ها أنت تقف وحيدا وسط الجسر الذي شهد ردة فعلها التي لم تكن تتوقعها أو أنك توقعهتا لكنك تعمدت عدم الركون لتفاصيل اللحظة لكونها عودتك بعد كل مشادة تنشأ بينكما تخرج لبعض الوقت ثم تدخل عليها آخر الليل تحمل وردة حمراء تهرع هي إليك وتأخذك في حضنها وتنامان. لكن في ذلك اليوم وأنت تقف وسط الجسر فاجأتك تماما. رفعت السبابة لأول مرة في وجهك وعضت شفتيها: أنت... أنت.. أنت ولا شيء.
ثم ابتلعت شيئا بدا مرا وانسحبت مسرعة من أمامك. أطرقت طويلا وصوتها لا يزال يرن في أذنك; ورحت تنصت لصوت لا تدري من أين يأتي هل هو من دواخلك أم من أولئك الذين كانوا يحسدونك عليها كما كنت تظن: قبل أن تأتي لهذه المدينة العائمة; حينما كنت تشاهد لها لقطة عابرة في التلفاز تشك أنها لا محالة صور مركبة; أبدع في تصميمها أحد الهواة المهوسين بالرسم على الماء.
هي لم تفعل لك شيئا سوى أنها أرادت اخراجك من تلك القوقعة التي كنت تعيش بداخلها. أخذتك إلى حفل الأبورا و مسرح دوفيبان; وورشة الرسم التراجيدي الحر التي نظمها طلاب كلية الفنون الجميلة في الفناء الخارجي. أنت الذي تستحي من أعضاء جسمك وجدت نفسك أمام سيدة ورجل يقفان عاريان تماما. ومع أنك حاولت التملص; لكنها أقنعتك أن الأمر عادي. ضحكت عليك وأنت تقف كطفل يغطي وجهه بكفيه. لكنك كنت طفل مخادع; انتهزت فرصة إنشغالها بالرد على مكالمة هاتفية; واسترقت النظر. لا تستطيع أن تنكر; لقد ضبطتك بنفسها متلبسا. كنت تنظر من خلال أصابعك إليها; تلك النظرة الخاطفة عرت دواخلك كرجل شرقي يبيح لنفسه فعل أشياء كثيرة في السر.
تنبهت بعدة فترة ولمحتها من بعيد تترنح تحت ثقل الصدمة تحاول عبور الشارع; وربما بقايا ذلك الطعم المر لا تزال تموج في فمها.
هل بصقت في وجهك قبل أن تتركك وترحل؟
لا تخجل لم يكن ثمة من أحد يرقبكما في ذلك الجسر المعلق. إذن لماذا تلفت حولك؟ من المؤكد أنك سمعت صوت القطار وهو يقترب وأنت لا تزال تقف هناك أعلى الجسر.
في ذلك اليوم في فناء كلية الفنون أدركت أنك ستحضر لهذا المكان مرة أخرى; رأت جوعك وتلك النظرة المتوحشة تنهش جسد المرأة العاري. هل كنت تعرفها من قبل؟ هي أرادت أن تفاجئك; ماذا بك؟ لطالما أحببت أفعالها الجنونية. كنت تقف أسفل البناية حيث تعمل تنتظر سيارة أجرة تحتمي بها من زخات المطر. نزلت وفي يدها مظلة; فردتها فوق رأسيكما; وسرتما كتف بكتف إلى موقف الحافلات القريب. عندما صعدت على متن الحافلة وجلست على أقرب مقعد; كنت مبللا وتشعر بالبرد يتغلغل في مفاصلك; بينما جلست هي بجوارك وكانت تشعر بالدفء; أشعلت سيجارة برغم لوحة ممنوع التدخين المعلقة في واجهة الحافلة; وراحت تحدثك عن الرسم الحر. عندما وصلت إلى البيت وتحسست جسمك; اكتشفت أنها سرقتك. شعرت بالزهو تمددت في السرير وصوت ماكر يهمس في أذنك: قلبك الآن بين يديها تقلبه كمحفظة; تنفض جيوبه تبحث عن السر.
تبتسم وتقول بثقة: لن تجد شيئا. صورة قديمة وبعض الفكة.
والقطار يزمجر عند مدخل الجسر الحديدي; تتذكر الصورة القديمة; تخرجها من جيب السترة; تتأملها جيدا ثم تفلتها من يدك; تنظر إليها تتهادى مع الريح; وقبل أن تسقط في النهر وتحملها موجة عابرة; مر القطار مسرعا علي الجسر.
ثم ابتلعت شيئا بدا مرا وانسحبت مسرعة من أمامك. أطرقت طويلا وصوتها لا يزال يرن في أذنك; ورحت تنصت لصوت لا تدري من أين يأتي هل هو من دواخلك أم من أولئك الذين كانوا يحسدونك عليها كما كنت تظن: قبل أن تأتي لهذه المدينة العائمة; حينما كنت تشاهد لها لقطة عابرة في التلفاز تشك أنها لا محالة صور مركبة; أبدع في تصميمها أحد الهواة المهوسين بالرسم على الماء.
هي لم تفعل لك شيئا سوى أنها أرادت اخراجك من تلك القوقعة التي كنت تعيش بداخلها. أخذتك إلى حفل الأبورا و مسرح دوفيبان; وورشة الرسم التراجيدي الحر التي نظمها طلاب كلية الفنون الجميلة في الفناء الخارجي. أنت الذي تستحي من أعضاء جسمك وجدت نفسك أمام سيدة ورجل يقفان عاريان تماما. ومع أنك حاولت التملص; لكنها أقنعتك أن الأمر عادي. ضحكت عليك وأنت تقف كطفل يغطي وجهه بكفيه. لكنك كنت طفل مخادع; انتهزت فرصة إنشغالها بالرد على مكالمة هاتفية; واسترقت النظر. لا تستطيع أن تنكر; لقد ضبطتك بنفسها متلبسا. كنت تنظر من خلال أصابعك إليها; تلك النظرة الخاطفة عرت دواخلك كرجل شرقي يبيح لنفسه فعل أشياء كثيرة في السر.
تنبهت بعدة فترة ولمحتها من بعيد تترنح تحت ثقل الصدمة تحاول عبور الشارع; وربما بقايا ذلك الطعم المر لا تزال تموج في فمها.
هل بصقت في وجهك قبل أن تتركك وترحل؟
لا تخجل لم يكن ثمة من أحد يرقبكما في ذلك الجسر المعلق. إذن لماذا تلفت حولك؟ من المؤكد أنك سمعت صوت القطار وهو يقترب وأنت لا تزال تقف هناك أعلى الجسر.
في ذلك اليوم في فناء كلية الفنون أدركت أنك ستحضر لهذا المكان مرة أخرى; رأت جوعك وتلك النظرة المتوحشة تنهش جسد المرأة العاري. هل كنت تعرفها من قبل؟ هي أرادت أن تفاجئك; ماذا بك؟ لطالما أحببت أفعالها الجنونية. كنت تقف أسفل البناية حيث تعمل تنتظر سيارة أجرة تحتمي بها من زخات المطر. نزلت وفي يدها مظلة; فردتها فوق رأسيكما; وسرتما كتف بكتف إلى موقف الحافلات القريب. عندما صعدت على متن الحافلة وجلست على أقرب مقعد; كنت مبللا وتشعر بالبرد يتغلغل في مفاصلك; بينما جلست هي بجوارك وكانت تشعر بالدفء; أشعلت سيجارة برغم لوحة ممنوع التدخين المعلقة في واجهة الحافلة; وراحت تحدثك عن الرسم الحر. عندما وصلت إلى البيت وتحسست جسمك; اكتشفت أنها سرقتك. شعرت بالزهو تمددت في السرير وصوت ماكر يهمس في أذنك: قلبك الآن بين يديها تقلبه كمحفظة; تنفض جيوبه تبحث عن السر.
تبتسم وتقول بثقة: لن تجد شيئا. صورة قديمة وبعض الفكة.
والقطار يزمجر عند مدخل الجسر الحديدي; تتذكر الصورة القديمة; تخرجها من جيب السترة; تتأملها جيدا ثم تفلتها من يدك; تنظر إليها تتهادى مع الريح; وقبل أن تسقط في النهر وتحملها موجة عابرة; مر القطار مسرعا علي الجسر.