أحاول أن أبدو عاديا.. تلتقي عيناي بأعين آخرين يحاولون أن يبدوا عاديين... أتسكع في الأرجاء و دقات القلب تماثل عدو عقرب الثواني
الواحدة ظهرا..
انطلقت الجموع... هتافات... آمال... ضحكات و دموع.. الأدرينالين تشتم رائحته ( إن كانت له رائحة) من عدة أميال... و الوطن كاليوم السابق للعيد.. ينفض عنه أدران العقود السابقة.
بعد الواحدة بقليل..
تخيرني من بين العشرات... لم أكن الأكثر صخبا و لا الأخفض صوتا... اختارني ربما لأنني أشابه زوج أمه طويل اليد و اللسان.. أو لأنني أماثل ذاك الذي أنتهك طفولته ذات ماض سحيق... و ربما بدت له ابتسامتي العريضة عميلة لجهات خارجية أو تمس سيادة مفترضة لدولة " البوت و الكاب".
المهم أنه أطلق رصاصة واحدة استقرت بقرقعة مخيفة في مقدمة جمجمتي
لن أكذب عليكم و أقول أنه كان موتا رحيما سريعا .. لم يكن أبدا كوخزة شوكة... ارتطم رأسي بالأسفلت... صراخ.. أقدام عدة حولي... مضطربة كجسدي الذي تفارقه روحي ببطء موجع... حملوني... هتاف... غاز... ألم .. ثم المزيد من الألم
كيف ستتلقى أمي الخبر ؟! حمدت الله أنه لا حبيبة تنتظرني.. و لا ابن سيملأ الفضاء بالسؤال عني.
ألم يهرس خلايا مخي الذي يتساقط كالندى من فتحة غائرة خلفتها الرصاصة و هي تغوص أكثر في مجاهل رأسي.
أخيرا تخمد أنفاسي... و يختفي الألم تماما
الواحدة ظهرا..
...و الوطن كاليوم السابق للعيد.. ينفض عنه أدران الأعوام السابقة.
بعد الواحدة بقليل
تخيرني من بين العشرات... لم أكن الأكثر صخبا و لا الأخفض صوتا... اختارني ربما لأنني أشابه زوج أمه طويل اليد و اللسان.
اصبعه على الزناد يرتعش كالمحموم... كنت أنت أمامي... و هي عن يميني.. و هم عن شمالي.. المئات منكم خلفي... كنا بالآلاف... لم أكن شعرة بيضاء وسط غابة سوداء.
ارتعش و ارتعشوا جميعا... أطلقوا بضع رصاصات في الهواء و هم يتراجعون و نحن نتقدم... تراجعوا ثم هربوا... مخلفين وراءهم رصاصة كان من المفترض لها أن تستقر في مقدمة جمجمتي.
محمد حسن النحات
الواحدة ظهرا..
انطلقت الجموع... هتافات... آمال... ضحكات و دموع.. الأدرينالين تشتم رائحته ( إن كانت له رائحة) من عدة أميال... و الوطن كاليوم السابق للعيد.. ينفض عنه أدران العقود السابقة.
بعد الواحدة بقليل..
تخيرني من بين العشرات... لم أكن الأكثر صخبا و لا الأخفض صوتا... اختارني ربما لأنني أشابه زوج أمه طويل اليد و اللسان.. أو لأنني أماثل ذاك الذي أنتهك طفولته ذات ماض سحيق... و ربما بدت له ابتسامتي العريضة عميلة لجهات خارجية أو تمس سيادة مفترضة لدولة " البوت و الكاب".
المهم أنه أطلق رصاصة واحدة استقرت بقرقعة مخيفة في مقدمة جمجمتي
لن أكذب عليكم و أقول أنه كان موتا رحيما سريعا .. لم يكن أبدا كوخزة شوكة... ارتطم رأسي بالأسفلت... صراخ.. أقدام عدة حولي... مضطربة كجسدي الذي تفارقه روحي ببطء موجع... حملوني... هتاف... غاز... ألم .. ثم المزيد من الألم
كيف ستتلقى أمي الخبر ؟! حمدت الله أنه لا حبيبة تنتظرني.. و لا ابن سيملأ الفضاء بالسؤال عني.
ألم يهرس خلايا مخي الذي يتساقط كالندى من فتحة غائرة خلفتها الرصاصة و هي تغوص أكثر في مجاهل رأسي.
أخيرا تخمد أنفاسي... و يختفي الألم تماما
الواحدة ظهرا..
...و الوطن كاليوم السابق للعيد.. ينفض عنه أدران الأعوام السابقة.
بعد الواحدة بقليل
تخيرني من بين العشرات... لم أكن الأكثر صخبا و لا الأخفض صوتا... اختارني ربما لأنني أشابه زوج أمه طويل اليد و اللسان.
اصبعه على الزناد يرتعش كالمحموم... كنت أنت أمامي... و هي عن يميني.. و هم عن شمالي.. المئات منكم خلفي... كنا بالآلاف... لم أكن شعرة بيضاء وسط غابة سوداء.
ارتعش و ارتعشوا جميعا... أطلقوا بضع رصاصات في الهواء و هم يتراجعون و نحن نتقدم... تراجعوا ثم هربوا... مخلفين وراءهم رصاصة كان من المفترض لها أن تستقر في مقدمة جمجمتي.
محمد حسن النحات