أبو الذيال اليهودي - هل تعرف الدار خف ساكنها.. شعر

هل تعرفُ الدارَ خفَّ ساكِنُها = بالحجرِ فالمستوى إلى الثَّمَدِ
دارٌ لبهانةٍ خدلجَةٍ = تَبسمُ عن مثلِ بارِدِ البَرَدِ
أثَّت فطالَت حتى إذا اعتدلت = ما إن يَرَى الناظرونِ من أوَدِ
فيها فأما نقاً فأسفلُها = والجيدُ منها لظبيةِ الجَرَدِ
لا الدهرُ فإن ولا مواعِدُها = تأتي فليتَ القتولَ لم تَعِدِ
وعداً محاصيلُهُ إلى خُلُفِ = ذاك طلابُ التضليلِ والنكَدِ
هيفاءُ يلتذُّها معانِقُها = بعدَ عِلالِ الحديثِ والنجَدِ
تمشي إلى نحو بيتِ جارَتِها = واضعةً كفَّها على الكَبِدِ
نعمَ شعارُ الفتى إذا بردَ الا = يلُ وآضت كواكِبُ الأسَدِ
كأنَّ ماءَ الغمامِ خالَطَهُ = راحٌ صَفَا بعدَ هادرِ الزَّبَدِ
والمسكُ والزنجبيلُ عُلَّ به = أنيابُها بعد غفلَةِ الرَّصَدِ
دع ذا ولكن ربَّ عاذِلَةٍ = لو عَلِمَت ما أُريدُ لِمَ تعدِ
هبت بليلٍ تلومُ في شربِ ال = خَمرِ وذكرِ الكواعب الخُرُدِ
فقُلتُ مهلاً فما عليكِ إن ام = سيتُ غوياً غيِّي ولا رشدي
إني لمستيقنٌ لئن لم أمُت = مل يوم إني إذن رهينُ غَدِ
هل نحنُ إلا كَمَن تقدَّمنا = منا ومن تمَّ ظِمؤُه يَرِد
نحنُ كمَن ما مضى وما ان أرى = شحاً يزيدُ الحريصَ من عَدَدِ
فلا تلومنني على خُلقي = واقني حياءَ الكريمِ واقتعدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى