وللأشياء التي تُصادفنا في مقتبل العمر تأثيرٌ كما السحر..
كأن تتعثر بلحنٍ طروبٍ.. فيميد بك الخاطر.. عفواً عن الصدر تتفتق زهرة..
يزقزق الفؤاد كما عصافير السادسة الممتلئة بالانفعال..
قادرٌ هو –بجدارة – أن يُغير خارطة المكان …
يرتفع قوسه لأعلى..
اشرعُ بالركض..أو هكذا احسب ..
في محض خيالي فقط..
سهلٌ أن تنتقل إليك عدوى العصافير الرقيقة الحالمة.. في صباح يسترق
الأغنيات عفواً..
حين تعثرت ب(أم كلثوم)
لم أكن قد بدأت بترتيب أحاسيسي وإدراك كنهها بعد..
طازجةٌ .. لكن لم يحن بعد أوان قطافها…
اعتدت سماعها منذ نعومة أظافري
أمي كانت تعشقها بشكل خرافي
ولا تحلو الصباحات إلا على صوتها يبعث الدفء بأرجاء المنزل…
لكن يومها أثار ذاك اللحن كامل انتباهي..
لم استطع تجاهله..
تيقظت كل حواسي .. فصرت أُصغي بانتباه المترقبِ..
أكثر ما أثارني هو ذاك البكاء الصادر من الآلات الموسيقية
منذ وهلته الأولى..
كانت وتيرته ترتفع فتعتصر قلبي اعتصاراً
لم أكن افهم ما يحدث لي .. لم أدرك حقا ماهية ما اشعر به…
هل هي فعلا كانت تبكي أم انه كان فقط يُخيل إليّ..
تأكدت من نحيبها حين تصاعدت بشدة ثم بدأت بالخفوت
وبغتة كان يبكي الكمان وحده..
تستجيب له الاوركسترا حينا كأنها تناجيه
ثم تتركه مرة اخري..
حتى تصاعدت من جديد
حينها ازداد شغفي وتلهفي وصرت انتظر الكلمات بفارغ الصبر
علها تشفي غليلي…
وحين صدحت أخيراً
” أمل حياتي .. يا حب غالي ما ينتهيش
يا أحلى غنوة”
كنت اصرخ داخلي : ياااااااه حقا هي أجمل أغنية..!!
كانت الموسيقي تستنطقها .. تستجوبها
فترد عليها للتأكيد
” غنوة …
سمعها قلبي ولا تتنسيش”
أحب تكراراتها .. كأنها تخبرنا :
استمتعوا كما يجب للمتعة أن تكون..
وبداخلي كانت تتصاعد التساؤلات
ومن هذا الذي تستجديه لتظل بحضن قلبه
وكيف يبدو حضن القلب
وهل للقلب حضن؟!
أتراه كحضن أمي الدافئ الروؤف…؟
من هذا الذي جعلها مستعدة و قادرة تماما
أن تستبدل كل عمرها
لأجل فقط أن تحلم بقربه حتي ولو لمدة نهار يتيم …!!
واصلت (ام كلثوم) في إلحاحها حين بكل الحزن كانت تستجدي:
” يا ريت زماني ما يصحنيش”
إلا يوقظها من حلمها
لتظل كأسطورة الأميرة النائمة داخل قصرها
بانتظار قبلة حب. .
إذن: لا فرق بين قُبلة وحُلم !؟!
تتصاعد الموسيقي من جديد لكنها تبدو الآن اقل حزناً
واعرف الآن أن أمل (ام كلثوم) وحياتها
هو حبيبٌ
لا ينقصها شيئا وهي بين يديه…
وان هناك حناناً – غير حنان أمي – يستطيع أن يمنحه لها ذاك الحبيب
وتراهن عليه بحياتها…
حينذاك بدأ قلبي للمرة الأولى بان يرتب نفسه
ويدرك انه سيأتي عليه يوم يهب فيه نفسه لأحدهم
طوعاً واختياراً...
لأن بلقياه قد يلتقي بالأماني بكل وسعها
والدنيا بكل مباهجها
والحب بكل عمقه
والفرح والهناء اللذان لن يعقبهما ندم
وان ضاع العمر…
ذاك هو الحب … وذاك ما خُلق له القلب…!!
الله على (ام كلثوم ) وهي تقدم لي درساً
كنت على استعداد لتلقيه بكل الترحاب والشغف ..
الناي الان يصدح متفرداً علي كل الأنغام بشجنه
تشاركه هي الشجن بإصرار محبب
” وكفاية اصحي علي ابتسامتك بتقولي: يعيش
اسمعها
غنوة بتقولي حبي ما ينتهيش”
ثم تعود لاستجدائها القديم
وأعود انا لأرتب قلبي من جديد…
وفي تحول غريب مريب للإحداث
تتحول الموسيقى إلى حالة توتر متسارع محموم
لكن أخيرا تبدو فيه بصمة الفرح جلية ..
ويكاد ينعدم منه الحزن الذي بدأت به الأغنية
زال العجب حين بررت:
” يا اللي حبك خلي كل الدنيا حب..
يا اللي قربك صحي عمر وصحي قلب…”
ياااااه أيمكن لهذا المسمي (حب) ان يفعل كل ذاك ؟!
وعلاوة على ذلك أيضا فهو بوسعه أن يجعل من الصعوبة بمكان
أن يسمح للمرء إغماض جفنيه
خوفا من أن يغيب جمال المحبوب
شوقاً ولهفة
وتعطشاً للفظة حب لم يسبق لأحد آخر أن قالها…
كأن للحب معاجم نادرة .. وقواميس فريدة
اعتماداً علي روعة المحبوب وتفرده..!!
يتمادى اللحن في الفرح … ثم يهدأ
ليعاود اللحن بكاءه ..
ويصيبني شجنها بالحزن حين تصّر أنه كلما مر العمر وطال
يظل غير كاف لتهب احدهم حباً
غالياً ومتجدداً …
إذن : نحتاج الآلاف من المسمي (حب)
لنحب بصدق؟!
ياااا ربي ما هذه الدوامة التي أقحمت نفسي فيها
كيف عساي أن افهم
أن أدرك .. أن استوعب كل هذا؟!
وحين بدأت أتوه وتتخبط بي الدروب
رحمت قلبي الصغير حين صدحت
“كل نظرة إليك بحبك من جديد وأفضل احبك”
وحين واصلت
” أنا حبيت في عينيك الدنيا كل الدنيا
حتى عوازلي أو حسادي كل الناس حلوين
في عيني حلوين
طول ما عيني شايفة الدنيا وانت قصادي”
ااااااااه
لذا كان يلزمها الكثييير الكثييير الكثييير من الحب
لتتمكن حقاً
أن تبذل كل هذا العطاء…
إذن: الحب رديف للعطاء …
شبيه بالبذل…
قريب من التسامح..
مثله مثل التصالح مع الروح..
الحب كما طبيعتنا الأولى التي خلقنا الله علي فطرتها
ليسمو بنا نحو عليائه
نمجد الواحد الأحد …
الذي خلقنا علي هيئة قلب ينبض…
وقادرا على الحب..!!
” قم للمعلم وفه التبجيلا … كاد المعلم أن يكون رسولا”
كانت ومازالت (ام كلثوم ) رسولا للحب..
ولها امتنان وسعه السماء
لدرسها المبكر الذي فعل بي ما فعل من سحر..
وجعل خاطري عني يميد
وصدري يتفتق عفواً عن ألاف الزهرات … !!
كأن تتعثر بلحنٍ طروبٍ.. فيميد بك الخاطر.. عفواً عن الصدر تتفتق زهرة..
يزقزق الفؤاد كما عصافير السادسة الممتلئة بالانفعال..
قادرٌ هو –بجدارة – أن يُغير خارطة المكان …
يرتفع قوسه لأعلى..
اشرعُ بالركض..أو هكذا احسب ..
في محض خيالي فقط..
سهلٌ أن تنتقل إليك عدوى العصافير الرقيقة الحالمة.. في صباح يسترق
الأغنيات عفواً..
حين تعثرت ب(أم كلثوم)
لم أكن قد بدأت بترتيب أحاسيسي وإدراك كنهها بعد..
طازجةٌ .. لكن لم يحن بعد أوان قطافها…
اعتدت سماعها منذ نعومة أظافري
أمي كانت تعشقها بشكل خرافي
ولا تحلو الصباحات إلا على صوتها يبعث الدفء بأرجاء المنزل…
لكن يومها أثار ذاك اللحن كامل انتباهي..
لم استطع تجاهله..
تيقظت كل حواسي .. فصرت أُصغي بانتباه المترقبِ..
أكثر ما أثارني هو ذاك البكاء الصادر من الآلات الموسيقية
منذ وهلته الأولى..
كانت وتيرته ترتفع فتعتصر قلبي اعتصاراً
لم أكن افهم ما يحدث لي .. لم أدرك حقا ماهية ما اشعر به…
هل هي فعلا كانت تبكي أم انه كان فقط يُخيل إليّ..
تأكدت من نحيبها حين تصاعدت بشدة ثم بدأت بالخفوت
وبغتة كان يبكي الكمان وحده..
تستجيب له الاوركسترا حينا كأنها تناجيه
ثم تتركه مرة اخري..
حتى تصاعدت من جديد
حينها ازداد شغفي وتلهفي وصرت انتظر الكلمات بفارغ الصبر
علها تشفي غليلي…
وحين صدحت أخيراً
” أمل حياتي .. يا حب غالي ما ينتهيش
يا أحلى غنوة”
كنت اصرخ داخلي : ياااااااه حقا هي أجمل أغنية..!!
كانت الموسيقي تستنطقها .. تستجوبها
فترد عليها للتأكيد
” غنوة …
سمعها قلبي ولا تتنسيش”
أحب تكراراتها .. كأنها تخبرنا :
استمتعوا كما يجب للمتعة أن تكون..
وبداخلي كانت تتصاعد التساؤلات
ومن هذا الذي تستجديه لتظل بحضن قلبه
وكيف يبدو حضن القلب
وهل للقلب حضن؟!
أتراه كحضن أمي الدافئ الروؤف…؟
من هذا الذي جعلها مستعدة و قادرة تماما
أن تستبدل كل عمرها
لأجل فقط أن تحلم بقربه حتي ولو لمدة نهار يتيم …!!
واصلت (ام كلثوم) في إلحاحها حين بكل الحزن كانت تستجدي:
” يا ريت زماني ما يصحنيش”
إلا يوقظها من حلمها
لتظل كأسطورة الأميرة النائمة داخل قصرها
بانتظار قبلة حب. .
إذن: لا فرق بين قُبلة وحُلم !؟!
تتصاعد الموسيقي من جديد لكنها تبدو الآن اقل حزناً
واعرف الآن أن أمل (ام كلثوم) وحياتها
هو حبيبٌ
لا ينقصها شيئا وهي بين يديه…
وان هناك حناناً – غير حنان أمي – يستطيع أن يمنحه لها ذاك الحبيب
وتراهن عليه بحياتها…
حينذاك بدأ قلبي للمرة الأولى بان يرتب نفسه
ويدرك انه سيأتي عليه يوم يهب فيه نفسه لأحدهم
طوعاً واختياراً...
لأن بلقياه قد يلتقي بالأماني بكل وسعها
والدنيا بكل مباهجها
والحب بكل عمقه
والفرح والهناء اللذان لن يعقبهما ندم
وان ضاع العمر…
ذاك هو الحب … وذاك ما خُلق له القلب…!!
الله على (ام كلثوم ) وهي تقدم لي درساً
كنت على استعداد لتلقيه بكل الترحاب والشغف ..
الناي الان يصدح متفرداً علي كل الأنغام بشجنه
تشاركه هي الشجن بإصرار محبب
” وكفاية اصحي علي ابتسامتك بتقولي: يعيش
اسمعها
غنوة بتقولي حبي ما ينتهيش”
ثم تعود لاستجدائها القديم
وأعود انا لأرتب قلبي من جديد…
وفي تحول غريب مريب للإحداث
تتحول الموسيقى إلى حالة توتر متسارع محموم
لكن أخيرا تبدو فيه بصمة الفرح جلية ..
ويكاد ينعدم منه الحزن الذي بدأت به الأغنية
زال العجب حين بررت:
” يا اللي حبك خلي كل الدنيا حب..
يا اللي قربك صحي عمر وصحي قلب…”
ياااااه أيمكن لهذا المسمي (حب) ان يفعل كل ذاك ؟!
وعلاوة على ذلك أيضا فهو بوسعه أن يجعل من الصعوبة بمكان
أن يسمح للمرء إغماض جفنيه
خوفا من أن يغيب جمال المحبوب
شوقاً ولهفة
وتعطشاً للفظة حب لم يسبق لأحد آخر أن قالها…
كأن للحب معاجم نادرة .. وقواميس فريدة
اعتماداً علي روعة المحبوب وتفرده..!!
يتمادى اللحن في الفرح … ثم يهدأ
ليعاود اللحن بكاءه ..
ويصيبني شجنها بالحزن حين تصّر أنه كلما مر العمر وطال
يظل غير كاف لتهب احدهم حباً
غالياً ومتجدداً …
إذن : نحتاج الآلاف من المسمي (حب)
لنحب بصدق؟!
ياااا ربي ما هذه الدوامة التي أقحمت نفسي فيها
كيف عساي أن افهم
أن أدرك .. أن استوعب كل هذا؟!
وحين بدأت أتوه وتتخبط بي الدروب
رحمت قلبي الصغير حين صدحت
“كل نظرة إليك بحبك من جديد وأفضل احبك”
وحين واصلت
” أنا حبيت في عينيك الدنيا كل الدنيا
حتى عوازلي أو حسادي كل الناس حلوين
في عيني حلوين
طول ما عيني شايفة الدنيا وانت قصادي”
ااااااااه
لذا كان يلزمها الكثييير الكثييير الكثييير من الحب
لتتمكن حقاً
أن تبذل كل هذا العطاء…
إذن: الحب رديف للعطاء …
شبيه بالبذل…
قريب من التسامح..
مثله مثل التصالح مع الروح..
الحب كما طبيعتنا الأولى التي خلقنا الله علي فطرتها
ليسمو بنا نحو عليائه
نمجد الواحد الأحد …
الذي خلقنا علي هيئة قلب ينبض…
وقادرا على الحب..!!
” قم للمعلم وفه التبجيلا … كاد المعلم أن يكون رسولا”
كانت ومازالت (ام كلثوم ) رسولا للحب..
ولها امتنان وسعه السماء
لدرسها المبكر الذي فعل بي ما فعل من سحر..
وجعل خاطري عني يميد
وصدري يتفتق عفواً عن ألاف الزهرات … !!