ان ما يميز اغلب الاعمال النحتية للنحات امير حنون النقاش ، هو ايجاد التفاعل بين المنحوتة والفضاء ، ، فهو يجعل الهيكل المنحوت بوصفه موضوعا يتداخل مع الفضاء ، فتتكون من المساحات الفارغة وحدة منسجمة ومتكاملة ، يشتد تأثيرها من خلال اهتمامه بعنصر الحركة ، والإيحاءات التي يدركها المشاهد لاعماله ، ويبدو للمراقب ان النحات يستحضر كل احاسيسه وهو يتعامل مع المادة الخام، سواء كانت عملا سيراميكيا او خشبيا وحتى معدنيا ، ويشتغل عليها في محاكاة ، وتناغم لاخراج الفكرة من الصورة المتخيلة الى الوجود المادي ، إن الهياكل المنحوتة هي أجسام. ومادتها، المؤلفة من مواد مختلفة، تصاغ بشكل متنوع. ويقع هذا الصوغ عبر التحديد بوصفه تعيينًا لحدٍّ مطوِّقٍ ومستبعِد. بهذا يلج الفضاء إلى المنحوتات. وعندما يصبح ممتلئًا بالهيكل المنحوت يتشكّل الفضاء بطابعه الخاص كحجم مغلق ومخترَق وفارغ. تلك الحالة المذهلة فعلًا. وفي المحصلة النهاية فان التكوينات النحتية لديه ليس لاشغال حيزا من الفراغ ، بل جعل الفراغ تشكيلا في فضاء العمل النحتي ، فاليد التي تبدو مقطوعة ومنفصلة عن التكوبن العام يكملها الفراغ الحسي بالنسب والابعاد الدقيقة ، والاقدام المقطوعة للرجل الذي يجر الحبل يكملها الفراغ بينما يجعل الحبل مسندا يحمله ويبدو مقطوعا متهالكا من شدّة وكثرة الجر ، ويخيّل الينا ان الرجل سيسقط مع انقطاع الحبل، والمثقف الكاتب المكبّل بالاغلال في قدميه ومعصميه لايمنعه ذلك عن اداء رسالته في الحياة ، والرجل الذي يرتكز على مفتاح ويترقّب فتحتة لأدخاله فيها ، هذه نماذج على سبيل المثال ، والحقيقة ان كل عمل من اعماله يحتاج الى مساحة واسعة وكبيرة من النقد الفني.
أما على مستوى التقنيات المستعملة فإنه يثبت تفوقه بسحرية تفرزها الخيارات اللونية والخامات التي يستعملها ، التي يخضعها بمجهود رائع للتنعيم والصقل وكل التقنيات المساهمة في بناء أشكال جديدة ، ذات دلالات ومغازي عميقة ، تلعب دورا أساسيا باستجابتها لتطلعات المبدع وتصوراته. وأيضا بما يخدم مقارباته بين الألوان و تكوين المنحوتات، إنها تقنيات تأخذ بعين الاعتبار كل الاستعمالات الموظفة للفضاء ، فهو يروم بكل ذلك إلى تحديث أسلوبه والأرتقاء به.
اما عن الجوانب الفلسفية في تجربته الرائدة. فإن تلك الجوانب التي تظهر جلية وبشكل مباشر في البعد التعبيري للمنحوتات. وتتفاعل وتتجاوب مع كل المناحي التشكيلية المعاصرة، فالتعبير له فلسفته لدى المبدع امير حنون النقاش، ويختص به من خلال ثقافته وبيئته التي تلازمه، وأيضا من خلال رصيده المعرفي التشكيلي في المجال الذي لا يفارقه. وكل ذلك يتبدى من خلال توظيفه بشكل انطباعي وتلقائي، لكن المرونة تظهر جلية في أعماله، بالرغم من الحاجة للجهد العضلي والقوّة في انجاز اعماله ، إن الرؤى الفلسفية العميقة والأشكال التي يتم توظيفها ، تتناسق مع الرموز والعلامات المترابطة، وهي في النهاية تشكل نسيجا معرفيا ، واسلوبا تعبيريا مميزا ، يؤسس لتنوع المواضيع، وينم عن وعي المبدع بعملية ابتكاراته وإبداعاته. وهو شيء مهم للغاية في العملية البنائية التشكيلية.
القاص والناقد العراقي
اسماعيل آل رجب
14آذار2019
أما على مستوى التقنيات المستعملة فإنه يثبت تفوقه بسحرية تفرزها الخيارات اللونية والخامات التي يستعملها ، التي يخضعها بمجهود رائع للتنعيم والصقل وكل التقنيات المساهمة في بناء أشكال جديدة ، ذات دلالات ومغازي عميقة ، تلعب دورا أساسيا باستجابتها لتطلعات المبدع وتصوراته. وأيضا بما يخدم مقارباته بين الألوان و تكوين المنحوتات، إنها تقنيات تأخذ بعين الاعتبار كل الاستعمالات الموظفة للفضاء ، فهو يروم بكل ذلك إلى تحديث أسلوبه والأرتقاء به.
اما عن الجوانب الفلسفية في تجربته الرائدة. فإن تلك الجوانب التي تظهر جلية وبشكل مباشر في البعد التعبيري للمنحوتات. وتتفاعل وتتجاوب مع كل المناحي التشكيلية المعاصرة، فالتعبير له فلسفته لدى المبدع امير حنون النقاش، ويختص به من خلال ثقافته وبيئته التي تلازمه، وأيضا من خلال رصيده المعرفي التشكيلي في المجال الذي لا يفارقه. وكل ذلك يتبدى من خلال توظيفه بشكل انطباعي وتلقائي، لكن المرونة تظهر جلية في أعماله، بالرغم من الحاجة للجهد العضلي والقوّة في انجاز اعماله ، إن الرؤى الفلسفية العميقة والأشكال التي يتم توظيفها ، تتناسق مع الرموز والعلامات المترابطة، وهي في النهاية تشكل نسيجا معرفيا ، واسلوبا تعبيريا مميزا ، يؤسس لتنوع المواضيع، وينم عن وعي المبدع بعملية ابتكاراته وإبداعاته. وهو شيء مهم للغاية في العملية البنائية التشكيلية.
القاص والناقد العراقي
اسماعيل آل رجب
14آذار2019