قبل أيام مات (تكليف). أشهد أنه عاش حياته فقيرا، ومع فقره كان صابرا دون شكوى، ودون رضا أيضا. مع ذلك لم تكن حياته خالية من المتع والمسرات التي يحسن التكتم عليها. عندما يكون قد قضى وقتا ممتعا ألاحظ إنشراح المتعة على ملامح وجهه وطريقة كلامه الأكثر مرحا من المعتاد وربما زين مرحه بلازمة كأن يردد بصوت هادئ (يا صاح) مقلدا رياض أحمد وهو يهز رأسه الذي يعتليه شعر أبيض كثيف سبط. لكن هذا ليس في السنوات الأخيرة التي صار فيها أكثر هدوء وأكثر تكتما. هكذا عرفته منذ نعومة أظفاري، وهو الذي يكبرني ببضع سنوات، وإن إشتركنا في أننا أدركنا شطرا من العهد الملكي وعشنا معا أزمنة الجمهورية العاصفة، التي كانت بالنسبة اليه أكثر عصفا مما كانت بالنسبة إلي.
يستمع لما يقوله جليسه وفي عينيه يتلألأ خبث، أو يراقب ما يدور حوله، وفي اللحظة المناسبة يرمي «طرقته» فيضج المكان بالضحك أو يقوم جليسه غاضبا منه ليعود في اليوم التالي فنراهما جالسين معا في مقهى الحي القائم على طرف بستان واسع تحيطه السواقي ومسيج بسياج من الطين. لم يكن الجميع يحملون ما يقول على محمل الجد، خصوصا في أيام كهولته التي حكى لنا في يوم من أيامها طرفته المشؤومة. أنا صدقته رأسا فما رواه كانت تعاودني ذكراه منذ طفولتي ولم أجرؤ على البوح به لأحد خشية أن يكذبني ويسخر مني. خلاصة القول أني رأيت ما رأى وعلى النحو الذي وصف.
كان الحديث يدور بيننا، رواد المقهى، عن الغرائب وهو طوال الوقت سارح البصر، يسحب بين الحين والآخر نفسا من النارجيلة، ويصغي الى ما يقال عن طنطل ظهر ذات ليلة هنا ومخلوق عجيب ولدته امرأة هناك ثم ، وكنا آنذاك نتوقع فيضان دجلة، تحول الحديث الى الكوارث وما تفعل والفيضانات وما تهدم وسيولها وما تحمل. إنحنى في جلسته وأخذ يلف خرطوم النارجيلة حول زجاجتها ثم اعتدل وبدأ الكلام. لكن بعد أن أنهى حكايته القصيرة رأى الإبتسامات المتشككة تحيط به من كل جانب، أيعقل أن إبن آوى وكلبا وديكا يرتقون معا، جنبا الى جنب، لوحا من الخشب يحمله سيل الفيضان... هذا محض خيال لا تتفتق عنه إلا قريحته!
من المرات القليلة التي رأيت وجهه ينقبض ويتحول بياض بشرته الى احمرار عكر كانت تلك المرة، ويبدو أن الآخرين لاحظوا مثلي ما جعلهم يراجعون أنفسهم ويميلون الى التصديق. بادر عامل المقهى الذي كان يقف قرب الوجاغ الى تبديد جو الوجوم متسائلا:
-زين..... ألم يكونوا يتعاركون مثلا؟
تردد في الرد بعد ما رأى من تشكيك. الواقع أن الخشبة، التي صعدت اليها الحيوانات الثلاثة ناجية بالصعود اليها من غرق أكيد ، ولا يدري أحد كيف اجتمعت على ظهرها، هي على وجه التحديد باب خلعتها المياه المندفعة، وكانت ذكرى رؤيتي للمشهد غائمة كحلم بعيد وأنا طفل ألتصق بأمي فوق بناية المركز الصحي التي استطعنا الوصول اليها والاحتماء بها مع عوائل أخرى، مع مشهد المياه الطينية الفوارة الصاعدة حتى حافة السطح، وهي تمر بنا جارفة قطع أثاث، وحيوانات تتخبط وتتقلب، وجثة رجل، وحصان يكافح ليبقي رأسه فوق الماء، وأغصان أشجار،....
قال:
-بل لم يكونوا يلتفتون الى بعضهم البعض حتى...
وبعد أن جال ببصره في الوجوه وعاد للنظر الى عامل المقهى مستعيدا هدوء ملامحه:
- ولماذا تعجب يا عبد... لقد شغلهم الخوف والذهول عن عداواتهم الغريزية كالسياسيين بالضبط يركبون مركبا واحدا وهم في حقيقة الأمر يرى أحدهم الآخر كما يرى عزرائيل.
بعد أيام اختفى، ثم علمنا أن رجال الأمن "شالوه"، وعندما عاد بعد سنوات، أسر إلي أن سبب إعتقاله وسجنه كل هذه السنين لم يكن سوى حكاية إبن آوى والكلب والديك، ولأنه لم يستطع أن يجيب رجال الأمن جوابا شافيا على سؤالهم " مَنْ هم المسؤولون الذين قصدتهم بإبن آوى و الكلب و الديك" ؟ كبرت التهمة لتصبح التآمر على أمن الدولة، وأخضعوه للتعذيب أشهرا ثم حكموا عليه بالسجن المؤبد ولم يفرج عنه إلا قبيل احتلال العراق سنة 2003، ولم نعرف الى اليوم من لفق له تهمة التعريض بالمسؤولين.
عاد صاحبنا الى جلساته التي اعتدناها قبل دهر، لكن المقهى لم يعد كما كان، و رواده ليسوا هم أنفسهم فقد مات العديد منهم وجاء رواد جدد أغلبهم شبان. ليس المقهى وحده الذي تغير فقد تغيرت معالم المكان حوله.. أزيل السياج، والبساتين جرفت، والسواقي التي كانت تحاذي أبوابنا طمرت، وإنتشرت البيوت مكان البستان الذي كان مصدر خوفنا في طفولتنا ومرتع عبثنا في مراهقتنا. الحيوانات التي كانت تعيش في البساتين، من بنات آوى وخنازير وأفاع وجرذان النخل والغرير، إنسحبت الى البساتين الشاطئية وأدغالها أمام زحف البشر المدمر، ولكن بعضها كان يتحين الفرص، خصوصا إذا كان حيوانا واسع الحيلة كإبن آوى، فيخرج ليلا بحثا عن غذاء حول البيوت المتفرقة الى أن تورط إبن آوى يوما فأخرجه الجوع في وضح النهار ليلمحه أحد الصبية ويصيح بأعلى صوته "واوي.... واوي..."، ولم يدر إبن آوى بعد ذلك كيف يفلت من البشر الذين حاصروه من كل ناحية وبدأت مطاردة قصيرة إنتهت بالإمساك به في قن للدجاج فارغ دخله راجيا أن يضلل مطارديه. ذكرت ذلك لتكليف عندما تقابلنا في المقهى ليلا. تراءى لي طيف ابتسامة يتماوج على صفحة وجهه. التفت نحوي وهو يمسك بمبسم الخرطوم بقبضته الصغيرة، ثم أدنى رأسه مني وقال همسا:
-لقد رأيتهم بالأمس ليلا.
لم أفهم معنى كلامه ولما رأى حيرتي أضاف:
-إبن آوى والكلب والديك... على اللوح.
فوجئت بعودته الى تلك الحكاية القديمة وفكرت أني لم أقدر تقديرا صحيحا مدى سلامة عقله بعد خروجه من السجن، فليس من عاقل يصدق أن الكلب والديك وإبن آوى لا زالوا، منذ فيضان حدث في العهد الملكي، يعتلون خشبتهم ويطوفون اﻟـــ.... في تلك اللحظة خطر لي سؤال تصورت أنه سيفحمه:
-أين رأيتهم؟... يتزحلقون على الأرض حولنا؟
أمال رأسه الى الخلف ونظر إلي نظرة المستنكر لسذاجتي:
-في الشط... عندما ذهبت بالأمس ليلا لأساعد خليل في تصليح مضخة الماء.
قلت وأنا أرمقه بطرف عيني مترقبا تحول لون بشرة وجهه الى إحمرار عكر:
-قد يكون إبن آوى الذي أمسكوه اليوم هو ذلك الذي رأيته بالأمس على الطوف.
وكتمت ضحكتي بصعوبة. حرك يده التي تمسك بمبسم النارجيلة حركة إستخفاف بسخريتي. لكنه واصل، مع خيبته لما بدر مني، يقص علي، دون أن يلتفت إلي، ناظرا أمامه خلال الظلام، عبر الأرض الفضاء التي تفصلنا عن أضواء دور شاحبة متباعدة.... دجلة التي كانت تلصف بمياه فضية فيما مضى هي الآن أمامه داكنة يرقش حلكتها إنعكاس قمر ذاو. بعد أن ركب للمضخة سيرا جديدا بدلا من السير المقطوع، وقف تكليف ينظر الى المياه الثقيلة تنساب بهدوء كانسياب مياه الفيضان بعد إندفاع هائج ليومين جارفة معها الأشجار والطين. لا أحد يعلم، ولا حتى أنا، كم مرة رأى الثلاثة، دون أن يخبر أحدا، وهم يمرون أمامه مرورهم المعتاد، في ليال مقمرة وغير مقمرة، على باب مخلوعة، لا يجنحون الى البر ولا يغرقون، ينظر اليهم ويعجب لإجتماعهم على لوحهم، وكم مرة نظر الى الماء الموار في الحوض الذي تسحب اليه الماكنة الصخابة ماء النهر، ويتدفق الى جداول تتفرع في أنحاء البستان، فيمد يده ويغرف من الماء غرفة يتركها تتبدد من بين أصابعه ويتحسس بإبهامه ما تخلف في باطن كفه من لزوجة خفيفة وذرات ذات ملمس رملي لم يعهدها في ماء النهر من قبل. يرفع بصره ليرى الى أين إتجه الثلاثة هذه المرة، وفي أية إنعطافة من إنعطافات نهر دجلة إختفوا.
حزيران 2017
من مجموعة (ما رواه العجوز حكمان عن الفتى الجميل جوهر) 2018
يستمع لما يقوله جليسه وفي عينيه يتلألأ خبث، أو يراقب ما يدور حوله، وفي اللحظة المناسبة يرمي «طرقته» فيضج المكان بالضحك أو يقوم جليسه غاضبا منه ليعود في اليوم التالي فنراهما جالسين معا في مقهى الحي القائم على طرف بستان واسع تحيطه السواقي ومسيج بسياج من الطين. لم يكن الجميع يحملون ما يقول على محمل الجد، خصوصا في أيام كهولته التي حكى لنا في يوم من أيامها طرفته المشؤومة. أنا صدقته رأسا فما رواه كانت تعاودني ذكراه منذ طفولتي ولم أجرؤ على البوح به لأحد خشية أن يكذبني ويسخر مني. خلاصة القول أني رأيت ما رأى وعلى النحو الذي وصف.
كان الحديث يدور بيننا، رواد المقهى، عن الغرائب وهو طوال الوقت سارح البصر، يسحب بين الحين والآخر نفسا من النارجيلة، ويصغي الى ما يقال عن طنطل ظهر ذات ليلة هنا ومخلوق عجيب ولدته امرأة هناك ثم ، وكنا آنذاك نتوقع فيضان دجلة، تحول الحديث الى الكوارث وما تفعل والفيضانات وما تهدم وسيولها وما تحمل. إنحنى في جلسته وأخذ يلف خرطوم النارجيلة حول زجاجتها ثم اعتدل وبدأ الكلام. لكن بعد أن أنهى حكايته القصيرة رأى الإبتسامات المتشككة تحيط به من كل جانب، أيعقل أن إبن آوى وكلبا وديكا يرتقون معا، جنبا الى جنب، لوحا من الخشب يحمله سيل الفيضان... هذا محض خيال لا تتفتق عنه إلا قريحته!
