دراسات في التراث لامية المماليك.. عبد الرحمن ابن خلدون

سيدي، والظنون فيك جميلهْ = وأياديك بالأماني كفيلهْ
لا تَحُلْ عن جميل رأيك، إني = ما ليَ اليوم غير رأيك حيله
واصطنعني كما اصطنعت بإسْدا = ءِ يدٍ من شفاعةٍ أو وسيله
لا تُضعني، فلستُ منك مضيعاً = ذمة الحب والأيادي الجميله
وأجِرْني، فالخطب عض بنابيه = وأجرى إلى حمايَ خيولهْ
أُنْهِ أمري إلى الذي جعل الله = أمور الدنيا له مكفوله
وأراه في ملكه الآية الكبرى = فولاه ثم كان مديله
لا تقصِّر في جبر كسري، فما زلت = أرجِّيك للأيادي الطويله
أنا جار لكم منعتم حماه = ونهجتم إلى المعالي سبيله
غاله الدهر في البنين وفي الأه = لِ، وما كان ظنه أن يغوله
ورمته النوى قعيداً قد اجتا = حتْ عليه فروعَه وأصوله
فجذبتم بضبعه وأنلتم = كل ما شاءت العلا أن تُنيله
همة ما عرفتها لسواكم = وأنا من خبرتُ دهري وجيله
والعدا نمّقوا أحاديث إفكٍ = كلها في طرائقٍ معلوله
زعموا أنني أتيت من الأقوا = لِ، ما لا يُظن بي أن أقوله
كيف لي أغمط الحقوق وإني = شكر نعماكم علي الجزيلة
كيف لي أنكر الأيادي التي تع = رفها الشمس والظلال الظليله
إن يكن ذا فقدْ برئتُ من الله = تعالى، وخنتُ جهراً رسوله


.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى