أ.د. محمد حسن عبدالله - التعليم الأزهري للمستوى الجامعي.. وحسب!!

- لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : التعليم الأزهري للمستوى الجامعي .. وحسب !!
" ... وإنما أريد أن يعاد النظر في قوانين الأزهر . فنحن نعلم متى شرعت، وكيف شرعت، ونحن نعرف ما خضعت له من الظروف، وأيسر ما يقال في ذلك أن هذه القوانين والنظم لم تشرع في عهد الديمقراطية الصحيحة . وأعوذ بالله أن أريد الانتقاص من حقوق الأزهر، وإنما أريد أن تلائم بين هذه الحقوق وبين النظام الديمقراطي الصحيح ، وألا يكون الأزهر دولة في داخل الدولة . وسلطاناً خاصاً يستطيع أن يطاول السلطان العام ، ويناوئه ، كما هي الحال الآن إذا بقيت هيئة كبار العلماء، وإذا أتيح للأزهر بالفعل ما أباحت له قوانينه من تخريج المعلمين في مدارس الدولة على اختلافها ....
فإذا أخذ الأزهر في تخصيص أبنائه في العلوم الدينية بعد فراغهم من تعليمهم الثانوي، فله أن يذهب في ذلك ما شاء من المذاهب الحرة، في حدود حاجته الدينية والعلمية، وفي حدود القانون العام " .
2- المحــارة :
- هذا بسط وتفصيل لرأي طه حسين في مستوى التعليم الأزهري وانتشاره، إذ يرى أن يكتفي الأزهر بالتعليم على المستوى الجامعي (العالي) . أما المراحل السابقة فينبغي أن يتوحد فيها نظام التعليم على طريقة المدارس التي تشكل أطفال الوطن ومراهقيه، وحتى بواكير شبابه على نسق واحد، يتلقون ذات التعليم، وذات التوجيه، وذات التربية، حرصاً على وحدة أبناء الأمة ، بما يعني أن توحد ابناء الوطن شعوراً ، وانتماءً ، وتحضراً ، ومعرفة ... لا يأتي اعتباطاً وإنما يتحقق بأن ينتظم جميع أبناء الوطن في النسق التعليمي ذاته ، من حيث المحتوى ومن حيث التدرج العمري .
- نرجح أن طه حسين استمد هذا الرأي من ملاحظته التربوية أولاً ، وخبرته المقارنة بين اتجاه معارفه ، واتجاه معارف إخوته الذين تحدث عن بعضهم في كتاب (الأيام) ، وكان أحدهم أزهريا مثل طه حسين، وكان الآخر طالبا بمدرسة الطب . كما يمكن أن يكون قد استفاد من ملاحظة الدراسات اللاهوتية في دول أوروبا، إذ كان الطالب ينتظم في التعليم العام الموحد حتى مرحلة الثانوية العامة، ثم – إذا شاء – ينضم إلى النسق اللاهوتي ليصبح كاهناً وواعظاً، وعالماً بالدين .
- غير أن إشارات طه حسين الواضحة الراسخة في كتابه " مستقبل الثقافة" لم تحظ بدرجة من المدارسة ، ولم تحرض على اتخاذ خطوة لا من جهة الأزهر – وهذا متوقع – ولا من جهة السياسة التعليمية في الدولة ، ربما إلى اليوم لأسباب لا يصعب تقديرها. بما يؤدي إلى أن (معضلة) المؤسسة الأزهرية لا تزال حاضرة تمعن في توجهها ولا تقبل المراجعة...
- ولا تزال للحديث بقية .

3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب :"مستقبل الثقافة في مصر" – طه حسين – الجزء الأول – الفصل 13 – الهيئة المصرية العامة للكتاب – 1993 – ص71.


أ. د. محمد حسن عبدالله

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى