داريا هلبجه يي - إلى ماريا.. شعر - تـرجمة : فتــــاح خطـــاب .

أُنظري يا ماريا..
ليس لي الآن
حتى لو تخيلتُ سراً
في أن أتأنق بما يحلو لي
جمالآُ وتزينا
في أن اسرح والسيجار في شارع مليء بخطى الرياحين
وحيدة
مشرأبة الرأس نحو سماوات الله
أستنشق الهواء وزفير الموت
معاً
أُنظري يا ماريا..
ليس لي الآن
في أن أنام كما يحلو لي
أتناغم والحلم
تلك الأحلام الشفيفة الناعمة
كألوان قوس قُزَح طفولية
مند أن كنت طفلة
أراها سراً
وتلهفاً لتحقيقها
لم أكن اُسرُّ به أحدا
أُنظري يا ماريا..
ليس لي حتى الكتابة حسب
بنفس أُنثوي
أتدرين لِمَ يا ماريا؟

لأن.. أن تكوني إمرأة
هو أن تؤدي صلاة العشق
كما هي
والعشق في غابة البطاريق
من رابع المستحيلات
أُنظري يا ماريا
ليس لي الآن أن أبكي
كما عهد الطفولة
فللبكاء وقت أيضاً
إذ أنهم سرقوا مني كل أوقاتي
فلا وقت لي..
لا للتأنق
لا للحلم
ولا للبكاء
إنهم لا يمنحونني وقتاً للموت حسب
أتدرين لِمَ يا ماريا؟
لأن الكل, بلا إستثناء, يخافون من أُنوثتي
أن تكوني إمرأة بحاجة للعبادة
أن تكوني إمرأة بحاجة للتقوى
أن تكوني إمرأة بحاجة للعشق والسلوى
أن تكوني إمرأة بحاجة للرجولة
أُنظري يا ماريا..
هم.. لا إله لهم
لا دين لهم
لا رجولة لهم
وأن الجمال والعشق عدَّوان لَدودان لهم
ألا فهمتي الآن يا وحيدتي ماريا
لِمَ لا أُخلد للنوم كما أنتِ

إلا بعدما تُحرِّك العصافيرُ وطيورُ الحب
ساكناً..؟
عنئذٍ أكف عن جلدة روحي من الوحدة والأرق والبكاء
( أ كانت الأنوثة منذ الأزل,
هى ما أفسدت الدَهرَ..
أم ماذا.. يا ماريا؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى