في الثامنة والنصف انطلقنا، استقلت كل مجموعة سيارة منفصلة يقودها أحد متطوعي الجمعية الذي يحصل في نهاية اليوم على مبلغ رمزي لا يتجاوز 10 يورو من كل راكب نظير الوقود الذي استهلكته الرحلة.
جاء توزيعنا مع داريو، الستيني الأنيق صاحب البشرة الحساسة والمتشدد في إجراءاته الاحترازية ضد أشعة الشمس.
كنا أول من وصل إلى نقطة التجمع الثانية وبصحبتنا روسانا، المدرسة المخضرمة، ومانويلا الفتاة الضخمة التي تشبه لاعبات كمال الأجسام وزوجها الذي يفوقها حجما ويبدو طوال الوقت كما لو كان لم يفق من نومه بعد.
بعد ساعة ونصف من القيادة السلسة الهادئة بالسيارة خارج روما، كنا نسير في موكب طويل بمحاذاة البحيرة.
غير بعيد لاحت قمة جبل شرشيو الرمادية بوعودها الغامضة، كانت "فيدر تراك" قد نظمت رحلة لصعود الجبل سيرا على الأقدام عبر دروب قديمة والمبيت على شرفه، ثم العودة في اليوم التالي.
قالت مانويلا:
- كان يوما لا يُنسى.
وعقّب زوجها وهو يهش نحلة مزعجة:
- نعم بالطبع، كيف يُنسى وقد أيقظتي المخيم كله حين كنت تقضين حاجتك و رأيتِ شيئا يشبه الذئب!
حين أفاقت من غفوتها، أغرقتني كارلا بموج عينيها الأزرق الهادئ المتكاسل.
- ما الذي يدور هنا بالضبط ؟
تساءلت و هي تحدق في عينيّ المفتوحتين باتساع "داء الفكر " الذي طالما دعت أمي الله أن يجنبني ويلاته، ومن الواضح أنه لم يستجب لتوسلاتها. أضافت و هي تدق على جبيني:
- ألا يمكن أن تطفئ قليلا هذه الشاشة التي لا تكف عن الاشتعال أبدا.
جاء توزيعنا مع داريو، الستيني الأنيق صاحب البشرة الحساسة والمتشدد في إجراءاته الاحترازية ضد أشعة الشمس.
كنا أول من وصل إلى نقطة التجمع الثانية وبصحبتنا روسانا، المدرسة المخضرمة، ومانويلا الفتاة الضخمة التي تشبه لاعبات كمال الأجسام وزوجها الذي يفوقها حجما ويبدو طوال الوقت كما لو كان لم يفق من نومه بعد.
بعد ساعة ونصف من القيادة السلسة الهادئة بالسيارة خارج روما، كنا نسير في موكب طويل بمحاذاة البحيرة.
غير بعيد لاحت قمة جبل شرشيو الرمادية بوعودها الغامضة، كانت "فيدر تراك" قد نظمت رحلة لصعود الجبل سيرا على الأقدام عبر دروب قديمة والمبيت على شرفه، ثم العودة في اليوم التالي.
قالت مانويلا:
- كان يوما لا يُنسى.
وعقّب زوجها وهو يهش نحلة مزعجة:
- نعم بالطبع، كيف يُنسى وقد أيقظتي المخيم كله حين كنت تقضين حاجتك و رأيتِ شيئا يشبه الذئب!
حين أفاقت من غفوتها، أغرقتني كارلا بموج عينيها الأزرق الهادئ المتكاسل.
- ما الذي يدور هنا بالضبط ؟
تساءلت و هي تحدق في عينيّ المفتوحتين باتساع "داء الفكر " الذي طالما دعت أمي الله أن يجنبني ويلاته، ومن الواضح أنه لم يستجب لتوسلاتها. أضافت و هي تدق على جبيني:
- ألا يمكن أن تطفئ قليلا هذه الشاشة التي لا تكف عن الاشتعال أبدا.