أنا “ماريا شنيدر"، الممثلة التي لا أعرفها. نعم، لا أعرفها، ولم أرها في أي فيلم؛ لكني سمعت بها من حبيبي، لا أكثر، في محادثة عابرة، ونحن نلتقط أنفاسنا بعد أن هبط عني، مشبعًا ومستمتعًا ومكتفيًا، مشبعةً ومستمتعة ومكتفية. وما يزال أمامنا بقية اليوم لما قد يخطر بالبال. عاريين، نجلس متداخلين، بلا نظام، وما تزال شهوتنا المشتركة - التي تفجرت منذ دقيقة أو اثنتين - تسيل هابطةً على فخذي. مد يده إلى علبة سجائره، وأشعل واحدةً يستمتع بأنفاسها المتصاعدة في فضاء الغرفة المنسية. نتحدث في كل شيء وأي شيء، بلا ترتيب؛ كلمات متقاطعة، وكل ما يمر بالخاطر. ولم يعد أحدٌ منا بحاجة إلى أن يغطي كلماته أو أحاديثه.
- لا تدرين ما الذي فعله مارلون براندو - في فيلم "التانجو الأخير في باريس” - بماريا شنيدر.
استثار انتباهي؛ فلابد أن وراء الملاحظة ما وراءها (كنا ما نزال في بداية علاقتنا الجنسية، وكل منا يكتشف نزوات الآخر وشهواته، وكان يفتح لي أبوابًا مجهولة لم أكن أعرفها طوال حياتي الزوجية الطويلة). كان يتكلم معي في الجنس، بصورة عارية، بلا تحفظات. لكني كنت ما أزال أخجل من نطق الكلمات “الإباحية” المباشرة، حتى ونحن عاريان؛ حتى وماء شهوتنا ما يزال يبلل فخذَيْ، حتى خلال امتطائه لي، وهو يغوص بضرباته في أعماقي. ربما التربية، ربما عدم الاعتياد، وربما… لكنه كان يواصل طريقته في الكلام التي بدأتُ في الاعتياد عليها. وجهتُ إليه نظرتي المتسائلة، بفضول، وانتظار: - كانت على بطنها، على الأرض، ترتدي البنطلون الجينز. دفعها بقوة، فانكفأت على بطنها. هبط بالبنطلون، فبانت مؤخرتها المستديرة المثيرة وسط المشهد. أتى بقطعة زبد، ودسها في الشق الفاصل بين الفلقتين، لتتكفل سخونتها بإذابة الزبد. ركبها، واخترقها بكل قوة. لم أكن قد سمعت بالفيلم، ولا بالمشهد. لكني كنت قادرة على تخيله واستحضاره. وضعتُ نفسي مكان البطلة، وحبيبي مكان براندو. تخيلتُ نفسي أتمدد على بطني له، فإذا به يختار أن يخترقني في بابي الخلفي السري، الذي لم يلمسه رجل من قبل، ويغوص داخلي، يسحقني تحته، ليصل إلى أعماق لا أدري بها، أعماقي المجهولة التي لم أكتشفها من قبل. فكيف يكون إحساس كل منا؟ لابد أنه إحساسٌ فريد، غريب (عمرٌ من الأحاسيس الحامضة، مع زوجي، قبل أن ألتقي بحبيبي. هو الذي فتح مسامي وخلاياي وأيقظ شهواتي؛ هو الذي جعلني أكتشف جسدي، كامرأةً حقيقية شهوانية راغبة دائمًا في الاختراق من كل الأماكن، المعلومة والمجهولة. لا أعرف مذاق الاختراق من الفتحة السرية في الوراء، لكن كل ما يفعله بي يضيء داخلي شهوات وملذات جديدة، لم تخطر لي ببال. ولم يحدث أن خاب ظني، كأنه - في كل حالة جديدة- يغرس شمسًا جديدة في جسدي وشهواتي). أدركت - منذ الوهلة الأولى- ولعه بمؤخرتي. كلما استدرت، أو تحركت، وأنا عارية، ألمح عينيه تحطان عليها، في شغف. أحس بنظراته على بشرتها، تتحسسها، تداعبها، تتحرش بها، تكاد تفشخها لتندس بين الفلقتين الكبيرتين، وتستقر هناك. وكلما كنت بجواره، لم تستطع يده المقاومة، فتمتد إليها، تجول فيها، تستكشف على استحياء الشق السري الذي لم تمتد إليه يد. أعرف أنها جميلة في استدارتها، وحجمها، وتماسكها. هي التي عوضت جماليًّا صغر ثدييَّ، فأصبحت محط نظراته ورغبته المكتومة. مستمتعةٌ بشغفه البصري والجسدي بها، كأن أنوثتي تتجلى فيها، أو هي مركزها. بل إنني أحببتها - أنا نفسي- من نظرته إليها، وشغفه بها. ذلك ما أيقظ إحساسي بها. من قبل، كانت كتلة زائدة في جسدي، لا تلفت أو تغري زوجي الباحث عن المتعة الخاطفة وإطفاء شهوته داخلي بأقصى سرعة. لم يلمسها، لم يتحسسها، لم يتماس أبدًا معها، طوال علاقة عشر سنوات. فهي - بالنسبة له، كرجل - بلا وجود. ذلك ما جعلها- بالنسبة لي، أيضًا- بلا وجود. فالتحقق الأنثوي لا يتم إلا من خلال الرجل. أما الآن - وبعد شهر واحد من خلعي لملابسي لأول مرة في حضور حبيبي- فهي الشهوة القادمة، الرغبة القادمة، البوابة السرية التي ستنفتح عن مصاريعها لاستقبال أول قطرات ندًى تهطل فيها، وترويها من ظمأ طويل طويل. لم أكن بنفس التركيز في استكمال الحديث التالي، بعد أن عبَر الموضوع إلى آخر؛ لكني لم أعبره داخلي؛ فداخلي يمور بالأحاسيس الغامضة، بالصور والتوقعات، بالملذات المجهولة الجسدية والمعنوية. لم تفارقني صورتي الخيالية وأنا مهروسة تحته على وجهي، وهو يخترقني في منتصفي، ويغوص داخلي. صورة غريبة وأحاسيس مبهمة، لكنها مغرية. أسمع عن الوضع، لكن أحدًا لم يتحدث عن الإحساس به. وها هو يدفعني كل يوم وآخر إلى اكتشاف مجهول جديد، كان مجهولاً لي، وتحويله إلى متعة وإدمان. كأني منوَّمة أو مسحورة، نهضتُ إلى المطبخ. فتحت الثلاجة شبه الخاوية، فبان الهدف: قطعة الزبد. أخذتها وعُدت. نظرةٌ مندهشة أطلت من عينيه:
- ألا تريد أن تكون مارلون براندو؟
جلستُ، كما كُنت. وضعت قطعة الزبد الصغيرة الملفوفة في غلاف مفضض في متناول يده. ألقيت نظرةً سرية عليه، بطرف عيني. كان مرتخيًا في قيلولته المشبَعة. لا.. ليس هو وقت القيلولة والراحة والنوم. معي، حالةٌ أخرى. مددتُ يدي أتحسسه، بعد أن اشتعلت الصورة في ذهني، ولم أعد قادرةً على التأجيل. أداعبه، وأدغدغ الخصيتين، فأحس بصحوه التدريجي في يدي، التي تواصل حوارها معه، وهو يستجيب، يكبر بين أصابعي، يشتد عوده، فأمرر يدي على طوله لأتوقف عند الخصيتين والرأس متمهلةً متأنية. حين أحسستُ أنه بكامل انتصابه وقوته، تمددتُ على بطني، وجئت بالوسادة ووضعتُها تحت رأسي، تاركةً له أن يفعل ما يحلو له (هو الذي يعرف، هو الذي يقودني دائمًا إلى الشهوات. فلم أعرف قبله شيئًا. لم يتعجلني في شيء، ولا فرض عليَّ شيئًا. يشير لي إلى الطريق، أو الطريقة، لا أكثر. ولم أكن بحاجة إلى ما هو أكثر، أنا الجائعة الأبدية، وداخلي تسكن شهوات فاجرة. لا أبوح بها، لكني أمضي إليها معه، شرهةً أبدًا). برهة انتظار. لابد أنه يتفرج على الاستدارة التي يحبها؛ هي الآن في اكتمالها أمامه. بارزة عن جسدي، متأهبة منتظرة له. يقول لي إن متعته تبدأ بالبصر ثم اللمس. لكنه عرفها تمامًا، بالاثنين، خلال الأيام السابقة. وأنا في انتظار الثالث والأخير. انتظار وترقب الإحساس المجهول. أصبح جسدي كله مشتعلاً برغبة اليقين، رغبة الاكتشاف. كل مسامي وخلاياي مفتوحة عن آخرها، تتشهَّى الخطوة القادمة. أحسست به يدخل بجسده بين فخذيَّ، من الوراء، وبرودة الزبدة تصطدم بسخونتي فأحس بمذاق لاذع. قشعريرة عبرت جسدي، لكنه سرعان ما استعاد نفسه. راح يدعك الزبدة ويقحمها داخلي، فبدأت في الذوبان. طرف إصبعه يندس ويخرج منزلقًا، كأنه يريد تعويد جسدي على استقبال القادم، وتهيئته له. إحساس بالغرابة، لكن بلا ألم ولا متعة. ينزلق، ويخرج، ينزلق ويخرج. اعتادت الفتحة السرية بالفعل عليه، وأصبح الدخول والخروج أكثر سلاسة من المرة الأولى. سحب إصبعه. أحسستُ به يعلوني دون أن يهبط على جسدي. أصبح سقفًا لي. بين الفلقتين، أحسست باندساسه. تهيج جسدي داخلي باللمسة الأولى. حاولت الانفتاح له أكثر. يضغط ببطء على الفتحة التي تسيل بالزبد. تدخل رأسه بعد برهة. أحس بالاشتعال الذي يسري في أعصابي بهدوء. لكنه يتوقف عن الدفع به. ألتقط أنفاسي. ألم وإثارة! واستغراب! لكن كيف يمكنني أن أتسع له أكثر ليدخل أسهل. لا يفيد أن أفتح فخذيَّ، فماذا؟ أحس به يعود إلى شق طريقه داخلي على مهل، فيعود الاشتعال في أعصابي. أحاول أن أرخي له جسدي، بلا انقباض، حتى لا أعوق دخوله. يواصل طريقه، فأحس بعمود نار يخترقني، يغوص في أعماقي، رويدًا. مزيجٌ غريبٌ من الألم والاستثارة. لو أراد إخراجه الآن، فلَن أمكنه من ذلك، لن أقبل. أريده كاملاً داخلي، وأريد الإحساس كله، بلا نقصان. كأنه يدخل ملليمترًا ملليمترًا، ليخفف جرعة الألم. لا حركة مني، انتظارٌ لاستكماله داخلي. يغوص، والألم الناري يخبو، يخفت، ويغوص. لكنه ما يزال يغوص ويغوص، فهل الطريق طويلٌ إلى هذا الحد؟ أنا، أم هو؟ إلى أين؟ كأنني أتفكك، أضيع، وهو ما يزال يغوص لا يصل إلى نهاية. نعم، لا أحس سوى بنار هادئة تسري في أعضائي، فأفقد السيطرة عليها؛ فما الذي يجري داخلي؟ ما الذي يفعله بي؟ أحس بلمسة جسده على مؤخرتي، فأدرك في خدري أن المشوار قد اكتمل داخلي، أنه بكامله منتصبٌ في أعماقي. نارٌ هادئةٌ تخبو، وأعضائي تبدأ في استعادة التماسك والالتئام. أحافظ على ارتخاء جسدي بلا تشنج أو انقباض عليه. وثقل جسده يضغط على طراوة ردفَيَّ، فينفشخا أكثر إلى اليمين واليسار. يضبط وضع زبه واستقامته داخلي، ووضع جسده فوقي، فأحس به يسيطر عليَّ من كل ناحية؛ صدره على ظَهري، منتصف جسده على طيزي، وفخذاه فوق فخذَيَّ، وساقاه تفشخان ساقيَّ. وأنا تحته مستسلمة لما يريد، ما يحلو له، ما يفعل بي. خاضعة لنزوته الغريبة، عن شهوة وحب. يرتفع جسده قليلاً، فينسحب زبه من داخلي وببطء. أدرك أنه سيكرر ما يفعله معي في الجنس العادي، وأنه سيعيد إدخاله إلى مستقره. يسحبه فلا يبقى داخلي سوى رأسه لا غير. ويعيد بنفس البطء إدخاله من جديد. أحس بطيزي تتسع أكثر له، فيصبح الدخول والخروج أكثر سلاسة، ويتلاشى الألم. ولا يبقى سوى اكتشاف المتعة الفريدة. تتخذ فتحتي السرية، من تلقاء ذاتها، الاتساع المناسب- لا أكثر ولا أقل- لدخوله وخروجه بسلاسة. وبالتأكيد، أحس هو بذلك، لأنه إيقاعه يتزايد قليلاً قليلاً في السرعة والقوة. إحساس غريب لا أستطيع تحديده أو الإمساك به، لكنه يغمرني وأنا تحته مفعولاً فيه بلا حول ولا قوة، سوى الخضوع الكامل والاستسلام لاختراقاته المتوالية، وضرباته التي تصل إلى أعماق الأعماق، حتى لتمس قلبي وروحي. هل يكون غريبًا إن قلت إن زبه يدغدغ روحي وقلبي، ماديًّا؟ يصل إليهما، يتماس معهما، يداعبهما ويتحرش بهما؟ أشياءٌ مجهولة لا أعرفها تصحو داخلي، وهو يخترقني بكامل انتصابه، ويهرس طيزي تحته. لا أفعل شيئًا سوى تلقيه، والمحافظة على وضعي له. نار هادئة تشع من طيزي إلى أنحاء جسدي، أنضج عليها، وأكتشف المجهول، على وضع ضرباته المتزايدة في القوة والسرعة. بضربة واحدة يغوص إلى آخري، إلى أن يحتجزه جسدي عن مزيد من الدخول، بطيزي المرتفعة. بنفس الضربة تنسحق طراوة طيزي تحته وطأة جسده، فأحس بمدى ضعفي وخضوعي، ومدى قوته وسيطرته، وأنه الذي يدخلني من كل أبوابي، المعروفة والمجهولة، يفعل بي ما لا أسأله عنه، كأني مسيرةٌ لا مُخيرة. فكل ما يخطر بباله، كل نزواته.. لي، أنا أنثاه المنتظرة المشتهية. أتخبط تحت ضرباته التي تصل إلى منتهاي، بل أبعد. وأنا تحته أتلقي الضربة تلو الضربة، أتلاطم، أرتج، يكاد يطيح بي، يبعثرني في الفضاء. نعم، أنا مبعثرة في فضاء لم أعرفه من قبل؛ ألوان غريبة تلفني، وسماءٌ قزحية أسبح فيها، أصل ولا أصل، بلا انتهاء. جسدي نارٌ وحريق. وهو يضخ فيها المزيد والمزيد، لا تنطفئ ولا تعلو. تحرقني، تشعلني، ولا أبحث عن ماء. لا أريد ماءً، أريدها كما هي الآن، لا أكثر ولا أقل. أشتعل بنار هادئة تحته. وكلما اخترقني انتصابه تأججت النار، كلما انسحب خبت، لتتأجج من جديد مع اختراقه. لا أريد الانتهاء. يبعثرني ويلملمني، ليبعثرني ويلملمني. كل ضربة أتبعثر تحت قوته وبلوغ انتصابه حافة الروح، ثم أتلملم وأنا أنقبض عليه في انسحابه مني، لا أريد له الخروج، ثم تعود الضربة التالية لتطيح بي، خارج ذاتي.. لا أدري ما الذي يفعله بي، ما الذي يحدث لي، مهروسة كلي تحته، هو الذي يقودني في أقاليم الشهوة الخارقة، في مجاهيل لم تخطر لي ببال، فأكتشف نفسي وذاتي وجسدي وأنحائي السرية النائمة أو المنسية. هكذا، اتسعتُ له وفتحت أبوابي كلها، بلا استثناء. يدخلني أينما يشاء، وقتما يشاء، فيقودني إلى الفراديس التي لم تخطر على بال بشر؛ لا أنهار لبن وعسل، بل تضاريس شهوات وملذات لا يعرفها الخيال والفانتازيا. لا أشبع، ولا تفنَى. ضرباته تتوالى، أقوى وأعمق وأشرس، وانتصابه في أقصاه، يخترقني حتى روح الروح. وجسدي في أقصى صحوته وانتباهه، وتخدره، في نفس الوقت. نشوةٌ غريبة، أو نوعٌ فريد من النشوة التي تحتل الجسد والروح.. لا أريد لها أن تنتهي. نشوة بلا ذروة نهائية أخيرة، أو ذروة متواصلة بلا انقطاع. أسبح فيها أو أرفرف متناثرةً في فضاءات لم تصل إليها طيور أو حلم. ربما هو الحلم. لا.. هو بالفعل الحُلم.. لا أقل. لا أدري ما الذي جرى بعد ذلك. لكني وجدتُ نفسي على نفس الوضع، ألتقط أنفاسي، وهو إلى جواري يدخن سيجارته، مستندًا بظهره إلى الكنبة. خائرة القوى، وبقايا الخدَر ما تزال تحتلني. فما الذي جرى، ما الذي فعله بي؟ أين كنت؟ بذلتُ مجهودًا لأنقلب على ظَهري. أحسستُ بما يسيل من طيزي. أدركتُ أنها شهوته التي قذفها فيها. إحساس لذيذ بهذا البلل. نقلت رأسي من الوسادة إلى بطنه، فوضع يده على رأسي، في حنان ومحبة مشبَعة. فهل كنتُ أريد أن أحقق له شهوته السرية، التي لم يطلبها، أم أحقق لنفسي اكتشافًا ولذة لم أعرفها من قبل؟
.
- لا تدرين ما الذي فعله مارلون براندو - في فيلم "التانجو الأخير في باريس” - بماريا شنيدر.
استثار انتباهي؛ فلابد أن وراء الملاحظة ما وراءها (كنا ما نزال في بداية علاقتنا الجنسية، وكل منا يكتشف نزوات الآخر وشهواته، وكان يفتح لي أبوابًا مجهولة لم أكن أعرفها طوال حياتي الزوجية الطويلة). كان يتكلم معي في الجنس، بصورة عارية، بلا تحفظات. لكني كنت ما أزال أخجل من نطق الكلمات “الإباحية” المباشرة، حتى ونحن عاريان؛ حتى وماء شهوتنا ما يزال يبلل فخذَيْ، حتى خلال امتطائه لي، وهو يغوص بضرباته في أعماقي. ربما التربية، ربما عدم الاعتياد، وربما… لكنه كان يواصل طريقته في الكلام التي بدأتُ في الاعتياد عليها. وجهتُ إليه نظرتي المتسائلة، بفضول، وانتظار: - كانت على بطنها، على الأرض، ترتدي البنطلون الجينز. دفعها بقوة، فانكفأت على بطنها. هبط بالبنطلون، فبانت مؤخرتها المستديرة المثيرة وسط المشهد. أتى بقطعة زبد، ودسها في الشق الفاصل بين الفلقتين، لتتكفل سخونتها بإذابة الزبد. ركبها، واخترقها بكل قوة. لم أكن قد سمعت بالفيلم، ولا بالمشهد. لكني كنت قادرة على تخيله واستحضاره. وضعتُ نفسي مكان البطلة، وحبيبي مكان براندو. تخيلتُ نفسي أتمدد على بطني له، فإذا به يختار أن يخترقني في بابي الخلفي السري، الذي لم يلمسه رجل من قبل، ويغوص داخلي، يسحقني تحته، ليصل إلى أعماق لا أدري بها، أعماقي المجهولة التي لم أكتشفها من قبل. فكيف يكون إحساس كل منا؟ لابد أنه إحساسٌ فريد، غريب (عمرٌ من الأحاسيس الحامضة، مع زوجي، قبل أن ألتقي بحبيبي. هو الذي فتح مسامي وخلاياي وأيقظ شهواتي؛ هو الذي جعلني أكتشف جسدي، كامرأةً حقيقية شهوانية راغبة دائمًا في الاختراق من كل الأماكن، المعلومة والمجهولة. لا أعرف مذاق الاختراق من الفتحة السرية في الوراء، لكن كل ما يفعله بي يضيء داخلي شهوات وملذات جديدة، لم تخطر لي ببال. ولم يحدث أن خاب ظني، كأنه - في كل حالة جديدة- يغرس شمسًا جديدة في جسدي وشهواتي). أدركت - منذ الوهلة الأولى- ولعه بمؤخرتي. كلما استدرت، أو تحركت، وأنا عارية، ألمح عينيه تحطان عليها، في شغف. أحس بنظراته على بشرتها، تتحسسها، تداعبها، تتحرش بها، تكاد تفشخها لتندس بين الفلقتين الكبيرتين، وتستقر هناك. وكلما كنت بجواره، لم تستطع يده المقاومة، فتمتد إليها، تجول فيها، تستكشف على استحياء الشق السري الذي لم تمتد إليه يد. أعرف أنها جميلة في استدارتها، وحجمها، وتماسكها. هي التي عوضت جماليًّا صغر ثدييَّ، فأصبحت محط نظراته ورغبته المكتومة. مستمتعةٌ بشغفه البصري والجسدي بها، كأن أنوثتي تتجلى فيها، أو هي مركزها. بل إنني أحببتها - أنا نفسي- من نظرته إليها، وشغفه بها. ذلك ما أيقظ إحساسي بها. من قبل، كانت كتلة زائدة في جسدي، لا تلفت أو تغري زوجي الباحث عن المتعة الخاطفة وإطفاء شهوته داخلي بأقصى سرعة. لم يلمسها، لم يتحسسها، لم يتماس أبدًا معها، طوال علاقة عشر سنوات. فهي - بالنسبة له، كرجل - بلا وجود. ذلك ما جعلها- بالنسبة لي، أيضًا- بلا وجود. فالتحقق الأنثوي لا يتم إلا من خلال الرجل. أما الآن - وبعد شهر واحد من خلعي لملابسي لأول مرة في حضور حبيبي- فهي الشهوة القادمة، الرغبة القادمة، البوابة السرية التي ستنفتح عن مصاريعها لاستقبال أول قطرات ندًى تهطل فيها، وترويها من ظمأ طويل طويل. لم أكن بنفس التركيز في استكمال الحديث التالي، بعد أن عبَر الموضوع إلى آخر؛ لكني لم أعبره داخلي؛ فداخلي يمور بالأحاسيس الغامضة، بالصور والتوقعات، بالملذات المجهولة الجسدية والمعنوية. لم تفارقني صورتي الخيالية وأنا مهروسة تحته على وجهي، وهو يخترقني في منتصفي، ويغوص داخلي. صورة غريبة وأحاسيس مبهمة، لكنها مغرية. أسمع عن الوضع، لكن أحدًا لم يتحدث عن الإحساس به. وها هو يدفعني كل يوم وآخر إلى اكتشاف مجهول جديد، كان مجهولاً لي، وتحويله إلى متعة وإدمان. كأني منوَّمة أو مسحورة، نهضتُ إلى المطبخ. فتحت الثلاجة شبه الخاوية، فبان الهدف: قطعة الزبد. أخذتها وعُدت. نظرةٌ مندهشة أطلت من عينيه:
- ألا تريد أن تكون مارلون براندو؟
جلستُ، كما كُنت. وضعت قطعة الزبد الصغيرة الملفوفة في غلاف مفضض في متناول يده. ألقيت نظرةً سرية عليه، بطرف عيني. كان مرتخيًا في قيلولته المشبَعة. لا.. ليس هو وقت القيلولة والراحة والنوم. معي، حالةٌ أخرى. مددتُ يدي أتحسسه، بعد أن اشتعلت الصورة في ذهني، ولم أعد قادرةً على التأجيل. أداعبه، وأدغدغ الخصيتين، فأحس بصحوه التدريجي في يدي، التي تواصل حوارها معه، وهو يستجيب، يكبر بين أصابعي، يشتد عوده، فأمرر يدي على طوله لأتوقف عند الخصيتين والرأس متمهلةً متأنية. حين أحسستُ أنه بكامل انتصابه وقوته، تمددتُ على بطني، وجئت بالوسادة ووضعتُها تحت رأسي، تاركةً له أن يفعل ما يحلو له (هو الذي يعرف، هو الذي يقودني دائمًا إلى الشهوات. فلم أعرف قبله شيئًا. لم يتعجلني في شيء، ولا فرض عليَّ شيئًا. يشير لي إلى الطريق، أو الطريقة، لا أكثر. ولم أكن بحاجة إلى ما هو أكثر، أنا الجائعة الأبدية، وداخلي تسكن شهوات فاجرة. لا أبوح بها، لكني أمضي إليها معه، شرهةً أبدًا). برهة انتظار. لابد أنه يتفرج على الاستدارة التي يحبها؛ هي الآن في اكتمالها أمامه. بارزة عن جسدي، متأهبة منتظرة له. يقول لي إن متعته تبدأ بالبصر ثم اللمس. لكنه عرفها تمامًا، بالاثنين، خلال الأيام السابقة. وأنا في انتظار الثالث والأخير. انتظار وترقب الإحساس المجهول. أصبح جسدي كله مشتعلاً برغبة اليقين، رغبة الاكتشاف. كل مسامي وخلاياي مفتوحة عن آخرها، تتشهَّى الخطوة القادمة. أحسست به يدخل بجسده بين فخذيَّ، من الوراء، وبرودة الزبدة تصطدم بسخونتي فأحس بمذاق لاذع. قشعريرة عبرت جسدي، لكنه سرعان ما استعاد نفسه. راح يدعك الزبدة ويقحمها داخلي، فبدأت في الذوبان. طرف إصبعه يندس ويخرج منزلقًا، كأنه يريد تعويد جسدي على استقبال القادم، وتهيئته له. إحساس بالغرابة، لكن بلا ألم ولا متعة. ينزلق، ويخرج، ينزلق ويخرج. اعتادت الفتحة السرية بالفعل عليه، وأصبح الدخول والخروج أكثر سلاسة من المرة الأولى. سحب إصبعه. أحسستُ به يعلوني دون أن يهبط على جسدي. أصبح سقفًا لي. بين الفلقتين، أحسست باندساسه. تهيج جسدي داخلي باللمسة الأولى. حاولت الانفتاح له أكثر. يضغط ببطء على الفتحة التي تسيل بالزبد. تدخل رأسه بعد برهة. أحس بالاشتعال الذي يسري في أعصابي بهدوء. لكنه يتوقف عن الدفع به. ألتقط أنفاسي. ألم وإثارة! واستغراب! لكن كيف يمكنني أن أتسع له أكثر ليدخل أسهل. لا يفيد أن أفتح فخذيَّ، فماذا؟ أحس به يعود إلى شق طريقه داخلي على مهل، فيعود الاشتعال في أعصابي. أحاول أن أرخي له جسدي، بلا انقباض، حتى لا أعوق دخوله. يواصل طريقه، فأحس بعمود نار يخترقني، يغوص في أعماقي، رويدًا. مزيجٌ غريبٌ من الألم والاستثارة. لو أراد إخراجه الآن، فلَن أمكنه من ذلك، لن أقبل. أريده كاملاً داخلي، وأريد الإحساس كله، بلا نقصان. كأنه يدخل ملليمترًا ملليمترًا، ليخفف جرعة الألم. لا حركة مني، انتظارٌ لاستكماله داخلي. يغوص، والألم الناري يخبو، يخفت، ويغوص. لكنه ما يزال يغوص ويغوص، فهل الطريق طويلٌ إلى هذا الحد؟ أنا، أم هو؟ إلى أين؟ كأنني أتفكك، أضيع، وهو ما يزال يغوص لا يصل إلى نهاية. نعم، لا أحس سوى بنار هادئة تسري في أعضائي، فأفقد السيطرة عليها؛ فما الذي يجري داخلي؟ ما الذي يفعله بي؟ أحس بلمسة جسده على مؤخرتي، فأدرك في خدري أن المشوار قد اكتمل داخلي، أنه بكامله منتصبٌ في أعماقي. نارٌ هادئةٌ تخبو، وأعضائي تبدأ في استعادة التماسك والالتئام. أحافظ على ارتخاء جسدي بلا تشنج أو انقباض عليه. وثقل جسده يضغط على طراوة ردفَيَّ، فينفشخا أكثر إلى اليمين واليسار. يضبط وضع زبه واستقامته داخلي، ووضع جسده فوقي، فأحس به يسيطر عليَّ من كل ناحية؛ صدره على ظَهري، منتصف جسده على طيزي، وفخذاه فوق فخذَيَّ، وساقاه تفشخان ساقيَّ. وأنا تحته مستسلمة لما يريد، ما يحلو له، ما يفعل بي. خاضعة لنزوته الغريبة، عن شهوة وحب. يرتفع جسده قليلاً، فينسحب زبه من داخلي وببطء. أدرك أنه سيكرر ما يفعله معي في الجنس العادي، وأنه سيعيد إدخاله إلى مستقره. يسحبه فلا يبقى داخلي سوى رأسه لا غير. ويعيد بنفس البطء إدخاله من جديد. أحس بطيزي تتسع أكثر له، فيصبح الدخول والخروج أكثر سلاسة، ويتلاشى الألم. ولا يبقى سوى اكتشاف المتعة الفريدة. تتخذ فتحتي السرية، من تلقاء ذاتها، الاتساع المناسب- لا أكثر ولا أقل- لدخوله وخروجه بسلاسة. وبالتأكيد، أحس هو بذلك، لأنه إيقاعه يتزايد قليلاً قليلاً في السرعة والقوة. إحساس غريب لا أستطيع تحديده أو الإمساك به، لكنه يغمرني وأنا تحته مفعولاً فيه بلا حول ولا قوة، سوى الخضوع الكامل والاستسلام لاختراقاته المتوالية، وضرباته التي تصل إلى أعماق الأعماق، حتى لتمس قلبي وروحي. هل يكون غريبًا إن قلت إن زبه يدغدغ روحي وقلبي، ماديًّا؟ يصل إليهما، يتماس معهما، يداعبهما ويتحرش بهما؟ أشياءٌ مجهولة لا أعرفها تصحو داخلي، وهو يخترقني بكامل انتصابه، ويهرس طيزي تحته. لا أفعل شيئًا سوى تلقيه، والمحافظة على وضعي له. نار هادئة تشع من طيزي إلى أنحاء جسدي، أنضج عليها، وأكتشف المجهول، على وضع ضرباته المتزايدة في القوة والسرعة. بضربة واحدة يغوص إلى آخري، إلى أن يحتجزه جسدي عن مزيد من الدخول، بطيزي المرتفعة. بنفس الضربة تنسحق طراوة طيزي تحته وطأة جسده، فأحس بمدى ضعفي وخضوعي، ومدى قوته وسيطرته، وأنه الذي يدخلني من كل أبوابي، المعروفة والمجهولة، يفعل بي ما لا أسأله عنه، كأني مسيرةٌ لا مُخيرة. فكل ما يخطر بباله، كل نزواته.. لي، أنا أنثاه المنتظرة المشتهية. أتخبط تحت ضرباته التي تصل إلى منتهاي، بل أبعد. وأنا تحته أتلقي الضربة تلو الضربة، أتلاطم، أرتج، يكاد يطيح بي، يبعثرني في الفضاء. نعم، أنا مبعثرة في فضاء لم أعرفه من قبل؛ ألوان غريبة تلفني، وسماءٌ قزحية أسبح فيها، أصل ولا أصل، بلا انتهاء. جسدي نارٌ وحريق. وهو يضخ فيها المزيد والمزيد، لا تنطفئ ولا تعلو. تحرقني، تشعلني، ولا أبحث عن ماء. لا أريد ماءً، أريدها كما هي الآن، لا أكثر ولا أقل. أشتعل بنار هادئة تحته. وكلما اخترقني انتصابه تأججت النار، كلما انسحب خبت، لتتأجج من جديد مع اختراقه. لا أريد الانتهاء. يبعثرني ويلملمني، ليبعثرني ويلملمني. كل ضربة أتبعثر تحت قوته وبلوغ انتصابه حافة الروح، ثم أتلملم وأنا أنقبض عليه في انسحابه مني، لا أريد له الخروج، ثم تعود الضربة التالية لتطيح بي، خارج ذاتي.. لا أدري ما الذي يفعله بي، ما الذي يحدث لي، مهروسة كلي تحته، هو الذي يقودني في أقاليم الشهوة الخارقة، في مجاهيل لم تخطر لي ببال، فأكتشف نفسي وذاتي وجسدي وأنحائي السرية النائمة أو المنسية. هكذا، اتسعتُ له وفتحت أبوابي كلها، بلا استثناء. يدخلني أينما يشاء، وقتما يشاء، فيقودني إلى الفراديس التي لم تخطر على بال بشر؛ لا أنهار لبن وعسل، بل تضاريس شهوات وملذات لا يعرفها الخيال والفانتازيا. لا أشبع، ولا تفنَى. ضرباته تتوالى، أقوى وأعمق وأشرس، وانتصابه في أقصاه، يخترقني حتى روح الروح. وجسدي في أقصى صحوته وانتباهه، وتخدره، في نفس الوقت. نشوةٌ غريبة، أو نوعٌ فريد من النشوة التي تحتل الجسد والروح.. لا أريد لها أن تنتهي. نشوة بلا ذروة نهائية أخيرة، أو ذروة متواصلة بلا انقطاع. أسبح فيها أو أرفرف متناثرةً في فضاءات لم تصل إليها طيور أو حلم. ربما هو الحلم. لا.. هو بالفعل الحُلم.. لا أقل. لا أدري ما الذي جرى بعد ذلك. لكني وجدتُ نفسي على نفس الوضع، ألتقط أنفاسي، وهو إلى جواري يدخن سيجارته، مستندًا بظهره إلى الكنبة. خائرة القوى، وبقايا الخدَر ما تزال تحتلني. فما الذي جرى، ما الذي فعله بي؟ أين كنت؟ بذلتُ مجهودًا لأنقلب على ظَهري. أحسستُ بما يسيل من طيزي. أدركتُ أنها شهوته التي قذفها فيها. إحساس لذيذ بهذا البلل. نقلت رأسي من الوسادة إلى بطنه، فوضع يده على رأسي، في حنان ومحبة مشبَعة. فهل كنتُ أريد أن أحقق له شهوته السرية، التي لم يطلبها، أم أحقق لنفسي اكتشافًا ولذة لم أعرفها من قبل؟
.