من المرات القليلة التي رأيت وجهه ينقبض ويتحول بياض بشرته الى احمرار عكر كانت تلك المرة، ويبدو أن الآخرين لاحظوا مثلي ما جعلهم يراجعون أنفسهم ويميلون الى التصديق. بادر عامل المقهى الذي كان يقف قرب الوجاغ الى تبديد جو الوجوم متسائلا:
-زين..... ألم يكونوا يتعاركون مثلا؟
تردد في الرد بعد ما رأى من تشكيك. الواقع أن الخشبة، التي صعدت اليها الحيوانات الثلاثة ناجية بالصعود اليها من غرق أكيد ، ولا يدري أحد كيف اجتمعت على ظهرها، هي على وجه التحديد باب خلعتها المياه المندفعة، وكانت ذكرى رؤيتي للمشهد غائمة كحلم بعيد وأنا طفل ألتصق بأمي فوق بناية المركز الصحي التي استطعنا الوصول اليها والاحتماء بها مع عوائل أخرى، مع مشهد المياه الطينية الفوارة الصاعدة حتى حافة السطح، وهي تمر بنا جارفة قطع أثاث، وحيوانات تتخبط وتتقلب، وجثة رجل، وحصان يكافح ليبقي رأسه فوق الماء، وأغصان أشجار،....
قال:
-بل لم يكونوا يلتفتون الى بعضهم البعض حتى...
وبعد أن جال ببصره في الوجوه وعاد للنظر الى عامل المقهى مستعيدا هدوء ملامحه:
- ولماذا تعجب يا عبد... لقد شغلهم الخوف والذهول عن عداواتهم الغريزية كالسياسيين بالضبط يركبون مركبا واحدا وهم في حقيقة الأمر يرى أحدهم الآخر كما يرى عزرائيل.
بعد أيام اختفى، ثم علمنا أن رجال الأمن "شالوه"، وعندما عاد بعد سنوات، أسر إلي أن سبب إعتقاله وسجنه كل هذه السنين لم يكن سوى حكاية إبن آوى والكلب والديك، ولأنه لم يستطع أن يجيب رجال الأمن جوابا شافيا على سؤالهم " مَنْ هم المسؤولون الذين قصدتهم بإبن آوى و الكلب و الديك" ؟ كبرت التهمة لتصبح التآمر على أمن الدولة، وأخضعوه للتعذيب أشهرا ثم حكموا عليه بالسجن المؤبد ولم يفرج عنه إلا قبيل احتلال العراق سنة 2003، ولم نعرف الى اليوم من لفق له تهمة التعريض بالمسؤولين.
عاد صاحبنا الى جلساته التي اعتدناها قبل دهر، لكن المقهى لم يعد كما كان، و رواده ليسوا هم أنفسهم فقد مات العديد منهم وجاء رواد جدد أغلبهم شبان. ليس المقهى وحده الذي تغير فقد تغيرت معالم المكان حوله.. أزيل السياج، والبساتين جرفت، والسواقي التي كانت تحاذي أبوابنا طمرت، وإنتشرت البيوت مكان البستان الذي كان مصدر خوفنا في طفولتنا ومرتع عبثنا في مراهقتنا. الحيوانات التي كانت تعيش في البساتين، من بنات آوى وخنازير وأفاع وجرذان النخل والغرير، إنسحبت الى البساتين الشاطئية وأدغالها أمام زحف البشر المدمر، ولكن بعضها كان يتحين الفرص، خصوصا إذا كان حيوانا واسع الحيلة كإبن آوى، فيخرج ليلا بحثا عن غذاء حول البيوت المتفرقة الى أن تورط إبن آوى يوما فأخرجه الجوع في وضح النهار ليلمحه أحد الصبية ويصيح بأعلى صوته "واوي.... واوي..."، ولم يدر إبن آوى بعد ذلك كيف يفلت من البشر الذين حاصروه من كل ناحية وبدأت مطاردة قصيرة إنتهت بالإمساك به في قن للدجاج فارغ دخله راجيا أن يضلل مطارديه. ذكرت ذلك لتكليف عندما تقابلنا في المقهى ليلا. تراءى لي طيف ابتسامة يتماوج على صفحة وجهه. التفت نحوي وهو يمسك بمبسم الخرطوم بقبضته الصغيرة، ثم أدنى رأسه مني وقال همسا:
-لقد رأيتهم بالأمس ليلا.
لم أفهم معنى كلامه ولما رأى حيرتي أضاف:
-إبن آوى والكلب والديك... على اللوح.
فوجئت بعودته الى تلك الحكاية القديمة وفكرت أني لم أقدر تقديرا صحيحا مدى سلامة عقله بعد خروجه من السجن، فليس من عاقل يصدق أن الكلب والديك وإبن آوى لا زالوا، منذ فيضان حدث في العهد الملكي، يعتلون خشبتهم ويطوفون اﻟـــ.... في تلك اللحظة خطر لي سؤال تصورت أنه سيفحمه:
-أين رأيتهم؟... يتزحلقون على الأرض حولنا؟
أمال رأسه الى الخلف ونظر إلي نظرة المستنكر لسذاجتي:
-في الشط... عندما ذهبت بالأمس ليلا لأساعد خليل في تصليح مضخة الماء.
قلت وأنا أرمقه بطرف عيني مترقبا تحول لون بشرة وجهه الى إحمرار عكر:
-قد يكون إبن آوى الذي أمسكوه اليوم هو ذلك الذي رأيته بالأمس على الطوف.
وكتمت ضحكتي بصعوبة. حرك يده التي تمسك بمبسم النارجيلة حركة إستخفاف بسخريتي. لكنه واصل، مع خيبته لما بدر مني، يقص علي، دون أن يلتفت إلي، ناظرا أمامه خلال الظلام، عبر الأرض الفضاء التي تفصلنا عن أضواء دور شاحبة متباعدة.... دجلة التي كانت تلصف بمياه فضية فيما مضى هي الآن أمامه داكنة يرقش حلكتها إنعكاس قمر ذاو. بعد أن ركب للمضخة سيرا جديدا بدلا من السير المقطوع، وقف تكليف ينظر الى المياه الثقيلة تنساب بهدوء كانسياب مياه الفيضان بعد إندفاع هائج ليومين جارفة معها الأشجار والطين. لا أحد يعلم، ولا حتى أنا، كم مرة رأى الثلاثة، دون أن يخبر أحدا، وهم يمرون أمامه مرورهم المعتاد، في ليال مقمرة وغير مقمرة، على باب مخلوعة، لا يجنحون الى البر ولا يغرقون، ينظر اليهم ويعجب لإجتماعهم على لوحهم، وكم مرة نظر الى الماء الموار في الحوض الذي تسحب اليه الماكنة الصخابة ماء النهر، ويتدفق الى جداول تتفرع في أنحاء البستان، فيمد يده ويغرف من الماء غرفة يتركها تتبدد من بين أصابعه ويتحسس بإبهامه ما تخلف في باطن كفه من لزوجة خفيفة وذرات ذات ملمس رملي لم يعهدها في ماء النهر من قبل. يرفع بصره ليرى الى أين إتجه الثلاثة هذه المرة، وفي أية إنعطافة من إنعطافات نهر دجلة إختفوا.
حزيران 2017
من مجموعة (ما رواه العجوز حكمان عن الفتى الجميل جوهر) 2018