ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﺎﺑﻊ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ، ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ
ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ، ﻛﻨﺖ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻤﺘﻌﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺸﺮﻩ ﻗﺼﺎﺻﻮﻥ ﺷﺒﺎﺏ، ﻫﻨﺎ؛ ﻭﺃﺫﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ، ﻭﺃﻋﺘﺬﺭ ﻟﻤﻦ ﺳﻬﻮﺕ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻤﻪ: ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻠﻌﺮﺑﻲ، ﺭﺷﻴﺪ ﺑﻠﺤﺎﺝ، ﻣﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﻱ، ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺃﻋﺘﺎﺏ، ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺳﻌﻴﺪ، ﻣﺤﻤﺪ ﻏﺰﻟﻲ، ﻣﻨﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ، ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺴﻤﺎﻣﻲ، ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻛﻄﺎﺭ ... ﻓﻔﻲ ﻧﺼﻮﺹ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﺷﻢ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻭﺃﺗﺎﺑﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭ ﻭﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺠﺎﺑﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺃﻟﻤﺲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻄﻘﻮﺳﻬﺎ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻬﺎ، ﺃﺷﻢ ﻋﻄﺮ ﺃﺭﺿﻬﺎ ﻭﻃﻌﺎﻡ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﺃﺗﺎﺑﻊ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻧﺠﻮﻡ ﻟﻴﻠﻬﺎ ﻭﺷﻤﺲ ﻧﻬﺎﺭﻫﺎ . ﻫﻲ ﻧﺼﻮﺹ ﺑﻄﻌﻮﻣﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺑﺒﺼﻤﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ؛ ﻧﺼﻮﺹ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﻭﺍﻹﺩﻫﺎﺵ . ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺁﻳﺖ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﺯﺕ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ . ﻭﺑﻨﺸﺮﻩ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺘﻪ " ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻮﺟﻊ" ﻭﺭﻗﻴﺎ، ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺎ ﻗﺮﺍﺀ ﺁﺧﺮﻳﻦ.
- ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ :
ﻭﺗﻜﻤﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺟﺎﺫﺑﻴﺘﻪ ﻭﺇﻏﺮﺍﺋﻪ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ، ﻭﺇﺛﺎﺭﺗﻪ ﻟﻠﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ . ﻓﺎﻟﻤﺮﺍﻓﺊ ﻣﻔﺮﺩﻫﺎ ﻣﺮﻓﺄ؛ ﻭﻫﻮ ﻋﺘﺒﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﺇﻧﻪ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﻤﺎﺱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﻦ، ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺸﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻟﻢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺩﺍﺧﻠﻴﺎ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴﺎ، ﺃﻭ ﻟﻨﻘﻞ ﺇﻥ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ . ﻭﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ : ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ . ﻓﻘﺪ ﺁﻣﻨﺖ، ﻭﻟﻤﺪﺓ، ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ؛ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﺍﻟﻮﺿﻊ، ﻭﺑﻔﻌﻞ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺐ ﻓﺎﺷﻠﺔ، ﻭﺑﻔﻌﻞ ﺟﺮﺍﺡ ﺗَﻨِﺰُّ ﺩﻣﺎ، ﺃﻭ ﺟﺮﺍﺡ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﺗﻨِﺰُّ ﺃﻟﻤﺎ.
ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﻮﻧﻴﺔ . ﻓﺎﻟﻮﺟﻊ ﻳﺘﻘﺎﺳﻤﻪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ،
ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ " ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ."
ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺟﻊ؟ ﻛﻴﻒ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻠﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ، ﻭﻳﺘﺨﺬ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺪ ﻭﻻ ﻳﺤﺼﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ؟
ﺳﺄﻗﻮﻝ، ﻭﺑﻜﻞ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭ ﺷﺪﻳﺪ، ﻭﺑﺪﻭﻥ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ؛ ﻷﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻭﺟﻌﺎ، ﺇﻥ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﻭﺗﻤﻈﻬﺮﺍﺗﻪ،
ﻭﺗﺘﻠﻤﺲ ﺗﻌﺮﺟﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺀﺍﺗﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻭﻗﺪ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺩﺭﻭﻳﺶ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ : "ﻓﺈﻥ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ
ﻭﺟﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ".
ﺇﻥ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﺗﺮﺳﻮ ﺑﻨﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺘﻬﺎ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﻓﻲ " ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻮﺟﻊ" ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺭﺳﻮ ﻳﻌﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻘﺎﺀ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺇﻳﺎﻩ، ﺷﺨﻮﺻﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻣﻦ ﺑﻴﺌﺔ ﺗﺮﺑﻄﻪ ﺑﻬﺎ ﺃﻭﺍﺻﺮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺮﺣﻰ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺑﻘﻮﺓ ﺗﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ، ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻼﺩ، ﻭ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺃﻣﺎ ﻭ ﺯﻭﺟﺔ ﻭ ﻣﺮﺑﻴﺔ . 1
" ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻮﺟﻊ " ﻫﻮ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻘﺼﺔ 16 ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺿﻤﺎﻣﺔ؛ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﻟﻌﻤﻠﻪ ﻫﺬﺍ . ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻋﺪﺩﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ ﻧﻬﺠﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺨﺘﺎﺭﻭﻥ ﻭﺳﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ﺃﺣﺪ
ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ، ﺑﺨﻼﻑ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺍﺭﺗﺄﻭﺍ ﻣﻨﺢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺍﺳﻤﺎ ﺟﺎﻣﻌﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ . ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻧﻪ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ، ﻭﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﺑﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻷﺧﺮﻯ . ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻟﻬﺎ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺃﻫﻠﺘﻬﺎ ﻷﻥ ﻳﺴﺘﻌﺎﺭ ﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ ﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺣﺴﻦ ﺁﻳﺖ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ، ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻜﻮﻥ ﻓﻜﺮﺗﻬﺎ ﺧﻼﻗﺔ، ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻋﻮﺩﺓ ﺭﺟﻞ ﻣﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﺮﻩ ﺷﻮﻗﺎ ﻟﻤﻨﺰﻟﻪ ﻭﻟﺰﻭﺟﺘﻪ، ﻟﻴﻜﺘﺸﻒ ﺷﻴﺌﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ . ﻟﻘﺪ ﺟﻤﻌﺖ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﻭﺍﻷﻟﻢ .. ﻟﻘﺪ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﺎﺭﺩ ﻓﻲ ﻧﺼﻪ ﺩﺍﻋﻴﺎ ﺇﻳﺎﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮﻩ . ﺑﻨﻲ ﺍﻟﻨﺺ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﻄﺮﻭﻕ، ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﺗﺨﺬ ﺑﻌﺪﺍ ﻓﻨﻴﺎ ﻭﺟﻤﺎﻟﻴﺎ ﺑﻴﻨﺎ .
ﺗﻌﻴﺶ ﺟﻞ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎ ﻧﻔﺴﻴﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ، ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻧﻔﺼﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻝ ﺯﻣﺎﻧﺎ ﻭﻣﻜﺎﻧﺎ .
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻭﻟﺔ :
ﻭﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻣﻦ ﻣﺜﻞ
ﺍﻟﺠﺤﻮﺩ؛ ﺟﺤﻮﺩ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ "ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ " ، ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ " ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻮﺟﻊ" ﺣﻴﺚ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻖ، ﻭﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻓﻲ " ﻗﻠﻢ، ﻭﺭﻗﺔ، ﻛﺎﺗﺐ" ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻫﻨﺎ، ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺮﻗﺎﺕ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻓﻲ "ﻗﺘﻠﻮﻙ ﻭﻟﻢ ﻳﺪﻓﻨﻮﻙ " ( ﺍﺻﻄﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﻥ ﻛﺬﺏ ﻣﻌﻠﻤﻴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺰﻳﻨﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ) ، ﻭﻛﻮﺍﺑﻴﺲ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻓﻲ "ﺣﻤﺎﺭ ﺍﻟﻠﻴﻞ "، ﻭﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻓﻲ " ﺿﺮﻳﺢ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ" ﻓﻔﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ ﺑﺎﻷﻋﺸﺎﺏ، ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻭﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ، ﻭﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ :
ﻧﻈﺮﺕ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻛَﺴْﻠﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺼﻔﻘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ، ﻓﺈﺫﺍ
ﺑﺎﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺗﻌُﻮﺩ ﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ . ﺳُﻔﺮﺓ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﺍﻟﺬﺍﺑﻠﺘﻴﻦ، ﺷﻔﺎﻩ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺑﺘﺆﺩﺓ، ﻭﺣﺼﻮﻥ ﻣُﺸﺮﻋﺔ، ﻋﻴﻮﻥ ﺫﺍﺑﻠﺔ، ﻭﺷﻔﺎﻩ ﺧﺎﺋﻨﺔ، ﻭﻭﺟﻮﻩ ﻗﺎﺗﻤﺔ.
ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﻤﻠﺆُﻧﻲ ﺑﺎﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺤﻨﻴﻦ . ﺹ77، ﻭ " ﺻﺪﻣﺔ .. ﺻﺪﻣﺘﺎﻥ " ( ﻟﻤﺎ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﺟﺎﻫﻠﺔ ﻛﺮﻩ ﺟﻬﻠﻬﺎ، ﻭﺣﻴﻦ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﻭﺗﺰﻭﺝ
ﻣﺘﻌﻠﻤﺔ ﻣﺎﺕ ﺟﺎﻫﻼ .. ) . 2
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻷﻭﻝ، ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺟﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺬﻝ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺠﺤﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﻜﺮﺍﻥ .
ﻓﺤﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻜﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺠﺤﻮﺩ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ .
ﻓﺎﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﺳﺘﻌﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﻭﺻﻠﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻋﻠﻴﺎ، ﻭﺑﺪﻝ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻞ، ﻗﻮﺑﻞ ﺑﺎﻟﺠﺤﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﻜﺮﺍﻥ :
ﻳَﺨﺮﺝُ ﻭَﺁﺫﺍﻥ ﺍﻟﻔَﺠْﺮ، ﻳُﺼﻠّﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻳَﺪﻓﻊُ ﺍﻟﻌﺮﺑَﺔَ ﺑﻤﺎ ﺗَﺒَﻘَّﻰ ﻣﻦ ﻗﻮّﺓ ﻓﻲ ﻋَﻈْﻤِﻪِ، ﻳَﻨﺘﻈﺮُ ﻗُﺪُﻭﻡَ ﺣﺎﻓﻠﺔٍ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮُ ﻣُﺴﺎﻓﺮًﺍ، ﻳَﻨﺰﻝُ ﺍﻟﻨﺎﺱُ ﻭﻳَﻨﺰﻝُ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﺑْﻨُﻪ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘِﻪ ﻭﺍﺑﻨﻴﻬﻤﺎ.
ﻳﺮﺍﻩ ﺍﺑْﻨُﻪ ﻭﻳُﺪِﻳﺮُ ﻟﻪ ﺍﻟﻈّﻬﺮَ، ﻭﻳُﻨﺒِّﻪ ﺯﻭﺟﺘَﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤَّﺎﻝَ ﺃﺑُﻮﻩ، ﻭﺃﻥْ ﻻَ ﺗُﺨﺒِﺮَ
ﺃﺑﻨﺎﺀَﻫﺎ. ﺹ7
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻔﺪﺓ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﻂ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ، ﻭﻟﻮ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﻣﺰﻱ، ﺇﺫ ﻋﺒﺮﺕ ﺍﻟﺤﻔﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺣﺒﻬﺎ ﻟﻠﺮﺟﻞ، ﻭﺗﻤﻨﻴﻬﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺟﺪﻫﺎ، ﺗﻘﻮﻝ : " ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﺟﺪﻱ .. ﺳﺄﻓﺘﺨﺮ ﺑﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺮﻳﻨﺎﺗﻲ." ﻟﻘﺪ ﻏﺮﺳﺖ ﺍﻹﺳﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﺣﺪ، ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﺗﺤﺮﻙ، ﺑﺬﻟﻚ، ﺿﻤﻴﺮﻩ . ﺹ8
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ " ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ"، ﻓﺘﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺀ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻭﻋﺪﻡ
ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﺼﻔﺎﺀ ﺳﺮﻳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﺷﺢ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﻔﻌﻞ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻧﻴﺎﺕ ﺳﻴﺌﺔ، ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻻ ﻳﺘﺒﺪﻯ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺐ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺪ ﻭﻳﻌﻮﺽ ﺑﺎﻟﺴﻲﺀ.
ﻭﻓﻲ ﻧﺺ " ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺛﺮﺛﺮﺗﻚ ﻳﺎ ﺣﺴﻦ"!، ﻧﺠﺪ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺳﺌﻠﺔ
ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺔ، ﻭﺗﺬﻣﺮ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ، ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻷﻡ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﺎﻟﺠﺪﺓ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﻠﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺑﺮﺣﺎﺑﺔ ﺻﺪﺭ، ﺭﻏﻢ ﺃﻡ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﺎ ﻭﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻭﺗﺼﻮﺭﺍﺗﻬﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻬﺎ .
ﻭﻓﻲ ﻧﺺ "ﺑﺎﺋﻌﺔ ﺍﻟﻮﺭﺩ" ﻧﺮﻯ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺰﺍﻭﻟﺔ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺰﺭﻉ ﺍﻻﻧﺸﺮﺍﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻟﺘﻨﻮ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﻭﺍﺟﻬﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﻜﺮﺍﻥ.
ﻓﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﻋﺎﻣﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ؛ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺟﻨﺒﺎ ﻟﺠﻨﺐ ﻛﻞ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﻗﺼﺼﻲ ﺫﻱ ﻓﻨﻴﺎﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ . ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﻗﺼﺼﻴﺔ ﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻭﺃﻣﺎﻛﻦ ﺗﻌﺒﺮ ﻭﺗﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ.
ﻭﺗﻌﺪ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺮﺣﻰ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺑﻘﻮﺓ ﺗﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ، ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻼﺩ، ﻭ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺃﻣﺎ ﻭ ﺯﻭﺟﺔ ﻭ ﻣﺮﺑﻴﺔ.
ﻳﻀﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﺩﻓﺘﻴﻪ ﺗﺴﻌﺎ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻧﺼﺎ ﻣﺘﺒﻮﻋﺔ ﺑﻨﺼﻮﺹ، ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ، ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻌﺸﻖ ﺍﻻﺧﺘﺰﺍﻝ؛ ﺃﻱ ﻧﺼﻮﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ . ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑﺒﺮﺍﻋﺔ ﻭﻓﻨﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻭﺳﻠﻮﻛﺎﺕ ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻭﻋﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻭﻧﻤﺎﺫﺝ ﺫﺍﺕ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ؛ ﺃﻱ ﻟﻬﺎ ﺣﻀﻮﺭ ﻓﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﻢ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﻨﻲ، ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ . ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻭﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺿﺪ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ . ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺣﺴﻦ ﺁﻳﺖ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﺸﺮﻳﺢ ﻭﻧﻘﺪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺬﻣﺮﻩ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺑﺎﻋﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺒﺮﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻢ ﺑﻔﻌﻞ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺭﺧﺔ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻻﺕ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﻨﻔﻪ، ﺑﻐﺎﻳﺔ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻏﺮﺍﺋﺒﻪ ﻭﺧﻔﺎﻳﺎﻩ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯﻩ . ﻭﻟﺬﺍ، ﻛﺎﻥ ﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻗﻮﺓ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﺼﺼﻲ . ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﻣﻠﺘﺰﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﺍﻗﻌﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻣﻨﺎﺹ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻄﺮﻕ، ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻗﺼﺼﻪ، ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺇﻃﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻓﻲ ﺑﻌﺪﻳﻪ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭﺍﻟﻘﻄﺮﻱ، ﻟﺘﻼﻣﺲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺷﺆﻭﻧﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ " ﻗﻄﺔ" ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ .
ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ، ﺗﻤﺘﺎﺯ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﻐﻨﻰ ﺳﺠﻼﺗﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ
ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ " ﺣﻤﺎﻝ ﺳﻴﺎﺳﻲ" ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ
ﺣﺎﺿﺮ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﻭﺑﻼﻏﻴﺔ ﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﻧﺴﺞ ﺧﻴﻮﻃﻬﺎ؛ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺧﺘﺰﺍﻝ ﻭﺍﻹﻳﺤﺎﺀ.
ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺗﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﻮﻱ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻞ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻘﺼﺼﻲ، ﻣﻦ ﻣﺜﻞ " ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ : " ﺛﻢ ﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ "ﻣﻨﺎﻓﻖ ." ﻭﻟﻤﺎ ﺁﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﻭﺭﺷﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﻢ، ﺗﺨﻠﻮﺍ ﻋﻨﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻮﺟﻬﻮﺍ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ . ﺛﻢ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ، ﻓﺄﻋﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ، ﻭﺗﻌﻮﻳﻀﻪ ﺑﺂﺧﺮ.
ﻣﺮﺕ ﺷﻬﻮﺭ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﻭﻫﻢ ﻳَﺴْﺨَﺮُﻭﻥ ﻣﻨﻪ ﻭﻳﻨﻌﺘﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﻠُّﺼُﻮﺻِﻴَّﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻬﻢ
ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﻥ ﺃﻥ ﺣَﻤَّﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺠﻠﺪﻫﻢ، ﻭﻳﺰﻳﺪﻫﻢ ﺭَﻫَﻘﺎ ﻭﻛَﻠَﻼ ﻭﻫﻢ ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ.
ﺹ9 ، ﺇﺫ ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻌﻰ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤﻠﻬﻢ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻘﻮﻧﻪ.
ﻭﻟﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﻦ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ، ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﺗﺠﺎﻩ
ﻣﻦ ﻳﺨﺪﻋﻬﻢ ﻟﻴﻜﺘﺸﻔﻮﺍ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺿﻴﻌﻮﺍ
ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺷﺎﻏﺮﺍ ﻟﻤﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ.
ﺧﺮﻕ ﺍﻟﺴﺮﺩ:
، ﻛﻤﺎ ﻲ ﺍﻟﻨﺼﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﻴﻦ " ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻮﺟﻊ" ﻭ"ﺑﺎﺋﻌﺔ ﺍﻟﻮﺭﺩ " ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﺎﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻟﻴﺼﻴﺮ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻬﺎ، ﻳﺤﺎﻭﺭ ﻭﻳﻨﺎﻗﺶ، ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ . ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺗﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﺴﻴﺮ ﺍﻻﻳﻬﺎﻡ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺺ ﻓﻨﻲ ﻻ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻠﻬﻤﻪ.
ﻛﻤﺎ ﻧﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻮﺹ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﺍﻟﺤﻠﻢ ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﺻﻼﺗﻪ
ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﺺ "ﺣﻤﺎﺭ ﺍﻟﻠﻴﻞ " ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﺎﺑﻮﺱ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﺳﻄﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﺮﻭﻥ.
ﻭﺗﻤﺘﺎﺯ، ﻛﺬﻟﻚ، ﺑﻌﻨﺎﻭﻳﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ، ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ، ﻟﺘﻌﻜﺲ ﺑﺆﺭ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺟﻬﺎ، ﻭﻟﺘﻮﺣﻲ ﺑﻤﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ، ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺄﺓ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﺷﺨﻮﺻﻴﺔ، ﺗﻨﻬﺾ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺌﻴﺮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ : " ﺣﻤﻮ " ﺹ59 ، ﻭ" ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺛﺮﺛﺮﺗﻚ ﻳﺎ ﺣﺴﻦ "! ﺹ 44 ، ﻭﻗﺪ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺼﻔﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ : "ﺣﻼﻕ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ" ﺹ .154
ﻭﻫﺬﻩ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻔﺰ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺪﻻﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ
ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺁﻳﺖ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ .
ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺨﺘﻢ :
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ، ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺘﻪ " ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻮﺟﻊ" ، ﻳﺆﻛﺪ ﺭﺳﻮﺥ ﻗﺪﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ
ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ، ﻣﻐﺮﺑﻴﺎ ﻭﻋﺮﺑﻴﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﻜﻨﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻜﺘﺎﺑﺎﺗﻪ، ﻛﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺳﺒﺮ ﺁﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ، ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﻊ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻭﺇﺷﻜﺎﻻﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻣﻠﺤﺔ، ﻻ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺎﺛﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻋﻴﻦ، ﻭﻻ ﻋﻦ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻬﺎ . ﻣﻌﺘﻤﺪﺍ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻐﺔ ﻭﺃﺳﻠﻮﺏ ﻣﺘﻤﻴﺰﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺣﻘﺎ . 3
ﺇﻥ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻹﻳﺤﺎﺀ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺩﻻﻻﺕ ﺛﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻭﻋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﺘﺐ ﻣﺜﻞ ﺃﻗﺼﻮﺻﺔ " ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ " ، ﻭ" ﻗﻄﺔ " ، ﻭ" ﺍﻟﻜﻮﺗﺶ" ، ﻭ" ﺣﺬﺍﺀ ﻣﻨﺎﺿﻞ" ، ﻭ "ﻗﺘﻠﻮﻙ ﻭﻟﻢ ﻳﺪﻓﻨﻮﻙ ..." ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺴﺤﺔ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺃﻭ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ، ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ . 4
*_* ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺁﻳﺖ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ : ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻮﺟﻊ، ﻧﺼﻮﺹ ﻗﺼﺼﻴﺔ، ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻭﻭﺭﺍﻗﺔ ﺑﻼﻝ، 2018
ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ ﻗﺼﺼﻴﺘﻴﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ .
• 1ﻭ _4 ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺺ ﺑﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺛﻖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ " ﻣﺮﺍﻓﺊ
ﺍﻟﻮﺟﻊ."
• _2ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺘﻪ " ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻮﺟﻊ ."
• _3 ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺺ ﺑﻪ ﻓﺮﻳﺪ ﺃﻣﻌﻀﺸﻮ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ "ﺍﻟﻨﻈﻴﺮ " ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ
ﺳﻨﺔ 2015 ﻟﻠﻤﺒﺪﻉ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﺣﺮﺵ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻃﺮﻳﻖ .
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺘﺪﻻﻭﻱ
ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ، ﻛﻨﺖ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻤﺘﻌﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺸﺮﻩ ﻗﺼﺎﺻﻮﻥ ﺷﺒﺎﺏ، ﻫﻨﺎ؛ ﻭﺃﺫﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ، ﻭﺃﻋﺘﺬﺭ ﻟﻤﻦ ﺳﻬﻮﺕ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻤﻪ: ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻠﻌﺮﺑﻲ، ﺭﺷﻴﺪ ﺑﻠﺤﺎﺝ، ﻣﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﻱ، ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺃﻋﺘﺎﺏ، ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺳﻌﻴﺪ، ﻣﺤﻤﺪ ﻏﺰﻟﻲ، ﻣﻨﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ، ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺴﻤﺎﻣﻲ، ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻛﻄﺎﺭ ... ﻓﻔﻲ ﻧﺼﻮﺹ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﺷﻢ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻭﺃﺗﺎﺑﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭ ﻭﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺠﺎﺑﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺃﻟﻤﺲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻄﻘﻮﺳﻬﺎ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻬﺎ، ﺃﺷﻢ ﻋﻄﺮ ﺃﺭﺿﻬﺎ ﻭﻃﻌﺎﻡ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﺃﺗﺎﺑﻊ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻧﺠﻮﻡ ﻟﻴﻠﻬﺎ ﻭﺷﻤﺲ ﻧﻬﺎﺭﻫﺎ . ﻫﻲ ﻧﺼﻮﺹ ﺑﻄﻌﻮﻣﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺑﺒﺼﻤﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ؛ ﻧﺼﻮﺹ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﻭﺍﻹﺩﻫﺎﺵ . ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺁﻳﺖ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﺯﺕ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ . ﻭﺑﻨﺸﺮﻩ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺘﻪ " ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻮﺟﻊ" ﻭﺭﻗﻴﺎ، ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺎ ﻗﺮﺍﺀ ﺁﺧﺮﻳﻦ.
- ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ :
ﻭﺗﻜﻤﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺟﺎﺫﺑﻴﺘﻪ ﻭﺇﻏﺮﺍﺋﻪ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ، ﻭﺇﺛﺎﺭﺗﻪ ﻟﻠﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ . ﻓﺎﻟﻤﺮﺍﻓﺊ ﻣﻔﺮﺩﻫﺎ ﻣﺮﻓﺄ؛ ﻭﻫﻮ ﻋﺘﺒﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﺇﻧﻪ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﻤﺎﺱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﻦ، ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺸﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻟﻢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺩﺍﺧﻠﻴﺎ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴﺎ، ﺃﻭ ﻟﻨﻘﻞ ﺇﻥ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ . ﻭﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ : ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ . ﻓﻘﺪ ﺁﻣﻨﺖ، ﻭﻟﻤﺪﺓ، ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ؛ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﺍﻟﻮﺿﻊ، ﻭﺑﻔﻌﻞ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺐ ﻓﺎﺷﻠﺔ، ﻭﺑﻔﻌﻞ ﺟﺮﺍﺡ ﺗَﻨِﺰُّ ﺩﻣﺎ، ﺃﻭ ﺟﺮﺍﺡ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﺗﻨِﺰُّ ﺃﻟﻤﺎ.
ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﻮﻧﻴﺔ . ﻓﺎﻟﻮﺟﻊ ﻳﺘﻘﺎﺳﻤﻪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ،
ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ " ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ."
ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺟﻊ؟ ﻛﻴﻒ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻠﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ، ﻭﻳﺘﺨﺬ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺪ ﻭﻻ ﻳﺤﺼﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ؟
ﺳﺄﻗﻮﻝ، ﻭﺑﻜﻞ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭ ﺷﺪﻳﺪ، ﻭﺑﺪﻭﻥ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ؛ ﻷﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻭﺟﻌﺎ، ﺇﻥ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﻭﺗﻤﻈﻬﺮﺍﺗﻪ،
ﻭﺗﺘﻠﻤﺲ ﺗﻌﺮﺟﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺀﺍﺗﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻭﻗﺪ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺩﺭﻭﻳﺶ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ : "ﻓﺈﻥ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ
ﻭﺟﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ".
ﺇﻥ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﺗﺮﺳﻮ ﺑﻨﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺘﻬﺎ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﻓﻲ " ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻮﺟﻊ" ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺭﺳﻮ ﻳﻌﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻘﺎﺀ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺇﻳﺎﻩ، ﺷﺨﻮﺻﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻣﻦ ﺑﻴﺌﺔ ﺗﺮﺑﻄﻪ ﺑﻬﺎ ﺃﻭﺍﺻﺮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺮﺣﻰ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺑﻘﻮﺓ ﺗﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ، ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻼﺩ، ﻭ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺃﻣﺎ ﻭ ﺯﻭﺟﺔ ﻭ ﻣﺮﺑﻴﺔ . 1
" ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻮﺟﻊ " ﻫﻮ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻘﺼﺔ 16 ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺿﻤﺎﻣﺔ؛ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﻟﻌﻤﻠﻪ ﻫﺬﺍ . ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻋﺪﺩﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ ﻧﻬﺠﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺨﺘﺎﺭﻭﻥ ﻭﺳﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ﺃﺣﺪ
ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ، ﺑﺨﻼﻑ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺍﺭﺗﺄﻭﺍ ﻣﻨﺢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺍﺳﻤﺎ ﺟﺎﻣﻌﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ . ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻧﻪ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ، ﻭﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﺑﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻷﺧﺮﻯ . ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻟﻬﺎ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺃﻫﻠﺘﻬﺎ ﻷﻥ ﻳﺴﺘﻌﺎﺭ ﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ ﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺣﺴﻦ ﺁﻳﺖ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ، ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻜﻮﻥ ﻓﻜﺮﺗﻬﺎ ﺧﻼﻗﺔ، ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻋﻮﺩﺓ ﺭﺟﻞ ﻣﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﺮﻩ ﺷﻮﻗﺎ ﻟﻤﻨﺰﻟﻪ ﻭﻟﺰﻭﺟﺘﻪ، ﻟﻴﻜﺘﺸﻒ ﺷﻴﺌﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ . ﻟﻘﺪ ﺟﻤﻌﺖ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﻭﺍﻷﻟﻢ .. ﻟﻘﺪ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﺎﺭﺩ ﻓﻲ ﻧﺼﻪ ﺩﺍﻋﻴﺎ ﺇﻳﺎﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮﻩ . ﺑﻨﻲ ﺍﻟﻨﺺ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﻄﺮﻭﻕ، ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﺗﺨﺬ ﺑﻌﺪﺍ ﻓﻨﻴﺎ ﻭﺟﻤﺎﻟﻴﺎ ﺑﻴﻨﺎ .
ﺗﻌﻴﺶ ﺟﻞ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎ ﻧﻔﺴﻴﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ، ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻧﻔﺼﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻝ ﺯﻣﺎﻧﺎ ﻭﻣﻜﺎﻧﺎ .
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻭﻟﺔ :
ﻭﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻣﻦ ﻣﺜﻞ
ﺍﻟﺠﺤﻮﺩ؛ ﺟﺤﻮﺩ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ "ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ " ، ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ " ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻮﺟﻊ" ﺣﻴﺚ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻖ، ﻭﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻓﻲ " ﻗﻠﻢ، ﻭﺭﻗﺔ، ﻛﺎﺗﺐ" ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻫﻨﺎ، ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺮﻗﺎﺕ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻓﻲ "ﻗﺘﻠﻮﻙ ﻭﻟﻢ ﻳﺪﻓﻨﻮﻙ " ( ﺍﺻﻄﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﻥ ﻛﺬﺏ ﻣﻌﻠﻤﻴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺰﻳﻨﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ) ، ﻭﻛﻮﺍﺑﻴﺲ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻓﻲ "ﺣﻤﺎﺭ ﺍﻟﻠﻴﻞ "، ﻭﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻓﻲ " ﺿﺮﻳﺢ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ" ﻓﻔﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ ﺑﺎﻷﻋﺸﺎﺏ، ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻭﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ، ﻭﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ :
ﻧﻈﺮﺕ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻛَﺴْﻠﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺼﻔﻘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ، ﻓﺈﺫﺍ
ﺑﺎﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺗﻌُﻮﺩ ﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ . ﺳُﻔﺮﺓ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﺍﻟﺬﺍﺑﻠﺘﻴﻦ، ﺷﻔﺎﻩ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺑﺘﺆﺩﺓ، ﻭﺣﺼﻮﻥ ﻣُﺸﺮﻋﺔ، ﻋﻴﻮﻥ ﺫﺍﺑﻠﺔ، ﻭﺷﻔﺎﻩ ﺧﺎﺋﻨﺔ، ﻭﻭﺟﻮﻩ ﻗﺎﺗﻤﺔ.
ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﻤﻠﺆُﻧﻲ ﺑﺎﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺤﻨﻴﻦ . ﺹ77، ﻭ " ﺻﺪﻣﺔ .. ﺻﺪﻣﺘﺎﻥ " ( ﻟﻤﺎ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﺟﺎﻫﻠﺔ ﻛﺮﻩ ﺟﻬﻠﻬﺎ، ﻭﺣﻴﻦ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﻭﺗﺰﻭﺝ
ﻣﺘﻌﻠﻤﺔ ﻣﺎﺕ ﺟﺎﻫﻼ .. ) . 2
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻷﻭﻝ، ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺟﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺬﻝ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺠﺤﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﻜﺮﺍﻥ .
ﻓﺤﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻜﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺠﺤﻮﺩ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ .
ﻓﺎﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﺳﺘﻌﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﻭﺻﻠﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻋﻠﻴﺎ، ﻭﺑﺪﻝ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻞ، ﻗﻮﺑﻞ ﺑﺎﻟﺠﺤﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﻜﺮﺍﻥ :
ﻳَﺨﺮﺝُ ﻭَﺁﺫﺍﻥ ﺍﻟﻔَﺠْﺮ، ﻳُﺼﻠّﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻳَﺪﻓﻊُ ﺍﻟﻌﺮﺑَﺔَ ﺑﻤﺎ ﺗَﺒَﻘَّﻰ ﻣﻦ ﻗﻮّﺓ ﻓﻲ ﻋَﻈْﻤِﻪِ، ﻳَﻨﺘﻈﺮُ ﻗُﺪُﻭﻡَ ﺣﺎﻓﻠﺔٍ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮُ ﻣُﺴﺎﻓﺮًﺍ، ﻳَﻨﺰﻝُ ﺍﻟﻨﺎﺱُ ﻭﻳَﻨﺰﻝُ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﺑْﻨُﻪ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘِﻪ ﻭﺍﺑﻨﻴﻬﻤﺎ.
ﻳﺮﺍﻩ ﺍﺑْﻨُﻪ ﻭﻳُﺪِﻳﺮُ ﻟﻪ ﺍﻟﻈّﻬﺮَ، ﻭﻳُﻨﺒِّﻪ ﺯﻭﺟﺘَﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤَّﺎﻝَ ﺃﺑُﻮﻩ، ﻭﺃﻥْ ﻻَ ﺗُﺨﺒِﺮَ
ﺃﺑﻨﺎﺀَﻫﺎ. ﺹ7
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻔﺪﺓ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺧﻂ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ، ﻭﻟﻮ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﻣﺰﻱ، ﺇﺫ ﻋﺒﺮﺕ ﺍﻟﺤﻔﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺣﺒﻬﺎ ﻟﻠﺮﺟﻞ، ﻭﺗﻤﻨﻴﻬﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺟﺪﻫﺎ، ﺗﻘﻮﻝ : " ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﺟﺪﻱ .. ﺳﺄﻓﺘﺨﺮ ﺑﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺮﻳﻨﺎﺗﻲ." ﻟﻘﺪ ﻏﺮﺳﺖ ﺍﻹﺳﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﺣﺪ، ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﺗﺤﺮﻙ، ﺑﺬﻟﻚ، ﺿﻤﻴﺮﻩ . ﺹ8
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ " ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ"، ﻓﺘﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺀ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻭﻋﺪﻡ
ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﺼﻔﺎﺀ ﺳﺮﻳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﺷﺢ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﻔﻌﻞ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻧﻴﺎﺕ ﺳﻴﺌﺔ، ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻻ ﻳﺘﺒﺪﻯ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺐ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺪ ﻭﻳﻌﻮﺽ ﺑﺎﻟﺴﻲﺀ.
ﻭﻓﻲ ﻧﺺ " ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺛﺮﺛﺮﺗﻚ ﻳﺎ ﺣﺴﻦ"!، ﻧﺠﺪ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺳﺌﻠﺔ
ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺔ، ﻭﺗﺬﻣﺮ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ، ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻷﻡ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﺎﻟﺠﺪﺓ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﻠﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺑﺮﺣﺎﺑﺔ ﺻﺪﺭ، ﺭﻏﻢ ﺃﻡ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﺎ ﻭﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻭﺗﺼﻮﺭﺍﺗﻬﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻬﺎ .
ﻭﻓﻲ ﻧﺺ "ﺑﺎﺋﻌﺔ ﺍﻟﻮﺭﺩ" ﻧﺮﻯ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺰﺍﻭﻟﺔ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺰﺭﻉ ﺍﻻﻧﺸﺮﺍﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻟﺘﻨﻮ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﻭﺍﺟﻬﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﻜﺮﺍﻥ.
ﻓﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﻋﺎﻣﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ؛ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺟﻨﺒﺎ ﻟﺠﻨﺐ ﻛﻞ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﻗﺼﺼﻲ ﺫﻱ ﻓﻨﻴﺎﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ . ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﻗﺼﺼﻴﺔ ﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻭﺃﻣﺎﻛﻦ ﺗﻌﺒﺮ ﻭﺗﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ.
ﻭﺗﻌﺪ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺮﺣﻰ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺑﻘﻮﺓ ﺗﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ، ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻼﺩ، ﻭ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺃﻣﺎ ﻭ ﺯﻭﺟﺔ ﻭ ﻣﺮﺑﻴﺔ.
ﻳﻀﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﺩﻓﺘﻴﻪ ﺗﺴﻌﺎ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻧﺼﺎ ﻣﺘﺒﻮﻋﺔ ﺑﻨﺼﻮﺹ، ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ، ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻌﺸﻖ ﺍﻻﺧﺘﺰﺍﻝ؛ ﺃﻱ ﻧﺼﻮﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ . ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑﺒﺮﺍﻋﺔ ﻭﻓﻨﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻭﺳﻠﻮﻛﺎﺕ ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻭﻋﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻭﻧﻤﺎﺫﺝ ﺫﺍﺕ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ؛ ﺃﻱ ﻟﻬﺎ ﺣﻀﻮﺭ ﻓﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﻢ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﻨﻲ، ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ . ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻭﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺿﺪ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ . ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺣﺴﻦ ﺁﻳﺖ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﺸﺮﻳﺢ ﻭﻧﻘﺪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺬﻣﺮﻩ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺑﺎﻋﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺒﺮﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻢ ﺑﻔﻌﻞ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺭﺧﺔ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻻﺕ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﻨﻔﻪ، ﺑﻐﺎﻳﺔ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻏﺮﺍﺋﺒﻪ ﻭﺧﻔﺎﻳﺎﻩ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯﻩ . ﻭﻟﺬﺍ، ﻛﺎﻥ ﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻗﻮﺓ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﺼﺼﻲ . ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﻣﻠﺘﺰﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﺍﻗﻌﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻣﻨﺎﺹ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻄﺮﻕ، ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻗﺼﺼﻪ، ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺇﻃﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻓﻲ ﺑﻌﺪﻳﻪ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭﺍﻟﻘﻄﺮﻱ، ﻟﺘﻼﻣﺲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺷﺆﻭﻧﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ " ﻗﻄﺔ" ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ .
ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ، ﺗﻤﺘﺎﺯ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﻐﻨﻰ ﺳﺠﻼﺗﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ
ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ " ﺣﻤﺎﻝ ﺳﻴﺎﺳﻲ" ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ
ﺣﺎﺿﺮ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﻭﺑﻼﻏﻴﺔ ﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﻧﺴﺞ ﺧﻴﻮﻃﻬﺎ؛ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺧﺘﺰﺍﻝ ﻭﺍﻹﻳﺤﺎﺀ.
ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺗﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﻮﻱ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻞ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻘﺼﺼﻲ، ﻣﻦ ﻣﺜﻞ " ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ : " ﺛﻢ ﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ "ﻣﻨﺎﻓﻖ ." ﻭﻟﻤﺎ ﺁﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﻭﺭﺷﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﻢ، ﺗﺨﻠﻮﺍ ﻋﻨﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻮﺟﻬﻮﺍ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ . ﺛﻢ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ، ﻓﺄﻋﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ، ﻭﺗﻌﻮﻳﻀﻪ ﺑﺂﺧﺮ.
ﻣﺮﺕ ﺷﻬﻮﺭ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﻭﻫﻢ ﻳَﺴْﺨَﺮُﻭﻥ ﻣﻨﻪ ﻭﻳﻨﻌﺘﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﻠُّﺼُﻮﺻِﻴَّﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻬﻢ
ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﻥ ﺃﻥ ﺣَﻤَّﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺠﻠﺪﻫﻢ، ﻭﻳﺰﻳﺪﻫﻢ ﺭَﻫَﻘﺎ ﻭﻛَﻠَﻼ ﻭﻫﻢ ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ.
ﺹ9 ، ﺇﺫ ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻌﻰ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤﻠﻬﻢ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻘﻮﻧﻪ.
ﻭﻟﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﻦ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ، ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﺗﺠﺎﻩ
ﻣﻦ ﻳﺨﺪﻋﻬﻢ ﻟﻴﻜﺘﺸﻔﻮﺍ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺿﻴﻌﻮﺍ
ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺷﺎﻏﺮﺍ ﻟﻤﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ.
ﺧﺮﻕ ﺍﻟﺴﺮﺩ:
، ﻛﻤﺎ ﻲ ﺍﻟﻨﺼﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﻴﻦ " ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻮﺟﻊ" ﻭ"ﺑﺎﺋﻌﺔ ﺍﻟﻮﺭﺩ " ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﺎﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻟﻴﺼﻴﺮ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻬﺎ، ﻳﺤﺎﻭﺭ ﻭﻳﻨﺎﻗﺶ، ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ . ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺗﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﺴﻴﺮ ﺍﻻﻳﻬﺎﻡ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺺ ﻓﻨﻲ ﻻ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻠﻬﻤﻪ.
ﻛﻤﺎ ﻧﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻮﺹ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﺍﻟﺤﻠﻢ ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﺻﻼﺗﻪ
ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﺺ "ﺣﻤﺎﺭ ﺍﻟﻠﻴﻞ " ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﺎﺑﻮﺱ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﺳﻄﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﺮﻭﻥ.
ﻭﺗﻤﺘﺎﺯ، ﻛﺬﻟﻚ، ﺑﻌﻨﺎﻭﻳﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ، ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ، ﻟﺘﻌﻜﺲ ﺑﺆﺭ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺟﻬﺎ، ﻭﻟﺘﻮﺣﻲ ﺑﻤﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ، ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺄﺓ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﺷﺨﻮﺻﻴﺔ، ﺗﻨﻬﺾ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺌﻴﺮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ : " ﺣﻤﻮ " ﺹ59 ، ﻭ" ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺛﺮﺛﺮﺗﻚ ﻳﺎ ﺣﺴﻦ "! ﺹ 44 ، ﻭﻗﺪ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺼﻔﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ : "ﺣﻼﻕ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ" ﺹ .154
ﻭﻫﺬﻩ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻔﺰ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺪﻻﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ
ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺁﻳﺖ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ .
ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺨﺘﻢ :
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ، ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺘﻪ " ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻮﺟﻊ" ، ﻳﺆﻛﺪ ﺭﺳﻮﺥ ﻗﺪﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ
ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ، ﻣﻐﺮﺑﻴﺎ ﻭﻋﺮﺑﻴﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﻜﻨﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻜﺘﺎﺑﺎﺗﻪ، ﻛﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺳﺒﺮ ﺁﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ، ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﻊ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻭﺇﺷﻜﺎﻻﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻣﻠﺤﺔ، ﻻ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺎﺛﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻋﻴﻦ، ﻭﻻ ﻋﻦ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻬﺎ . ﻣﻌﺘﻤﺪﺍ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻐﺔ ﻭﺃﺳﻠﻮﺏ ﻣﺘﻤﻴﺰﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺣﻘﺎ . 3
ﺇﻥ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻹﻳﺤﺎﺀ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺩﻻﻻﺕ ﺛﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻭﻋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﺘﺐ ﻣﺜﻞ ﺃﻗﺼﻮﺻﺔ " ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ " ، ﻭ" ﻗﻄﺔ " ، ﻭ" ﺍﻟﻜﻮﺗﺶ" ، ﻭ" ﺣﺬﺍﺀ ﻣﻨﺎﺿﻞ" ، ﻭ "ﻗﺘﻠﻮﻙ ﻭﻟﻢ ﻳﺪﻓﻨﻮﻙ ..." ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺴﺤﺔ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺃﻭ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ، ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ . 4
*_* ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺁﻳﺖ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ : ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻮﺟﻊ، ﻧﺼﻮﺹ ﻗﺼﺼﻴﺔ، ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻭﻭﺭﺍﻗﺔ ﺑﻼﻝ، 2018
ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ ﻗﺼﺼﻴﺘﻴﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ .
• 1ﻭ _4 ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺺ ﺑﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺛﻖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ " ﻣﺮﺍﻓﺊ
ﺍﻟﻮﺟﻊ."
• _2ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺘﻪ " ﻣﺮﺍﻓﺊ ﺍﻟﻮﺟﻊ ."
• _3 ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺺ ﺑﻪ ﻓﺮﻳﺪ ﺃﻣﻌﻀﺸﻮ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ "ﺍﻟﻨﻈﻴﺮ " ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ
ﺳﻨﺔ 2015 ﻟﻠﻤﺒﺪﻉ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﺣﺮﺵ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻃﺮﻳﻖ .
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺘﺪﻻﻭﻱ