جعفر الديري - الاستشاري الألماني جريجور ميرينج: الكتاب العربي يمثل 1% من الانتاج العالمي

كتب - جعفر الديري

نفى المحلل والاستشاري الألماني "جريجور ميرينج" صحة تقارير الأمم المتحدة حول التنمية البشرية في العالم العربي، لافتا الى أن أرقامها ليست صحيحة، فإنتاج الكتاب في العالم العربي يمثل 1 في المئة من الانتاج العالم للكتب تقريبا، بينما عدد سكان الدول العربية يمثل 5 بالمئة من سكان العالم فهناك فرق بين 1 بالمئة و5 بالمئة.

وأضاف ميرينج –خلال محاضرته "اشكالات الترجمة" في مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث مساء الاثنين 22 نوفمبر تشرين الثاني 2005: عندما نقوم بالنظر الى الاحصائات الموجودة عند منظمة جامعة الدول العربية للتربية والثقافة في تونس، نلاحظ أن معدل الكتب المنشورة في العالم العربي حوالي 4600 كتاب في العام وتأتي على رأسها مصر التي تحتل المركز الأول بانتاج حوالي ألفين أو ثلاثة آلاف عنوان كل عام ثم تأتي بقية البلدان العربية الأخرى ولكن هذه الاحصائات غير دقيقة وبالتالي فالنتائج التي تصل الى الأمم المتحدة أيضا غير مناسبة.

وتابع ميرينج: في دليل المطبوعات العربية بالنسبة للبنان نجد في العامين 2001- 2002 235 عنوان بينما النادي العربي الثقافي في بيروت يشير في احصائياته الى وجود 1500 عنوان في نفس الفترة، وبالنسبة للمغرب فان هناك أرقاما موجودة لا تتفق أيضا مع تقرير الأمم المتحدة فهناك احصاءات تابعة لمؤسسة الملك عبدالعزيز آل سعود في الدار البيضاء وهناك أرقام في دليل المطبوعات العربي تختلف مع تلك الأرقام. لذلك لا نستطيع الثقة بالمصدار الدولية ولا بتقارير الأمم المتحدة خصوصا عندما نشاهد مثلا في المغرب أن هناك ازدهارا للنشر منذ العام 1994 حين تطور العدد الاجمالي للعناوين التي نشرت في المغرب من 312 الى 924 عنوانا ومن هذا الانتاح الاجمالي نجد اللغة العربية تحتل 65 في المئة.

الترجمة والتعريب

وبين الفرق بين مفهومي الترجمة والتعريب بقوله "ان المفهوم الصحيح للتعريب ليس في اعادة التعريب في الفترة ما بعد الاستعمار وانما تحديث اللغة العربية في مجالات مختلفة لم تشهد تحديثا لغويا بسبب وجود الاستعمار خصوصا الفرنسي في شمال أفريقيا وأيضا بوجود الاستعمار البريطاني في المشرق العربي والخليج. وهناك من يستخدم كلمة التعريب كبديل للترجمة. في حين أن الترجمة - بتعريفي الشخصي- هي عملية نقل كلمات ومصطلحات موجودة في اللغة العربية. بينما التعريب هو تحديث لغوي نحو مصطلحات غير موجودة في العربية.

وتابع: هناك طرق مختلفة نحو انشاء كلمات ومصطلحات عربية جديدة وتعود هذه الكلمات والمصطلحات الى كلمات ومصطلحات عربية قديمة ككلمة الجريدة على سبيل المثال. ان عمر التعريب بالتقريب هو أربعون عاما اذ بدأت العملية في المغرب العربي لكننا لم نصل حتى اليوم الى النتائج المطلوبة رغم وجود مكتب تنسيق التعريب في الرباط، وبعض الأنشطة لهذا المكتب كسلسلة المعاجم الموحدة في عدد كبير من المجلات العلمية اذ أن هناك تحديات ومشكلات مرتبطة بتوظيف هذه المعاجم. وهناك مؤتمرات للتعريب وموافقات رسمية على استخدام كلمات ومصطلحات معينة لكن اللغة اليومية لها تأثير أقوى بكثير على تطوير اللغة العربية من مكتب تنسيق التعريب في الرباط فعندما ننظر الى كلمات حديثة نسبيا كالهاتف المتنقل نلاحظ أن هناك مصطلحات مختلفة كالمحمول، الموبايل الخلوي، الجوال والسيار. فعمر الكلمة لا يحدد بالضرورة الوضعية اللغوية بالنسبة الى محاولات توحيد المصطلحات العربية.

قراءة محدودة

وحول أهمية القراءة والكتابة بالنسبة الى مشروعات الترجمة قال ميرينج "ان القراءة والكتابة في العالم العربي مازالت محدودة وأن هناك بلادا متقدمة كفلسطين، الأردن، لبنان، البحرين ودول الخليج الأخرى لكن معدل القدرة على الكتابة في العالم العربي أقل من معدل الدول النامية. فمحاولات تعريب اللغة العربية لها حدود لكون اللغة العربية لغة مكتوبة أساسا، فلكي يتحقق هدف التعريب لابد أن يكون لدى الانسان العربي القدرة على الكتابة ذلك أن استخدام اللهجات المختلفة ليس مرتبطا بعملية التعريب، فعند الجيل الجديد هناك أرقام أعلى وربما يكون ذلك عنصرا مهما بهذا الصدد لأن الشباب يشكلون أكبر جزء في المجتمعات العربية ولكن لابد من القول أن معدل الكتابة والقراءة في العالم العربي تحت معدل الدول النامية الأخرى.

وأضاف حول تجربة المغرب بهذا الصدد: هناك دراسة وتجربة مغربية تقارن بين أفضليات الطلاب وأفضليات رجال أعمال موظفين في الادارة المغربية في استخدام اللغة العربية واللغة الفرنسية فهناك موافقة كبيرة على أن التعريب أساس التنمية والتقدم في المغرب وهناك موافقة على أن الفصحى هي لغة العلوم، ولكن هناك أرقام أخرى تشير الى أن هناك عدم توازن بين الكبار في السن والصغار في السن بينما - وبحسب نظرية التعريب- لابد من أن يكون الجيل الجديد متجه نحو العربي أكثر من الكبار في السن، كما أننا نلاحظ أن هناك جزء كبيرا من الجيل الجديد من الشباب يفكر أكثر من الكبار في السن في أن هناك مشكلات وتحديات خاصة بالنسبة للاستخدام الفعلي للغة العربية. ومما يشير أيضا الى وضع المغرب أن هناك مقارنة العربي والفصحى والفرنسي والانجليزي. فنجد في المغرب أن اللغة المتعلقة بالحداثة هي اللغة الفرنسية ونلاحظ أنه في الأعوام القليلة الماضية هناك توجه نحو اللغة الانجليزية وهذا ليس له تأثير على الثنائية اللغوية الموجودة في المغرب العربي الدارجة والفصحى من ناحية واللغة الفرنسية من ناحية أخرى ولكن هذا يشير الى "البرستيج" الذي يملكه الفرنسي والذي يعود الآن الى اللغة الانجليزية المتطورة، فحتى بالنسبة الى مستقبل المغرب فاللغة الانجليزية تحتل مكانا أكبر من اللغة الفرنسية، ولابد من الاشارة هنا ليس فقط الى كون اللغة الانجليزية تلعب دورا مهما وانما نشير أيضا الى اللغة العربية التي تحتل مكانا أهم في المغرب أكثر مما هي عليه الآن.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى