قادم اليك غدا حبيبتي
ما استطعت إليك سبيﻻ
اسابق الشمس ، أستقبل شروقها
ألم ما بوسعي من أشعتها
أزود لهفة قلبي بها
وما يلبي شغف لحظاتنا الأولى
غدا .. عند باحة دارنا الشرقية ..
كجمل مثقل بأحماله
أنوخ أخيرا
أتنفس الصعداء .. يتلاشى الفصل
من الزمان والمكان ويحل الوصل حلولا
أرمي بثقلي ..
أفسح للذكريات هنيهات تتداعى
أخفف من حملها قليلا
ألقي بأوجاعي ومتاعبي جانبا
أتحرر من كل هم ثقيلا
هناك .. حيث أنت .. يطل صباحي مرة ثانية
من فيض محياك المشرق أبدا والجميلا
هناك أحيي الجمال
المالئ كياني سعادة وحبورا
هناك تحت الشمس أطلق أنفاسا وقبلا
طال احتباسها في ليل معتم قاهر
بسط كلكله علينا طويلا
هناك أصل حبي وأشواقي
هناك أتدفق .. وأصب ..
وهناك أحتسي ريا سلسبيلا
هناك أبلغ الدلتا .. خصيبتي ..
وأحتسبه وصولا
وهناك .. كما تعلمين .. هناك
يحوم روحي يسبقني إليك كل سفر
وكل شهادة ، مفارقا جسدي المغلوﻻ
فانتظريني حبيبتي ، قدر ما تستطيعين ، ولو قليﻻ .
- 2 -
ولتعذريني حبيبتي ..
فزمن الظﻻم هذا ، عصر الردة هذا
هذا الزمن الظالم الفاقد للميزان
العقيم الدميم القميئ
والليس إلا معتلا ومختلا ورزيلا
تمكن منا ، نال منا ، قتل فينا
غيبنا قسرا ، شرد منا الكثيرا
شوه فينا الحياة صادر منا الحياة
والكثير الكثير مما كان في أمرنا نبيلا
ساقنا سوقا القهقرى هذا الزمن الرجعي
القبلي والقروي ، الجهوي والطائفي
حولنا إلى قوم بربري عثيرا ؛
ﻻ وعي لهم وﻻ تاريخ وﻻ طموح
وﻻ تراث وﻻ ذاكرة وﻻ إحساس وﻻ عقل
ﻻ عزة وﻻ فخر وﻻ أمجاد وﻻ إبداع
وﻻ قوة إنتماء وﻻ وطنية أصيلة
يقيم في الضحالة والعطالة
والبؤس والضنك
قوم مطأطئ الرأس كسيرا
يلفظ وهو ﻻ يدري أنفاسا أخيرة
عبث فينا ، هذا الزمن
سخر منا ، شمت بنا كثيرا ؛
سلبنا اليقين و اﻷحﻻم ، نزع منا الحنان
أغرقنا في فيض تفاهات وبحار من أوهام
أفسد الثورات ، عطل التاريخ ، شوهه
برع في إرهاب و ترويع الأنام
في تصوير الانسان وكأنه فقط قالب للآثام
وكأنه جوهر خالي الوفاض من أي قضايا
وأي ثقافة وأي معان
كيان سلبي ، لعبة بيد شيطان
مشكلته الدائمة مع الديان ( سبحانه جل شأنه )
ما لم يكن ملحقا بهم ، تابعا لهم
مدجنا ، شاة بين أيديهم
ﻻحول له وﻻ قوة وﻻ بصيرة
أولئك من يخصون الدين حصرا ﻷنفسهم
من باتوا يتخذون الديني مجرد حيلة ؛
مدخﻻ للفرقة ، أسا للتكفير
دعوة تبرر الارهاب ، تستبيح دماء اﻷبرياء
تصرف الانضار عن أشﻻء الضحايا
تسند الغلبة الفاجرة والتقتيلا
اللامبدأ واللاوازع واللاضمير يسوسهم
ديدنهم " الغاية تبرر الوسيلة "
أولئك يعج بهم التاريخ في هذا الزمن الرديئ
كالذين جعلوا من " الجماعة ... " لهم إسما
وما كان لهم إلا إسما وبيلا
صيروه خلفا ، حولوه للتمظهر والتنطع ؛
يافطة وعمامة ، لحى وجبة قصيرة
منصة تمكين ، نفاثة حقد ، بوق تأليب
منهج موجه للأغرار هدفه التغريرا
كالكهنة والدهقان والرهبان همو
كأرباب الكنيسة في عصور الظﻻم
ﻻ يختلفون عنهم كثيرا
وإن تباينوا في نشأتهم واختلفوا
في طقوسهم كثيرا أو قليلا
يؤدون دورا مواربا من قديم الزمان
في نصرة الطغيان وفي استضعاف الانسان
وإشباعه تحقيرا .
