كانوا يريدون اغتيال الشمس بالمسدسات ليوقفوا العالم عند البارحة عندئذ يداهمون عصرنا بالأسلحة يفتشونه عن اليوم الذي انتهي ومات!
أتوا ولا نعلم من أين أتوا.
أتوا من الموت وقد طالت لحاهم
ونسوا أسماءهم فيه
نسوا وجوههم في المقبرة
وأقبلوا يحملقون في نهار الأمس
لا يرون غير ليلهم
يطاردون فيه ما يفر من أشباحهم
ويصرخون صرخات منكرة!
كانوا يغطون بليلهم سماءنا
وكانوا ينسجون من خيوط العنكبوت
سماءهم, ويسرحون باللحي السوداء تحتها
كأنهم زواحف آتية من سالف الدهر
وكانوا يقذفون في الحقول نارهم
وفي المقاهي والبيوت
قالوا لوردة الربيع لا تفوحي
لليمامات التي علي الغصون لا تبوحي
ولنجمة العشية
تلفعي بالغيم أو فاحتجبي
وأسكتوا الصبية
قالوا لها: لا تكملي الأغنية!
قالوا لنا: لا تعبدوا الله كما ترونه
بل اعبدوه مثلما نراه نحن. إننا حجابه
وبابه
نوابه في أرضه
نحن رعاتكم وأنتم الرعية!
كانوا يريدون لهذه المدينة الجميلة
أن تكره الحياة, أن تبكي ولا تفرح,
أن تلوذ بالصمت وترضي بالسكوت
كانوا يريدون لمصر أن تموت
مصر التي روضت الموت فصار في يديها فرسا مجنحا
سفينة ناشرة شراعها الأبيض بين خضرة وزرقة
تبحر بالموتي من الظل الي الشمس ليحيوا من جديد
مصر التي حولت القبر الي قصر مشيد
يريد منها هؤلاء ان تخاصم الحياة
أن تبيع للغزاة
أطفالها
أن تتواري في الحجاب والنقاب
أن تعود للصحاري
أن تغيب في بطونها السحيقة
تصير فيها قرية بائدة تموت فيها الأزمنة
ويجلس الجن علي أبوابها
ويستوي علي عروشها الملوك الكهنة
الهمج التتار قالوا للصغار:
عودوا إلي بطون أمهاتكم قبل نهاية النهار
فإنها نهاية الخليقة!
أواه يا مدينتي يا قاهرة
لو أفرخت في ليلك المؤامرة
أين تبيت الأغنيات الساهرات
أين تهاجر الليالي المقمرة
أين يغني الشعراء
للحب والإخاء
والعدل والحقيقة؟!
أقول: لا!
للهمج التتار: لا!
لن تطفئوا شمسا علينا أبدا
ولن تهزوا جبلا!
لن تسكتوا يمامة,
ولن تردوا للورود عطرها
إذا فشا في أمسيات صيفنا واشتعلا!
لن تحبسوا قلبا,
ولن تطاردوا علي الشفاه القبلا
ولن تكون مصر أيها الظلاميون دولة لكم
ولن تكون منزلا!
الاهرام
أتوا ولا نعلم من أين أتوا.
أتوا من الموت وقد طالت لحاهم
ونسوا أسماءهم فيه
نسوا وجوههم في المقبرة
وأقبلوا يحملقون في نهار الأمس
لا يرون غير ليلهم
يطاردون فيه ما يفر من أشباحهم
ويصرخون صرخات منكرة!
كانوا يغطون بليلهم سماءنا
وكانوا ينسجون من خيوط العنكبوت
سماءهم, ويسرحون باللحي السوداء تحتها
كأنهم زواحف آتية من سالف الدهر
وكانوا يقذفون في الحقول نارهم
وفي المقاهي والبيوت
قالوا لوردة الربيع لا تفوحي
لليمامات التي علي الغصون لا تبوحي
ولنجمة العشية
تلفعي بالغيم أو فاحتجبي
وأسكتوا الصبية
قالوا لها: لا تكملي الأغنية!
قالوا لنا: لا تعبدوا الله كما ترونه
بل اعبدوه مثلما نراه نحن. إننا حجابه
وبابه
نوابه في أرضه
نحن رعاتكم وأنتم الرعية!
كانوا يريدون لهذه المدينة الجميلة
أن تكره الحياة, أن تبكي ولا تفرح,
أن تلوذ بالصمت وترضي بالسكوت
كانوا يريدون لمصر أن تموت
مصر التي روضت الموت فصار في يديها فرسا مجنحا
سفينة ناشرة شراعها الأبيض بين خضرة وزرقة
تبحر بالموتي من الظل الي الشمس ليحيوا من جديد
مصر التي حولت القبر الي قصر مشيد
يريد منها هؤلاء ان تخاصم الحياة
أن تبيع للغزاة
أطفالها
أن تتواري في الحجاب والنقاب
أن تعود للصحاري
أن تغيب في بطونها السحيقة
تصير فيها قرية بائدة تموت فيها الأزمنة
ويجلس الجن علي أبوابها
ويستوي علي عروشها الملوك الكهنة
الهمج التتار قالوا للصغار:
عودوا إلي بطون أمهاتكم قبل نهاية النهار
فإنها نهاية الخليقة!
أواه يا مدينتي يا قاهرة
لو أفرخت في ليلك المؤامرة
أين تبيت الأغنيات الساهرات
أين تهاجر الليالي المقمرة
أين يغني الشعراء
للحب والإخاء
والعدل والحقيقة؟!
أقول: لا!
للهمج التتار: لا!
لن تطفئوا شمسا علينا أبدا
ولن تهزوا جبلا!
لن تسكتوا يمامة,
ولن تردوا للورود عطرها
إذا فشا في أمسيات صيفنا واشتعلا!
لن تحبسوا قلبا,
ولن تطاردوا علي الشفاه القبلا
ولن تكون مصر أيها الظلاميون دولة لكم
ولن تكون منزلا!
الاهرام