· في واقع الأمر ، لم يكن "أخونا في الله" ساعة توليه أعباء تلك المؤسسة الضخمة ، أقل زهداً من "عمير بن سعد الأنصاري" رضي الله عنه و أرضاه ، ساعة توليه ولاية "حمص" والياً عن الفاروق عمر رضي الله عنه.. حتى إنه – أعني أخانا في الله – حين وفد داخلاً إلى "ولايته" – أعني مؤسسته - فرأى الناس يقومون له زمجر فيهم و صاح ، و أقام مأتماً و عويلاً ، وخطب فيهم طويلاً ، مذكراً إياهم بأنه بشرٌ يأكل الطعام و يمشي في الأسواق الحرة ، و حذرهم و أنذرهم من القيام له مرة أخرى ، ثم سألهم : أين المسجد؟ فدلُّوه عليه ، فمضى إليه و صلى ست ركعاتٍ ، و استغفر الله باكياً ، وسأله أن يكفيه فتنة السلطان، و أن يأخذه إليه غير مفتونٍ و غير مبدل ، ولكن يبدو أن الله ، جلت حكمته ، لم يستجب له ..
· ثم إن "أخانا في الله" راح كل يومٍ يدعو مساعديه للاجتماع الروتيني ، وحين يلج غرفة الاجتماعات يقفون له ، فيصرخ فيهم كعادته الأولى ، ثم يرجع فيدخل المسجد ، ويصلي ركعتين و يبكي قليلاً ، ثم يعود إلى الاجتماع .. حتى همس في أذنه أحد أصفيائه المقربين من "حلاّلي العقد" قائلاً
- يا مولانا ، لا تثريب عليك إن هم قاموا لك ، فقط قل لهم أن لا يقوموا لك ، فإن أعادوها فالإثم إثمهم ، و لست بحاجة إلى الصلاة والاستغفار كلما قاموا لك !! خصوصاً و أن هذا يبدد عشر دقائق من وقت الاجتماع كل يوم ..
قال له أخونا في الله : صدقت .
· ثم إنه أضحى ، كلما دخل غرفة الاجتماع فوقفوا له ، صرخ فيهم ووعظهم ببضع كلمات ، ثم جلس ، تاركاً مسألة الصلاة والاستغفار، غير أنه لم يترك الموعظة اليومية التي يذكرهم فيها بأنه بشرٌ يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ..
· و لكن مساعده المقرب أسرَّ إليه بنصيحةً أخرى ذات يوم :
- يا مولانا ، هذه الخطبة اليومية التي تفتتح بها الاجتماع لا داعي لها ، فهم يعرفون أنك بشر تأكل الطعام ، فإن أصروا على القيام لك فالإثم إثمهم وحدهم ، و أنت قد ذكرتهم من أول يوم ، فلا تثريب عليك .
قال له "أخونا في الله" : صدقت يا هذا ..
· ثم لم يعد أخونا في الله ، حين يقوم مساعدوه عند مقدمه للاجتماع ، لم يعد يحتج على هذا السلوك الشائن ، بل يجلس و يشرع في مناقشة أجندة الاجتماع ، ثم يرجع إلى مكتبه ..
· مرت سنوات ، وأخونا في الله يلاحظ في قرارة نفسه "تطورات" غير مريحة ، ولكن لا يستطيع أن يخبر بها أحداً ..
· بالأمس أصدر قراراً بفصل جميع مساعديه ، لأنه ، عندما دخل غرفة الاجتماع ، لم يقوموا له !!
· ثم إن "أخانا في الله" راح كل يومٍ يدعو مساعديه للاجتماع الروتيني ، وحين يلج غرفة الاجتماعات يقفون له ، فيصرخ فيهم كعادته الأولى ، ثم يرجع فيدخل المسجد ، ويصلي ركعتين و يبكي قليلاً ، ثم يعود إلى الاجتماع .. حتى همس في أذنه أحد أصفيائه المقربين من "حلاّلي العقد" قائلاً
- يا مولانا ، لا تثريب عليك إن هم قاموا لك ، فقط قل لهم أن لا يقوموا لك ، فإن أعادوها فالإثم إثمهم ، و لست بحاجة إلى الصلاة والاستغفار كلما قاموا لك !! خصوصاً و أن هذا يبدد عشر دقائق من وقت الاجتماع كل يوم ..
قال له أخونا في الله : صدقت .
· ثم إنه أضحى ، كلما دخل غرفة الاجتماع فوقفوا له ، صرخ فيهم ووعظهم ببضع كلمات ، ثم جلس ، تاركاً مسألة الصلاة والاستغفار، غير أنه لم يترك الموعظة اليومية التي يذكرهم فيها بأنه بشرٌ يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ..
· و لكن مساعده المقرب أسرَّ إليه بنصيحةً أخرى ذات يوم :
- يا مولانا ، هذه الخطبة اليومية التي تفتتح بها الاجتماع لا داعي لها ، فهم يعرفون أنك بشر تأكل الطعام ، فإن أصروا على القيام لك فالإثم إثمهم وحدهم ، و أنت قد ذكرتهم من أول يوم ، فلا تثريب عليك .
قال له "أخونا في الله" : صدقت يا هذا ..
· ثم لم يعد أخونا في الله ، حين يقوم مساعدوه عند مقدمه للاجتماع ، لم يعد يحتج على هذا السلوك الشائن ، بل يجلس و يشرع في مناقشة أجندة الاجتماع ، ثم يرجع إلى مكتبه ..
· مرت سنوات ، وأخونا في الله يلاحظ في قرارة نفسه "تطورات" غير مريحة ، ولكن لا يستطيع أن يخبر بها أحداً ..
· بالأمس أصدر قراراً بفصل جميع مساعديه ، لأنه ، عندما دخل غرفة الاجتماع ، لم يقوموا له !!