أفاق من نومه مذعورًا.
فتح عينيه بصعوبة وهو بفركهما بطرف إصبعه. كانت أمه تحدق في وجهه وهي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، تلمست جبينه بباطن كفها:
-كنت تهذي طوال الليل.
نهض من السرير واتجه إلى الحمّام. أدرك وهو يغتسل أن حياة الإنسان في بعض مناطق هذا العالم الفسيح لا تزيد في قيمتها عن قشرة بصل. كان والده يردد دائمًا مثل هذا القول قبل أن يقتله رصاص الأعداء على النهر. لم يكن والده يحمل فلسفة خاصة في الحياة؛ ومع ذلك، علمته سنوات الفقر الطويلة، والخضوع المر للحكومات المتعاقبة أن يستنتج أفكارًا صائبة في بعض الأحيان.
غادر الحمام ودلف إلى غرفة الضيوف؛ صورة أبيه ذات الإطار الأسود معلقة على صدر الحائط وقد علاها الغبار، شعر بالذنب لأن أباه لم يظفر بجنازة لائقة، ويبدو أن أمه ساورها الشعور نفسه، فراحت تستغل كل فرصة لتوجه الحديث صوب مآثر زوجها الشهيد.
اقترب من الصورة وأزال ذرات ا لغبار المتراكمة على إطارها؛ وفي الأثناء وطن نفسه على الاعتقاد بأنه يحتاج إلى إرادة قوية لكي يتحدى الصعاب ويواصل المسيرة، ولذلك لم يشأ أن يخبر أمه بأمر التبليغ الذي استلمه البارحة من مركز الشرطة؛ فهو لا يحب الاستماع إلى مواعظها، وقرّر الذهاب إليهم من دون علمها؛ وهكذا طلب منها فقط أن توقظه في وقت مبكر.
فتح النافذة التي تطل على بيت الجيران؛ تنحنح بصوت مقصود، لم تصعد ابنة الجيران إلى سطح البيت، فالوقت ما زال مبكرًا، وهي في العادة تصعد في الساعة الثامنة؛ تنشر على حبل الغسيل بعض الثياب ثم تنصرف.
تنغّص وتساءل عن الحكمة من خلق النساء ما دام حتى الآن لم يتعرّف إلى امرأة تكون شريكته في هذه الحياة القاسية. بذل جهودًا مضنية؛ ضاعت كلها سدى، بحثًا عن شريكة العمر، لكنه تجنب دومًا الاقتراب من البنات المنحدرات من أسر عريقة في الحفاظ على الشرف الرفيع؛ حدّ استخدام السكاكين وإراقة الدماء لدى أي التباس في العلاقة. كان يرتعب من مجرد التفكير بتلقي طعنة في الخاصرة لأنه غمز بعينه لإحدى البنات.
ابنة الجيران تبادله نظرات حيية، وحتى اللحظة لم تتجاسر على الاقتراب منه؛ ولم يتجاسر هو الآخر على الاقتراب منها، رغم أن أباها يبدو وادع المظهر وأخوتها صغار السن لا يفكرون بعد باستخدام السكاكين.
دخلت الأم خفيفة الخطو وأزاحته من النافذة، ثم أغلقتها:
-هذه النافذة يجب ألا تفتح أبدًا.
ثم عادت إلى المطبخ؛ وظل هو منطرحًا فوق أحد المقاعد تلوب في صدره أقذع الشتائم. انبعث من مكان ما في البيت صوت المذياع، يضغط المذيع على الكلمات بطريقة متبجحة. نهض أحمد محنقًا: إنهم لا يكفون عن الكذب. مضى نحو المذياع وأخرسه في عصبية ظاهرة.
أطلت الأم من باب المطبخ؛ وكانت تحتشد في رأسها أفكار عدة:
-هذه البنت لا تناسبك، كم مرة قلت لك هذا الكلام؟! تركب البسكليت والكرسي يدخل بين فخذيها دون حياء.
أضافت:
-سوف أخطب لك ابنة خالك.
-لن أخطب ابنة خالي.
ارتدى ملابسة على عجل؛ اعترضته أمه وهو يحاول الخروج:
-عليك أن تتناول طعام الفطور.
رفض الانصياع لرغبتها وخرج؛ مضى إلى مركز المدينة، توقف عند بائع الصحف، تناول صحيفته اليومية، وحينما همّ بالابتعاد سأله البائع:
-ما هي أخبارك؟
-لا جديد.
مضى متمهلاً وهو يتصفح العناوين البارزة، ولم يجزم إن كان بائع الصحف يعمل مخبرًا؛ فقد يكون أصدقاؤه مبالغين بعض الشيء فيما قالوه عنه. دخل المقهى؛ طلب فنجانًا من القهوة، انهمك يقلب أوراق الصحيفة: قطع أراضٍ للبيع، مطلوب سكرتيرة، أفخر أنواع الأجواخ الانكليزية تجدونها في محلاتنا، ثم قفز قليه إلى حلقه حينما قرأ: براءة واستنكار. ارتشف قهوته بعصبية والتقطت عيناه الحروف الكريهة: أنا.. أستنكر كل الأحزاب وخاصة الحزب.. الهدام.
التصقت حثالة الفنجان بحلقه فأخذ يسعل. كوّر الصحيفة بين يديه، ضغط عليها، طوّح بها في عرض الشارع، مرت سيارة بمحاذاتها، تمنى أن تصعد العجلة فوقها وتسويها بالإسفلت، لكنها ضربتها من جانب، فانقذفت بعيدًا لصق الرصيف؛ شعر بتأنيب ضمير؛ حملها وألقى بها في حاوية قريبة للقمامة.
تسكع في شوارع متطاولة؛ وتلهى بتأمل أجساد النساء، وتذكر أنه لم يتزوج حتى الآن؛ وبعد شهرين يحل عيد ميلاده الخامس والثلاثين. اعتقد أن ذلك لا يحدث صدفة، وصل به التفكير حد اتهام مؤسسات كبرى تتآمر على الإنسان في هذه البقعة من الكون، فتحيل حياته إلى كومة من نثارة الخشب؛ وذهبت به اللهفة إلى المرأة حدّ الاعتقاد أنها هي الجنة التي جاء ذكرها في الكتب المقدسة، فقرر ألا يستسلم لليأس.
اتجه إلى البناية الفخمة المتجهمة ذات النوافذ الصغيرة؛ قال للحارس:
-أنا مطلوب.
حدّق فيه باستخفاف:
-ماذا؟
-لديّ مقابلة هنا.
ساروا به عبر دهاليز طويلة؛ بدأ الخوف ينغل في عروقه كالحشرات المتراكضة. إنها المرة الأولى التي يأتي فيها إلى هذه البناية. حاول أن يقنع نفسه بكلمات تلفظت بها شفتاه في خفوت: أنت صاحب قضية. لكن خوفه ظل يتصاعد.
أدخلوه غرفة واسعة؛ فيها رجل يتلهى بالنظر إلى مجلة ملونة، حدجه الرجل بنظرة قاسية وسأله:
-أين تقضي أوقات فراغك؟
-في البيت.
-وغير البيت؟
-في المقهى أحيانًا.
-مع من تجلس في المقهى؟
-أجلس وحدي.
-أنت تكذب، تذكّر جيدًا.
-كما قلت لك؛ أجلس وحدي.
-ماذا تفعل وحدك؟
-أتأمل الدنيا من حولي.
دخل رجل آخر ضخم الجثة مفتول الذراعين، حدّق في وجه أحمد تحديقة عدائية. تبادل مع الرجل الأول نظرات مثيرة للقلق. قال الأول:
-هيّا قل له ما ذكرته لي لعله يصدقك.
ارتبك أحمد وقال:
-ليس لدي ما أقوله؛ ماذا أقول له؟
صاح فيه الثاني:
-اخرس؛ هل تعتقد أنك في خان. هيّا تكلم.
ابتلغ أحمد ريقه:
-قلت إنني أقضي أوقات فراغي في البيت وأحيانًا في المقهى.
سكت أحمد، وقال الأول:
-أكمل؛ ماذا قلت أيضًا؟
-أجلس وحدي؛ أتأمل الدنيا من حولي.
احتدّ الثاني ولوح بعضلات يده أمام وجه أحمد:
-ولماذا تتأمل الدنيا من حولك؟
-التأمل ضروري للإنسان.
صفعه الثاني على وجهه:
-نعم، نعم، هل تعتقد أننا سندخل معك في جدل فلسفي؟!
ارتجف أحمد؛ حلت لحظات صمت. انفتح الباب ودخل رجل ثالث، نظر في وجه أحمد المحتقن؛ كانت عيناه تنمان عن شفقة وعطف. قال للرجلين الآخرين:
-إذا سمحتما؛ اخرجا وسأبقى معه.
انصفق الباب بهدوء، وقال الثالث:
-أنتم لا تتعاونون معنا، ولهذا تحدث أمور مزعجة.
وبعد لحظة:
-اسمع؛ لا أريد منك شيئًا كثيرًا، تصفي حسابك وتخرج.
-أي حساب؟
قال في هدوء مشوب بالتوتر:
-لا تتظاهر بالتغابي؛ نريد منك معلومات.
-أية معلومات؟
احتذّ الثالث وصاح فيه:
-أما حيوان صحيح؛ أصدقاؤك، معارفك، علاقاتك، كل شيء، فهمت؟
شعر أحمد لأول مرة أن خوفه ينقشع كغمامة صيف، وأدرك أنه محشور في زاوية ضيقة، وليس أمامه سوى المواجهة، وليكن ما يكون، قال في ثبات:
-لا أعرف شيئًا.
انفتح الباب. دخل رجال ثلاثة.
تحلقوا حوله. انهالوا عليه يضربونه بضراوة وهو يغتسل بدمه.
- الغسيل
قصة قصيرة لم تنشر في أي من كتب القاص محمود شقير
فتح عينيه بصعوبة وهو بفركهما بطرف إصبعه. كانت أمه تحدق في وجهه وهي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، تلمست جبينه بباطن كفها:
-كنت تهذي طوال الليل.
نهض من السرير واتجه إلى الحمّام. أدرك وهو يغتسل أن حياة الإنسان في بعض مناطق هذا العالم الفسيح لا تزيد في قيمتها عن قشرة بصل. كان والده يردد دائمًا مثل هذا القول قبل أن يقتله رصاص الأعداء على النهر. لم يكن والده يحمل فلسفة خاصة في الحياة؛ ومع ذلك، علمته سنوات الفقر الطويلة، والخضوع المر للحكومات المتعاقبة أن يستنتج أفكارًا صائبة في بعض الأحيان.
غادر الحمام ودلف إلى غرفة الضيوف؛ صورة أبيه ذات الإطار الأسود معلقة على صدر الحائط وقد علاها الغبار، شعر بالذنب لأن أباه لم يظفر بجنازة لائقة، ويبدو أن أمه ساورها الشعور نفسه، فراحت تستغل كل فرصة لتوجه الحديث صوب مآثر زوجها الشهيد.
اقترب من الصورة وأزال ذرات ا لغبار المتراكمة على إطارها؛ وفي الأثناء وطن نفسه على الاعتقاد بأنه يحتاج إلى إرادة قوية لكي يتحدى الصعاب ويواصل المسيرة، ولذلك لم يشأ أن يخبر أمه بأمر التبليغ الذي استلمه البارحة من مركز الشرطة؛ فهو لا يحب الاستماع إلى مواعظها، وقرّر الذهاب إليهم من دون علمها؛ وهكذا طلب منها فقط أن توقظه في وقت مبكر.
فتح النافذة التي تطل على بيت الجيران؛ تنحنح بصوت مقصود، لم تصعد ابنة الجيران إلى سطح البيت، فالوقت ما زال مبكرًا، وهي في العادة تصعد في الساعة الثامنة؛ تنشر على حبل الغسيل بعض الثياب ثم تنصرف.
تنغّص وتساءل عن الحكمة من خلق النساء ما دام حتى الآن لم يتعرّف إلى امرأة تكون شريكته في هذه الحياة القاسية. بذل جهودًا مضنية؛ ضاعت كلها سدى، بحثًا عن شريكة العمر، لكنه تجنب دومًا الاقتراب من البنات المنحدرات من أسر عريقة في الحفاظ على الشرف الرفيع؛ حدّ استخدام السكاكين وإراقة الدماء لدى أي التباس في العلاقة. كان يرتعب من مجرد التفكير بتلقي طعنة في الخاصرة لأنه غمز بعينه لإحدى البنات.
ابنة الجيران تبادله نظرات حيية، وحتى اللحظة لم تتجاسر على الاقتراب منه؛ ولم يتجاسر هو الآخر على الاقتراب منها، رغم أن أباها يبدو وادع المظهر وأخوتها صغار السن لا يفكرون بعد باستخدام السكاكين.
دخلت الأم خفيفة الخطو وأزاحته من النافذة، ثم أغلقتها:
-هذه النافذة يجب ألا تفتح أبدًا.
ثم عادت إلى المطبخ؛ وظل هو منطرحًا فوق أحد المقاعد تلوب في صدره أقذع الشتائم. انبعث من مكان ما في البيت صوت المذياع، يضغط المذيع على الكلمات بطريقة متبجحة. نهض أحمد محنقًا: إنهم لا يكفون عن الكذب. مضى نحو المذياع وأخرسه في عصبية ظاهرة.
أطلت الأم من باب المطبخ؛ وكانت تحتشد في رأسها أفكار عدة:
-هذه البنت لا تناسبك، كم مرة قلت لك هذا الكلام؟! تركب البسكليت والكرسي يدخل بين فخذيها دون حياء.
أضافت:
-سوف أخطب لك ابنة خالك.
-لن أخطب ابنة خالي.
ارتدى ملابسة على عجل؛ اعترضته أمه وهو يحاول الخروج:
-عليك أن تتناول طعام الفطور.
رفض الانصياع لرغبتها وخرج؛ مضى إلى مركز المدينة، توقف عند بائع الصحف، تناول صحيفته اليومية، وحينما همّ بالابتعاد سأله البائع:
-ما هي أخبارك؟
-لا جديد.
مضى متمهلاً وهو يتصفح العناوين البارزة، ولم يجزم إن كان بائع الصحف يعمل مخبرًا؛ فقد يكون أصدقاؤه مبالغين بعض الشيء فيما قالوه عنه. دخل المقهى؛ طلب فنجانًا من القهوة، انهمك يقلب أوراق الصحيفة: قطع أراضٍ للبيع، مطلوب سكرتيرة، أفخر أنواع الأجواخ الانكليزية تجدونها في محلاتنا، ثم قفز قليه إلى حلقه حينما قرأ: براءة واستنكار. ارتشف قهوته بعصبية والتقطت عيناه الحروف الكريهة: أنا.. أستنكر كل الأحزاب وخاصة الحزب.. الهدام.
التصقت حثالة الفنجان بحلقه فأخذ يسعل. كوّر الصحيفة بين يديه، ضغط عليها، طوّح بها في عرض الشارع، مرت سيارة بمحاذاتها، تمنى أن تصعد العجلة فوقها وتسويها بالإسفلت، لكنها ضربتها من جانب، فانقذفت بعيدًا لصق الرصيف؛ شعر بتأنيب ضمير؛ حملها وألقى بها في حاوية قريبة للقمامة.
تسكع في شوارع متطاولة؛ وتلهى بتأمل أجساد النساء، وتذكر أنه لم يتزوج حتى الآن؛ وبعد شهرين يحل عيد ميلاده الخامس والثلاثين. اعتقد أن ذلك لا يحدث صدفة، وصل به التفكير حد اتهام مؤسسات كبرى تتآمر على الإنسان في هذه البقعة من الكون، فتحيل حياته إلى كومة من نثارة الخشب؛ وذهبت به اللهفة إلى المرأة حدّ الاعتقاد أنها هي الجنة التي جاء ذكرها في الكتب المقدسة، فقرر ألا يستسلم لليأس.
اتجه إلى البناية الفخمة المتجهمة ذات النوافذ الصغيرة؛ قال للحارس:
-أنا مطلوب.
حدّق فيه باستخفاف:
-ماذا؟
-لديّ مقابلة هنا.
ساروا به عبر دهاليز طويلة؛ بدأ الخوف ينغل في عروقه كالحشرات المتراكضة. إنها المرة الأولى التي يأتي فيها إلى هذه البناية. حاول أن يقنع نفسه بكلمات تلفظت بها شفتاه في خفوت: أنت صاحب قضية. لكن خوفه ظل يتصاعد.
أدخلوه غرفة واسعة؛ فيها رجل يتلهى بالنظر إلى مجلة ملونة، حدجه الرجل بنظرة قاسية وسأله:
-أين تقضي أوقات فراغك؟
-في البيت.
-وغير البيت؟
-في المقهى أحيانًا.
-مع من تجلس في المقهى؟
-أجلس وحدي.
-أنت تكذب، تذكّر جيدًا.
-كما قلت لك؛ أجلس وحدي.
-ماذا تفعل وحدك؟
-أتأمل الدنيا من حولي.
دخل رجل آخر ضخم الجثة مفتول الذراعين، حدّق في وجه أحمد تحديقة عدائية. تبادل مع الرجل الأول نظرات مثيرة للقلق. قال الأول:
-هيّا قل له ما ذكرته لي لعله يصدقك.
ارتبك أحمد وقال:
-ليس لدي ما أقوله؛ ماذا أقول له؟
صاح فيه الثاني:
-اخرس؛ هل تعتقد أنك في خان. هيّا تكلم.
ابتلغ أحمد ريقه:
-قلت إنني أقضي أوقات فراغي في البيت وأحيانًا في المقهى.
سكت أحمد، وقال الأول:
-أكمل؛ ماذا قلت أيضًا؟
-أجلس وحدي؛ أتأمل الدنيا من حولي.
احتدّ الثاني ولوح بعضلات يده أمام وجه أحمد:
-ولماذا تتأمل الدنيا من حولك؟
-التأمل ضروري للإنسان.
صفعه الثاني على وجهه:
-نعم، نعم، هل تعتقد أننا سندخل معك في جدل فلسفي؟!
ارتجف أحمد؛ حلت لحظات صمت. انفتح الباب ودخل رجل ثالث، نظر في وجه أحمد المحتقن؛ كانت عيناه تنمان عن شفقة وعطف. قال للرجلين الآخرين:
-إذا سمحتما؛ اخرجا وسأبقى معه.
انصفق الباب بهدوء، وقال الثالث:
-أنتم لا تتعاونون معنا، ولهذا تحدث أمور مزعجة.
وبعد لحظة:
-اسمع؛ لا أريد منك شيئًا كثيرًا، تصفي حسابك وتخرج.
-أي حساب؟
قال في هدوء مشوب بالتوتر:
-لا تتظاهر بالتغابي؛ نريد منك معلومات.
-أية معلومات؟
احتذّ الثالث وصاح فيه:
-أما حيوان صحيح؛ أصدقاؤك، معارفك، علاقاتك، كل شيء، فهمت؟
شعر أحمد لأول مرة أن خوفه ينقشع كغمامة صيف، وأدرك أنه محشور في زاوية ضيقة، وليس أمامه سوى المواجهة، وليكن ما يكون، قال في ثبات:
-لا أعرف شيئًا.
انفتح الباب. دخل رجال ثلاثة.
تحلقوا حوله. انهالوا عليه يضربونه بضراوة وهو يغتسل بدمه.
- الغسيل
قصة قصيرة لم تنشر في أي من كتب القاص محمود شقير
محمود شقير
محمود شقير ist bei Facebook. Tritt Facebook bei, um dich mit محمود شقير und anderen Nutzern, die du kennst, zu vernetzen. Facebook gibt Menschen die Möglichkeit, Inhalte zu teilen und die Welt...
www.facebook.com