فِي مَمَالِكِ الغبار والضَّجَر ،
شجرٌ يَعُضُّ عَلَى نَوَاجِذِ الحجر ،
وأرصفةٌ تفتح نوافذها لِأَحْذِيَة الريح والمَطرْ ،
وَقِطَارٌ يَعْبُرُ نحو الجنوبِ مُوشَّى بالدم والأنين ،
وأنت تجهش بالأسى على خرائط المدن المَنْسِيَة ،
مَيِّتٌ منذ زمنٍ بعيد ، وَهَا أحزان الْكَرَزْ تَسَّاقَطُ من سقف عينيك ،
مُتْعَبٌ من تَصَفُّحِ أَطَالِسِ الأرض وَإِدْمَاءِ مُثُون الجسور،
الحقائب تُرَتِّبُ رحيلك ، وَتُوَطِّنُ في جيوبها ذكريات الوطن الجريح ،
الشرفات التي وَدَّعَتْ مَرَاسِي البحرِ ، تُشَيِّعُ خطواتك نَحْوَ الجحيم ،
مَخْفُورٌ بِدَوَالِيبِ الكآبة وَنُبَاحِ عربات الغجر،
وعلى وجنتيك تَسِيحُ حِبَالٌ مِنَ الدموعْ ،
لم تُوَدِّعْ شَتْلَاتِ النجوم في بساتين السماءْ ،
ولم تَقُلْ سَلَاماً لِقُرَى ، خَبَّأَتْكَ بين نهديها مع السَّنَابِلِ والبلابل ْ،
أعْرِفُ ذلك الصمت الذي تفيض به سُرَّةُ الغياب ،
وَتَشْرَبُهُ فناجين الحقول .
أحماد بوتالوحت
شجرٌ يَعُضُّ عَلَى نَوَاجِذِ الحجر ،
وأرصفةٌ تفتح نوافذها لِأَحْذِيَة الريح والمَطرْ ،
وَقِطَارٌ يَعْبُرُ نحو الجنوبِ مُوشَّى بالدم والأنين ،
وأنت تجهش بالأسى على خرائط المدن المَنْسِيَة ،
مَيِّتٌ منذ زمنٍ بعيد ، وَهَا أحزان الْكَرَزْ تَسَّاقَطُ من سقف عينيك ،
مُتْعَبٌ من تَصَفُّحِ أَطَالِسِ الأرض وَإِدْمَاءِ مُثُون الجسور،
الحقائب تُرَتِّبُ رحيلك ، وَتُوَطِّنُ في جيوبها ذكريات الوطن الجريح ،
الشرفات التي وَدَّعَتْ مَرَاسِي البحرِ ، تُشَيِّعُ خطواتك نَحْوَ الجحيم ،
مَخْفُورٌ بِدَوَالِيبِ الكآبة وَنُبَاحِ عربات الغجر،
وعلى وجنتيك تَسِيحُ حِبَالٌ مِنَ الدموعْ ،
لم تُوَدِّعْ شَتْلَاتِ النجوم في بساتين السماءْ ،
ولم تَقُلْ سَلَاماً لِقُرَى ، خَبَّأَتْكَ بين نهديها مع السَّنَابِلِ والبلابل ْ،
أعْرِفُ ذلك الصمت الذي تفيض به سُرَّةُ الغياب ،
وَتَشْرَبُهُ فناجين الحقول .
أحماد بوتالوحت