خليل أحمد العجيل - مشهد 18..

الانسان النبيل ان تكون ذا حظ وتمتلك ملائين وتأكل الحلال والحرام وقصرا لايدخله البرد والجوع ولا حتى طلقة طائشة ... هذا ماقرأته على هامش الصفحة 59 من كتاب فرنسي بخط اول من علمني اللغة الفرنسية صديقي واستاذي
" واني لاسينا " من افريقيا "ساحل العاج "
تاريخ منتصف التسعينات . في تلك السنوات كنت اتردد الى لبنان للعمل في العطلات الصيفية وكنت اختار الكتب الضخمة من مكتبة احد جيراني وأكبر تجار منطقة نهر ابراهيم اللبنانية ؛ أتذكر أول كتاب قرأته من تلك المكتبة " نقد العقلانية العربية "
لا أدري اكتب الان عن معنى الانسان النبيل بعد ظهور الفيس بوك صديقة افتراضية دائما تشكر رئيس احد الصحف التافهة التي انتشرت في هذه الايام عندما تكتب مثلا بعد ان يقوم بنشر احد خربشاتها الانسان النبيل فلان شكرا ؛ عدا الشهادات والجوائز التي وصلت الى المليون شهادة ؛ رغم أنني أشك بأنه انسان نببل . وكنت أتابع دراستي في ذلك التاريخ البعيد كانت معلمة اللغة العربية غريبة جدا وجميلة جدا ولكن جعلتني انفر من الشعر الموزون وخاصة عندما تحاول اختباري وكنت أشك للحظات بأنها ستضع ابيات الشعر على الميزان لتعرف كم كغ تزن .
لذلك استفدت كثيرا من كتاب نقد العقلانية العربية وكان انتقامي منها ولاسجل اول هدف انتصار في مرماها عندما طلبت منا كتابة موضوع حر عن أجمل كتاب قرأته ؛ طبعا كتبت اكثر من عشرين صفحة عن" نقد العقلانية العربية "
وكنت أتمنى من كل قلبي حينها لو تضع ذلك الكتاب على الميزان لتعرف وزنه وقيمته الحقيقية ؛ لم أكن اعرف بأنني منذ ذلك الوقت قد تورطت بالكتابة وبأنني أشتري بأكثر من نصف راتبي كتب وصحف ومجلات في زمن اصبح لا أحد يقرأ .. ومجتمع لايحب المطر ..اقول هذا وأنا الآن في حديقة عامة يهطل المطر ويهرب جميع العشاق ويتركون المقاعد شاغرة ..
..............
خليل أحمد العجيل / سوريا / الحسكة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى