علجية عيش - نادي القلم الدولي.. ماذا نعرف عنه؟

(وثيقة "كيفونيم" أرادت أن تقسم الجزائر باستعمال اللغة الأمازيغية)

نادي القلم الدولي pen International، هو اتحاد عالمي للكتاب تأسس في العاصمة الإنجليزية لندن عام 1921 لتعزيز الصداقة والتعاون الفكري بين الكتاب في العالم، له فروع على مستوى 100 دولة أجنبية و عربية، منها مصر، لبنان، العراق، فلسطين و المغرب، و يهدف هذا النادي إلى تفعيل دور الكاتب الدولي و ترقية الثقافة العالمية، تعزيز الصداقة و التعاون الفكري بين الكتاب في العالم، كما يسعى إلى تحقيق بعض المبادئ على غرار حرية التعبير و الكتابة و الدفاع عن حقوق الكتاب المضطهدين و معتقلي الراي و الفكر و إعادة الإعتبار للذين اغتيلوا من أجل افكراهم و مواقفهم، و الدفاع كذلك عن الثقافة المحلية لكن برؤية دولية، و يضم النادي شعراء، كتاب و كتاب مقالات ، روائيين ، صحافيين و مؤرخين، و يعد من أقدم المنظمات الغير حكومية التي تدافع عن حقوق الإنسان في العالم، و أقدم منظمة أدبية دولية، كان أول مؤتمر له عقد في1923، جمع كتاب بمختلف ثقافاتهم و لغاتهم و توجهاتهم السياسية، ارتكزت محاوره حول السلم، حرية التعبير و الصداقة، و لنادي القلم الدولي نشاطات عدة، منها الصالون الدولي للكتاب، مهرجانات، و نذكر على سبيل المثال مهرجان "حرروا الكلمات" Libérez les mots ، لخلق شبكة دولية للكتاب و الأدباء، و كان له لقاءات في دول اجنبية و عربية و حتى دولة مغاربية لجمع الكُتَّاب من مختلف الجنسيات لتبادل التجارب و تقاسم الأفكار و فتح فضاء للحوار بين المثقفين، و الدفاع كذلك على الصحافيين و حمايتهم من كل اشكال القمع.
حسبما جاء في موقع النادي ، كانت أول قضية بتولاها النادي قضية الإسباني Hongrois Arthur Koestler، صحفي صدر ضده حكم الإعدام و كذلك الشاعر الإسباني Federico García Lorca، كما ناقش نادي القلم الدولي السنة الماضية 2018 حالة الناشط السياسي و الكاتب المصري وائل عباس و هو مدون و صحفي، له مدونة تسمى "الوعي المصري"، و كان هذا الأخير قد انتقد تجاوزات الشرطة بحق المعتقلين السياسيين و أصحاب الرأي إلى جانب ما وصفه بالفساد السياسي والمالي المستشري في أوساط المسؤولين الحكوميين في مصر، حيث تم اختطافه و اقتياده إلى وجهة مجهولة و لا يعرف مكان وجوده حتى الآن، آخر نشاط قام به النادي في 29 أكتوبر 2019 هو التنديد بقضية الشاعر المصري جلال البحيري بعد إدانته بإهانة المؤسسة العسكرية في ديوان شعري ساخر بعنوان: "خير نسوان الأرض ضمن قدحا بالمؤسسة العسكرية، وانتقد أيضا رئيس الدولة وأداء الحكومة المصرية، و أدين كذلك بتهمة ازدراء الأديان، رغم أن الديوان لم ينشر و لم يوزع في السوق و تعرضه للتعذيب و الضرب، و وجه النادي نداءً للرئيس السيسي من أجل الإعفاء عنه، و قد اتخذ النادي من يوم 05 مارس يوما يحتفل به بالكاتب الدولي، واتخذ من 15 نوفمبر يوما يحتفل به بالكتاب و الصحافيين المعتقلين و الذين يتعرضون للتهديدات و الإعتقال و التعذيب بسبب أفكارهم و مواقفهم.

ماذا عن الجزائر؟
كانت الجزائر على شفا حفرة من أن تنخرط في هذا النادي و تفتح فرعا له في عاصمتها، لكن جاء صحافي جزائري ليكشف حقيقة هذا النادي و من وراءه، فقبل اعتفاله كشف الصحافي الجزائري محمد تامالت عن بعض الحقائق المخفية، حدثت بسنة بعد انتخاب الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، حيث قال في مدونته أنه في سنة 2000، بعد لقاء بوتفليقة بمسؤولين اسرائيليين قام رئيس اتحاد الكتاب الجزاريين في تلك الفترة بدعوة تنظيم داعم لإسرائيل اسمه "نادي القلم الدولي" لعقد نشاط مشترك في الجزائر، و قام هذا الصحفي بكشف العلاقات المشبوهة لذلك التنظيم بإسرائيل و نجح في إفشال اللقاء و تكسير علاقة التطبيع مع إسرائيل و الكيان الصهيوني ، للعلم أن الصحفي محمد تمالت كان قد كتب قصيدة انتقد فيها الرئيس المقال عبد العزيز بوتفليقة و تم اعتقاله خلال زيارة قام بها إلى الجزائر في جوان 2016 سجنه، بتهمة الإساءة إلى رئيس الجمهورية وإهانة هيئة نظامية، حيث توفي في 12 ديسمبر بعد إضرابه عن الطعام، الأمر طبعا يثير كثير من التساؤلات إن كان هذا النادي له علاقة باسرائيل أو إن كان على علاقة أيضا بنادي روتاري الجزائر، لاسبما و هذا النادي تتداخل فيه لوبيات، عصب و شخصيات سياسية، مالية و إجتماعية مهمة خطيرة و متشعبة، لها نفوذ قوي و حضور دائم في دواليب السلطة.
حسب تقارير، نشرتها مواقع فراكفونية تم اعتمادها من قبل وزير الداخلية في تلك الفترة الذي أصبح في ما بعد مستشار الرئيس بوتفليقة قبل أن يغادر الحياة ، و تم تسجيلها على أساس أنها جمعية وطنية تخضع لقانون الجمعيات، تشير تقارير أخرى أن الجزائر كانت في قائمة الدول المخطط تدميرها و تقسيمها، جاء ذلك في وثيقة "كيفونيم" نسبة لمجلة كيفونيم التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية، و هي تدخل ضمن "نظرية المؤامرة"، كتبها صحافي إسرائيلي اسمه يوديد إيينون Oded Yinon باللغة العبرية عام 1982 رسم فيها تصوره للعالم العربي، و قدمت في مؤتمر إدارة الإعلام بالمنظمة العالمية للصهيونية، و قام بترجمتها داعية السلام اليهودي (غيرالصهيوني) إسرائيل شاحاك، فإسرائيل ترى أن تقسيم الجزائرصعب جدا لتمسك الجزائريين بوطنهم و هويتهم، و رأت أن الاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية كلغة ثانية بجوار اللغة العربية في الجزائر الحل الوحيد لتفتيتها، باستعمال مصطلح "الفوضى الخلاقة".
قراءة/علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى