مزمل الباقر - التسوي كريت في القرض تلقا في جلدا

بالأمس في المؤتمر الصحفي للمجلس العسكري الإنقلابي أعلن الفريق ركن شمس الدين كباشي بطريقة مراوغة كالعادة أعلن عن رفض للمبادرة الاثيوبية بذريعة انها ليست مبادرة من الاتحاد الافريقي وإنما مبادرة من دولة اثيوبيا وهذا نوع من التدخل في شئون السودان. ولأن (حبل الكضب قصير) فقد أشار الفريق ركن / ياسر العطا في مجمل اجابته على سؤال احد الصحفيين أن المبادرة الاثيوبية جاءت تحت مظلة الإتحاد الافريقي وأننا في اللجنة السياسية لم نطلع عليها وكان تبرير العطا انه لابد من دمج المبادرة الافريقية الأولى مع المبادرة الاثيوبية وبالمثل تضارب حديثه الترغيبي في الإشادة بقوى إعلان الحرية والتغيير مع حديث كباشي ذي الطابع الترهيبي لنفس الجهة ( قوى إعلان الحرية والتغيير) وربما النبرة التشكيكية في جدية الأخيرة في الالتزام بالاتفاق..

وكما جرت العادة يجنح أولئك الإنقلابون على ثورة ديسمبر المجيدة إلى التصريحات غير المسؤولة في الحشد الاصطناعي للإدارات الأهلية أو في مؤتمراتهم الصحفية التي تعقد في أجواء هادئة (على العكس تماماً من المخاطبات الجماهيرية لقوى إعلان الحرية والتغيير في ميادين الأحياء التي تفض بالذخيرة الحية المنبعثة من أفراد تاتشرات الجنجويد والأمن ومن عبوات الغاز المسيل للدموع (البمبان) المنبعث من عربات الكجر ( شرطة فض الشغب)..

مثل هذه التصريحات تصريح غير مسؤول للمسؤول الفعلي عن الإبادة الجماعية لأهلي الدارفوريين.. حيث أشار نائب المجلس العسكري الانقلابي الفريق / حميدتي إلى وقوف السودان بقواته ال 30 ألف جندي ضد أي هجوم تتعرض له السعودية فكان الرد الحوثي هذه المرة قاسياً فلم يستهدف مطار أبها السعودي وإنما استهدفت تجمع لجنود سودانيين يأتمرون بأمر من يحارب بالوكالة مقابل حفنة من المال (بتعبير أكثر دقة يأتمرون بأمر قاتل مأجور).. ولعلي اضم خشيتي لخشية الصحفي الحر: محمد الاسباط عندما أوضح في تصريح لقناة الجزيرة الإخبارية من خشيته لتطور الرد الحوثي لضرب السودان نفسه.

مزمل الباقر

ملحوظة لابد منها :

شكرا (بشرى) و ( عمر دفع الله) وأنتم كاريكاتيريا توثقون لحراكنا الشعبي والحلول الأمنية الفاشلة والعقيمة من المجلس العسكري الانقلابي والتي فعلها من قبل رئيسهم الأهبل عمر البشير وفشل في دحر ثورة ديسمبر المجيدة. وشكراً لمجلة التايمز للتوثيق أيضاً

إشارة اخيرة :

العنوان مثل شعبي بالسودان يقابل المثل العربي ( على نفسها جنت براقش).. و (كريت) اسم لصغير الماعز و (القرض) هي ثمار شجرة السنط وتستخدم هذه الثمار في السودان في دباغة الجلود وما فعلته (كريت) في شجرة السنط انها اكلت من ثمارها ثمرة القرض فأصاب جلدها ما أصابه.

مزمل الباقر

24 يونيو2019م

عن الكاتب

كاتب من السودان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى