عبدالعزيز أمزيان - مقدمة ديوان (انكماش الظل) لـ ركاد حسن خليل

مقدمة

الرنين الغامر في ديوان "انكماش الظل" للشاعر حسن خليل ركاد
تحتاج إلى كثير من السكون،حولك،كي تلتقط هذا الرنين الغامر المنبعث من ثنايا الديوان " انكماش الظل" للشاعر حسن خليل ركاد، رنين أزلي أشبه بالحياة في انعطاف الشمس، في امتداد الظل على خرائط الأرض، ومنعرجات البحار، في الأكوان، تتزلزل الأرض، تشتعل الكينونة بأسئلة موجعة تحت رماد الجمر، وحبات المطر المنهمر،الذي تولد في رحمه هذه الأحداق، وتتناسل في أثره البذور،في جو ملحمي بديع، وطقس غارق في نسج الأماني، وعناق الأحلام ، القريبة / البعيدة بسحر درامي، وجمال أخاذ ، تحت إيقاعات التاريخ المنكسر في القلب، وجراح الوطن المنكود، وتنهيدات يطلقها القلب، تحت زفير الحروف المشتعلة، ووقود الكلمات المحرقة...
في أوج انبعاثه من الهياكل
تلك رغبة جامحة
مقدوحة كالثقاب المشتعل
بنشوة
............
عن عاشق يتلهى
في حساب عدد حبات المطر
المنهمرعن الجباه قصيدة : انكماش الظل .
وهي قريبة من القلب ، بعيدة من العين، تطوقه،، تداهمه،، وهولا يغفو عنها، رمشة عين،،مستيقظا أبدا،، ومنتبها -دوما- إلى فصول الحكاية، في دمه اشتعال القصيدة،،رعشة الحب الأول،،الدم الناثر، الذي سال على أديم الروح،،وفي غور الطين ،،وفي أوصال المدى عبر الرصاص الطائش، وبنادق الحديد المنشور على مرمى ريش العصافير الموشى بنسيم الزعتر، ورقصة أغصان الزيتون المغتالة،،
كل ذلك، سيظل بؤرا لرسم خطى السنابل، أجيجا لقداسة البحر المشتعل في القامات، وفي رماح الأيادي، وأسنة الرايات الحمر، دم يفور في الرجال، نهر ينهار كحطام على وجه الريح، سكة تنزاح لتعلن تشوه الوقت، وانفلات المقصلة من قبضة الغاشم،،
غن أغنياتك كلها
قبل السراب
قبل أن يوقد
في النور الظلام
ردد حفيف السنابل
موالا للجياع
.............
الأرض تتسع لكل القلوب
لكل الحكايات المثيرة
لكل الدم النازف
النابض بالزعتر والزيتون
...............
آه فلسطين خليلتي
حملتك على الراح
وحملتك الرماح على الأسنة... قصيدة: الوقت للموت والقيامة.
يتلظى الشاعر بنار كاوية، ويحترق بجمر مشتعل، ولا يجد الرماد إلا في هذه الحروف، التي منها يكبر الإنسان، ولا يلفي دقاق الفحم سوى في هذه الكلمات التي تزرع الروح في صلصاله،، الغمام المكابر،،الوله الذي يعانق سرب الأقبية، و يضم الضوء والمنار إلى حوزة الوجود، تلك هي المعادلة القصوى للولادة تحت خيوط الشمس، وأشعة المروج، وبهرجة القمر الباهر،،
للكلمة جناحان يعزفان على وتر
لتنبت في الحنايا صهيل نبض حثيث
هيئ لروحك جنانها أو محارقها
.....................
أعدل حروفك كي تستقيم
قد نصب الأن الميزان
أبشر بوزن الكلمة الثقيل .....قصيدة: الكلمة.
الشاعر حسن خليل ركاد، شاعر يراقص المدى، يعانق الحلم بتوق،يحلق بأجنحة من غيم الأرض، إلى سماء يحملها في قلبه في امتداد لا منته، شامخ بأردية الفكر، زاخر بعباءات المجاز، مثخن برموز الاستعارات، مترع بأحرف الشمس، ورذاذ الحبر، وغربة الوطن.



عبد العزيز أمزيان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى