائحة من قلبك.
سكبت قارورة البنزين بجسده وأشعلت نار الغيرة. الأستاذ الجامعي المتأنق. كان فيلسوفا. حدثني عن الموت وفلسفة خروج الروح من الجسد. قال أنه جرب الحياة ولم يجد فيها ما يستحق لذا سوف يدخل في تجربة الموت هذه المرة بقلب قوي ليكتشف سر الحياة. لقد سهّل عليّ الأمر كثيرا. وحين خرجت من عنده تركت جسده معلق على حبائل المصير الذي اختاره لنفسه.
أضحك كثيرا حينما أتذكر السياسي المداهن. لقد كان أملسا ولزجا ومراوغا بشكل. وضع طبق العنب أمامه و أخذ يثرثر وهو يلقي حباب العنب في فمه ويتشدق بكلام فارغ. الحرية والديمقراطية وحقوق الأقليات في المجتمعات الراقية وحقوق المرأة والطفل والعلاقة بين العالم المتحضر والمحتضر. ورفاهية المواطن وعلاقته بقوى الثورة الخاملة. يبلع العنب لا ريقه ويخرج من جوفه كلام فارغ لا البذور. خرم طبلة أذني بكلام ( خارم بارم). حتى نعست ونسيت المهمة التي أتيت من أجلها وبالأخير حكي لي نكتة بايخه وهو يضع آخر حبة عنب في فمه; وضحك لوحده. وفجأة كأنه أبصر شبحا. غرغر و مسك حلقه وأزبد وأرغى وجحظت عيناه و شهق بلا زفير. وبالأخير شخص بصره يتابع لقطات هلامية بالأبيض والأسود مرقت أمامه بسرعة وبعض الأحداث المهمة والمشوقة كانت تظهر بلقطات بطيئة.
ذبلت بنظرهم وتوردت بعيني. تشاءموا منها و تفاءلت بها. قبحت; فزادت حسنا. عافها الخطاب; دخلت نفسي.
اسمع صدى صوتها يكسر جدار الظلام بالمصح النفسي تنادي.
- زعازيع.. زعازيع.. زعازيع.
أطير بجناح بومة نحو مصدر الصوت. أجدها جاثية بأرضية الغرفة. شعرها منكش وفاتن. وجهها قبيح وجميل. عافها الكل. لبستني فدخلتها.
- لقطة.
أجابت أمها نيابة عنها. أما هي; فلم تتب عيناها من هذا الفعل المنكر أو أنها أدمنت الانكسار في مواجهة سطوة الجسد ومتطلباته البيلوجية. كررت فعلتها المنكرة مع التاجر البدين والمغترب العائد و الأستاذ الجامعي المتأنق وأخيرا السياسي المداهن. وفي كل مرة يسألها أبوها عن رأيها في العريس تسبل عينيها وكأنها فعل متلازم بالرمش. وأتقنت أنا حرفتي الجديدة.
حين أبصرتها قادمة من بعيد; وكانت خارجة للتو من تحت الدش لافة وسطها حتى منتصف صدرها بمنشفة بيضاء; خلت أنني أبصرت هلاكي المترصد. أتت نحوي مادة أعطافها كظل. ناشره عطرها كوردة. واهبة حسنها كالطبيعة. شعر مسدل; حين عبثت أصابعها به تناثرت نظراتي على قطرات اللؤلؤ . فم محدد بقوى إلاهية وصدر يبرز كثمرة في مرحلة التكوين والتلوين بالاخضرار والاصفرار. وكانت تدندن اللحن الشجي بصوت غشيه البلل فأكسبه ميوعة الجلي. ( قال قايل عن حبي وحبك مش حلو. اتذكّر لي بحياتك هالحب أدّيه ألو. إذا كاين حلو وصفّي مش حلو; إلك مني وعليّ عيدو من أولو). مدت يدها للمعطف المعلق حيث كنت أختبيء وارتدته; فتلبستها وغصت في تفاصيل اللحظة. وحين تخيلت النصيب الطويل النحيل يرفع كميه و يغمس كفيه العرضين في مفاتنها يعب بنهم; سمعت صوت طقطقة حريق شب في مكان ما بداخلي. عضضت أسناني بقوة خرج بخار ساخن من جوفي. الرجل الطويل النحيل لن يرق علو هاتيك الثمار; خمّنت ذلك منذ الوهلة الأولى. ليس بسبب قصر قامته; بل لجبنه و تهيبه صعود الأماكن المرتفعة. لقد كان جبانا بالفعل. أخذ يبكي وينتحب ويتوسل وهو جاث تحت قدمي.
