جعفر الديري - علي التاجر.. أحد رواد النقد الأدبي في البحرين والخليج

كتب – جعفر الديري

يعد المرحوم علي التاجر أحد أبرز رموز حركة التنوير في البحرين في العصر الحديث، وأحد أشهر رواد النقد الأدبي في البحرين ومنطقة الخليج العربي.
ولد في البحرين في العام 1906 من أسرة عرفت بالعلم والأدب وأنجبت الكثير من الشعراء والأدباء والفقهاء ورجال الفكر والاقتصاد، وكان لها الفضل الكبير في تفعيل الحركة الثقافية والتعليمية في البلاد في النصف الأول من القرن العشرين، ومن وجوه الأسرة الشيخ سلمان التاجر والمؤرخ الشيخ محمد علي التاجر وعبدالرسول التاجر الذي أسس مدرسة أهلية العام 1945.
بزغ نجم التاجر في كتابة المقالات الصحافية في عقود الثلاثينات والأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، وأصبح الكاتب المفضل للنخب المثقفة، وقد ركز جل اهتمامه في كتابة المقالات النقدية. وتعد مراسلاته مع شاعر البحرين ابراهيم العريض في الفترة من العام 1938وحتى العام 1939أثناء وجوده في الخارج متنقلا بين أبو ظبي ودبي، البدايات المبكرة للنقد الأدبي في البحرين. وقد ألف كتابا حول الصراع العربي البرتغالي في المحيط الهندي في مطلع القرن السادس عشر تم نشره من قبل الأمانة العامة للمراكز والهيئات العلمية المهتمة بدراسات الخليج والجزيرة العربية، وكتب سلسلة مقالات مطولة حول الربان أحمد بن ماجد في مجلة (العرب) الشهرية. كما ساهم مع مجموعة من الشباب في إصدار مجلة صوت البحرين التي استمرت حتى العام 1954. وشكلت أبرز المجلات التي صدرت في البحرين في الخمسينات.
كان لللتاجر دور فاعل في تأسيس نادي العروبة في العام 1939. وقد سعى الى تحقيق أهداف النادي الرامية الى الاهتمام بالفكر والثقافة والأدب، والعمل على تنمية روح الوحدة الوطنية وبث الوعي الاجتماعي والقومي بين أعضائه ومحاربة الطائفية بجميع أشكالها.
انشغل التاجر بالنشاط السياسي الوطني مع الهيئة النفيذية العليا 1954-1956 ثم مع هيئة الاتحاد الوطني بعد الاعتراف بها. وكان ضمن لجنة الثمانية الاستشارية للهيئة. وتعرض للتوقيف بعد مداهمة منزلة والاستيلاء على مكتبته العامرة ومصادرها، مما اضطره لمغادرة البحرين والاستقر في دبي. حيث عين مسئولا في دائرة الوثائق والمخطوطات في أبو ظبي. ثم استقال من عمله بدار المخطوطات والوثائق في أبو ظبي وعاد الى منزله في دبي واستقر عاكفا على مشروعاته وأبحاثه حتى وافاه الأجل في دبي في دولة الامارات العربية المتحدة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى