إهداءً إلى زوجتي/ حبيبتي: نجاح سفر
… كانت يميني تُشيرُ
لمرآةٍ تلتقط ألمي
بصحراءَ
حيّةٍ بيضاءَ يصعُبُ إسكاتُها
وحُرِمتُ من النجومِ إلى الأبد،
**
لخّصتُ دَمعيَ
بعدَ حصارٍ طويلٍ، هاتفاً
: رايتي،
عظمتانِ على ثديٍ. أهوَ ثديٌ ؟
**
كم من الوقتِ مَضّيتُ
في كرسِيّيَ القشِ،
فوقيَ طَيرٌ ضعيفٌ وتحتيَ
يُنبوعُ دَم،
***
مَرّ طينٌ على بالي،
عجَنتُه:
ساقانِ لامرأةٍ
وقطعتُ فوقَ الخَصرِ،
مفتوحٌ خيالي
كأن صبيةً نبحَت
أمامَ قبيلةٍ ترتجي لحمَها:
فأدرتُ صَنيعَتي بغضب
لأُكَوّرَ (مرتين)، ثم
أجعلُ حلمتين في وسَطَيهما
بعدها خَاتَمٌ بالنصفِ،
أُجري ماءً
بلونٍ أخضر عسليٍّ
ثم فضّة
وأجنَحُ للبرتقاليّ في القدمَين،
أرُشّ عصفوراً
على كاحلٍ ونجوماً على الآخر،
… وكأنها نصفُ "إيزيسَ" في يدي،
نادَيتُ
في الملكوتِ
أن كُن، فكانَ …
لكلّ رغباتي،
مُعَوّذَتان في الخلفِ:
ترتجيانِ الكلامَ
على الفِراشِ
لأستريحَ أو
يتسَنّى لي الغناءُ
مع التكشيرةِ الحمراءِ في القلبِ،
***
دَلّيتُ خَيطي
يقيسُ براعتي
فتلقَتهُ من مَكمَنهِ ـ
شُحنَتي باضَت،
مَشّطتُ أسناني
أجَرّبُ دِفئَها، فتعودُ
بوضعيّةٍ كالفرَس:
زوائدُ وغضاريفٌ وريش،
وشكلُ شهيدٍ
هاربٌ من قمَر،
إن قرصاناً هناكَ
استذَلّ عبيداً بخُطّافهِ
ألفَ عامٍ وزادوا سبعةً في
صَحنِ غوّاصةٍ
من حَدّ إفريقيا إلى الفينيق،
أحملُ قيلولَتَها عني،
بينما أشغَلُ كلبي
بعصايَ أن ينهَشَ
كضميرٍ غادرٍ، لا أُعاتبُ كَفّي
وألتَفُّ…
… أنكُشُ طينتي
كي تستفيقَ:
تفَجّرَت
هشّةً في زجاجٍ بأعلاهُ قَطْعٌ،
وطَعمٌ غريبٌ
من الحزنِ أنقَى
مثلَ ثديٍ يحترق.
(*) القصيدة، من ديواني: "الملاك الأحمر"، دار الانتشار العربيّ، بيروت، 2000
محمد عيد إبراهيم
… كانت يميني تُشيرُ
لمرآةٍ تلتقط ألمي
بصحراءَ
حيّةٍ بيضاءَ يصعُبُ إسكاتُها
وحُرِمتُ من النجومِ إلى الأبد،
**
لخّصتُ دَمعيَ
بعدَ حصارٍ طويلٍ، هاتفاً
: رايتي،
عظمتانِ على ثديٍ. أهوَ ثديٌ ؟
**
كم من الوقتِ مَضّيتُ
في كرسِيّيَ القشِ،
فوقيَ طَيرٌ ضعيفٌ وتحتيَ
يُنبوعُ دَم،
***
مَرّ طينٌ على بالي،
عجَنتُه:
ساقانِ لامرأةٍ
وقطعتُ فوقَ الخَصرِ،
مفتوحٌ خيالي
كأن صبيةً نبحَت
أمامَ قبيلةٍ ترتجي لحمَها:
فأدرتُ صَنيعَتي بغضب
لأُكَوّرَ (مرتين)، ثم
أجعلُ حلمتين في وسَطَيهما
بعدها خَاتَمٌ بالنصفِ،
أُجري ماءً
بلونٍ أخضر عسليٍّ
ثم فضّة
وأجنَحُ للبرتقاليّ في القدمَين،
أرُشّ عصفوراً
على كاحلٍ ونجوماً على الآخر،
… وكأنها نصفُ "إيزيسَ" في يدي،
نادَيتُ
في الملكوتِ
أن كُن، فكانَ …
لكلّ رغباتي،
مُعَوّذَتان في الخلفِ:
ترتجيانِ الكلامَ
على الفِراشِ
لأستريحَ أو
يتسَنّى لي الغناءُ
مع التكشيرةِ الحمراءِ في القلبِ،
***
دَلّيتُ خَيطي
يقيسُ براعتي
فتلقَتهُ من مَكمَنهِ ـ
شُحنَتي باضَت،
مَشّطتُ أسناني
أجَرّبُ دِفئَها، فتعودُ
بوضعيّةٍ كالفرَس:
زوائدُ وغضاريفٌ وريش،
وشكلُ شهيدٍ
هاربٌ من قمَر،
إن قرصاناً هناكَ
استذَلّ عبيداً بخُطّافهِ
ألفَ عامٍ وزادوا سبعةً في
صَحنِ غوّاصةٍ
من حَدّ إفريقيا إلى الفينيق،
أحملُ قيلولَتَها عني،
بينما أشغَلُ كلبي
بعصايَ أن ينهَشَ
كضميرٍ غادرٍ، لا أُعاتبُ كَفّي
وألتَفُّ…
… أنكُشُ طينتي
كي تستفيقَ:
تفَجّرَت
هشّةً في زجاجٍ بأعلاهُ قَطْعٌ،
وطَعمٌ غريبٌ
من الحزنِ أنقَى
مثلَ ثديٍ يحترق.
(*) القصيدة، من ديواني: "الملاك الأحمر"، دار الانتشار العربيّ، بيروت، 2000
محمد عيد إبراهيم