- أرجوك لا تقتلني دعني أعيش. خذ كل ما تريد ولكن...
لم أدعه يكمل توسلاته السمجة. توسلاته الخانعة; زادته جبنا بنظري; وشحنتني بروح أسلافي حين يصرون على ارتكاب المعصية. مات المسكين من الرعب; وحيي الأمل في نفسي من جديد.
التاجر البدين لم يقو على مواصلة الركض. سقط مغشيا عليه من أول الشوط. كمنت له عند الخور الذي يفصل الميدان الترابي عن الحي الراقي. حين هم عبور الجسر بسيارته الفارهة وجدني ممدد بالطريق كجذع الموت. ترجل وخطى نحوي بحذر التاجر المحتكر. انحنى فوقي; فصرخت في وجهه بعلو صوتي. ترك سيارته وركض وأنا قدر مسلط. عند دائرة المنتصف المخططة بالرماد; انتهت المباراة قبل أن تبدأ حتى. وقفت فوقه وكان مكفيا على وجهه. لم يقل شيئا. شخر مثل الثور المذبوح ورفس برجليه وهمد مثل بركان شاور بطنه الغريقة ثم كظم غيظه.
المغترب كان ضحية ميت قبل أن ألمسه. أقسم أنه لم يكن يريدها; انما شقيقته الكبرى رشحتها له. قال أنه كان على علاقة بزميتله بالجامعة وبعد التخرج باعت حبهما لأول شاري قابلها بالطريق. ضحك بهستريا وقال:
- الغريب الشاري مغترب أيضا.
ترددت للحظات. صعب عليّ رثيت لحاله; فكرت أن أدعه يعيش.
كائن شرير بداخلي يهمس بصوت جدي.
- لقد كشف أمرك يا غبي. طالما أنه انكوى من قبل بذات المرود الحامي; كان يجب عليه أن يشم رائحة الشواء الفائحة من قلبك.
سكبت قارورة البنزين بجسده وأشعلت نار الغيرة. الأستاذ الجامعي المتأنق. كان فيلسوفا. حدثني عن الموت وفلسفة خروج الروح من الجسد. قال أنه جرب الحياة ولم يجد فيها ما يستحق لذا سوف يدخل في تجربة الموت هذه المرة بقلب قوي ليكتشف سر الحياة. لقد سهّل عليّ الأمر كثيرا. وحين خرجت من عنده تركت جسده معلق على حبائل المصير الذي اختاره لنفسه.
أضحك كثيرا حينما أتذكر السياسي المداهن. لقد كان أملسا ولزجا ومراوغا بشكل. وضع طبق العنب أمامه و أخذ يثرثر وهو يلقي حباب العنب في فمه ويتشدق بكلام فارغ. الحرية والديمقراطية وحقوق الأقليات في المجتمعات الراقية وحقوق المرأة والطفل والعلاقة بين العالم المتحضر والمحتضر. ورفاهية المواطن وعلاقته بقوى الثورة الخاملة. يبلع العنب لا ريقه ويخرج من جوفه كلام فارغ لا البذور. خرم طبلة أذني بكلام ( خارم بارم). حتى نعست ونسيت المهمة التي أتيت من أجلها وبالأخير حكي لي نكتة بايخه وهو يضع آخر حبة عنب في فمه; وضحك لوحده. وفجأة كأنه أبصر شبحا. غرغر و مسك حلقه وأزبد وأرغى وجحظت عيناه و شهق بلا زفير. وبالأخير شخص بصره يتابع لقطات هلامية بالأبيض والأسود مرقت أمامه بسرعة وبعض الأحداث المهمة والمشوقة كانت تظهر بلقطات بطيئة.
ذبلت بنظرهم وتوردت بعيني. تشاءموا منها و تفاءلت بها. قبحت; فزادت حسنا. عافها الخطاب; دخلت نفسي.
اسمع صدى صوتها يكسر جدار الظلام بالمصح النفسي تنادي.
- زعازيع.. زعازيع.. زعازيع.
أطير بجناح بومة نحو مصدر الصوت. أجدها جاثية بأرضية الغرفة. شعرها منكش وفاتن. وجهها قبيح وجميل. عافها الكل. لبستني فدخلتها.