طوقنا هذا الزمن بما لم ينسبه تاريخ
لزمن من قبل ؛
وطأة نير وقهر للانسان
تبعية وتجهيل وتضليل
حروب وفجور ونكوص وانهزام
نذالة وجبن ومجون ، هزال وخنوع وخذﻻن
مصاصي دماء ، أشباح في هيئة بشر وغيلان
يدينون ، فيما يضمرون ، على الفجور
وظيفتهم التربص بالبشر وقبض اﻷثمان
فساد وسفاهة سلطان وخساسة طغيان
شق أوصالنا طوﻻ وعرضا
قطعها ، سود فينا اللامعقوﻻ
رزح على كاهلنا هذا الزمن حقبا ودهورا
وﻻ يزال فارضا أمره يتبختر فوق رقابنا مغرورا
- 3 -
مع ذلك .. وإن يكن .. ها أنا .. ما أستطعت
أعبئ في شفتيا .. ما يتراكم من أشواق
ومن رحيق عسولا
حتى أقدمه لك في قبلتي الأولى
مما ينداح صباح مساء في قلبي
المؤرق في وجده ، الناسك في حبه
العاشق من صبحه ، و الهائم والولهان
والبائت في ليله عليلا
ها أنا أهييء جناحيا .. تهفهف
بما تراكم من امان واحﻻم
من أشواق ومعزوفات غرام
وﻷكن دائما كما تعشقين بقلب متبوﻻ
ها أنا أعبئها .. ما استطعت زمنا جميلا
فما أنا إﻻ لحبك مجبوﻻ
أنت .. أنت أنت يا حبيبتي
اشراقة شمس كنت لي ، منذ فتحت عيني
وكان ميﻻدي ، وكان استشهادي
وكانت حياتنا اﻷولى .
دونك يلفني الظﻻم حبيبتي
دونك لو تعلمين كم تتراكم وكم تنفذ بي اﻵﻻم
دونك يخاصمني الفرح يغيب السﻻم والامان
تزداد الاوجاع ، تتكثف وتصبح جبال ركام
وحين أكون الى جانبك ، حين يضمني حنانك
حين يكون حبك هو زادي ، هو المهيمن
على أنفاسي والمسيطر على أجوائي
أقوى على قهر الظﻻم
ونبذ كل خذﻻن وكل عيش هزيلا .
قادم اليك حبيبتي
فالروح تحررت من قالبها
تتمدد سحبا ، عشقا وطربا تكتسب
تطوي الجبال والوديان
تطرزها عيونا وغيولا
تفوح شذى ، تمﻷ البراري ندى
السوائل سيوﻻ والبوادي سبوﻻ
اسابق الدم المسفوح حربا وغيلة
الضواري وظﻻم الليل
الرياح والعواصف والاعاصير
وما تنفثه من شياطين
والجحيم أواريه الجحيم
إن ظهر في طريقي أو حاول التعطيﻻ .
سأسبقهم هذه المرة
لن أدعهم يفرقون بيننا ثانية
فﻻ تهني .. وﻻ تنامي .. سأستكمل إقرائك .. سأنجز إهدائك
ما تراكم في صدري من حب وسﻻم ووطن غيورا
ونسكن تﻻحما ، من وسق جدائلك مغزوﻻ
أو فلنبدأ ثانية من جديد ، من الهيولى بداية أولى .
أنتهى
عبدالعزيز دغيش في 16 / 8 / 2015
تحت عنوان " رسالة من شهيد حي في بﻻد اليمن " .
ما استطعت إليك سبيﻻ
اسابق الشمس ، أستقبل شروقها
ألم ما بوسعي من أشعتها
أزود لهفة قلبي بها
وما يلبي شغف لحظاتنا الأولى
غدا .. عند باحة دارنا الشرقية ..
كجمل مثقل بأحماله
أنوخ أخيرا
أتنفس الصعداء .. يتلاشى الفصل
من الزمان والمكان ويحل الوصل حلولا
أرمي بثقلي ..
أفسح للذكريات هنيهات تتداعى
أخفف من حملها قليلا
ألقي بأوجاعي ومتاعبي جانبا
أتحرر من كل هم ثقيلا
هناك .. حيث أنت .. يطل صباحي مرة ثانية
من فيض محياك المشرق أبدا والجميلا
هناك أحيي الجمال
المالئ كياني سعادة وحبورا
هناك تحت الشمس أطلق أنفاسا وقبلا
طال احتباسها في ليل معتم قاهر
بسط كلكله علينا طويلا
هناك أصل حبي وأشواقي
هناك أتدفق .. وأصب ..
وهناك أحتسي ريا سلسبيلا
هناك أبلغ الدلتا .. خصيبتي ..
وأحتسبه وصولا
وهناك .. كما تعلمين .. هناك
يحوم روحي يسبقني إليك كل سفر
وكل شهادة ، مفارقا جسدي المغلوﻻ
فانتظريني حبيبتي ، قدر ما تستطيعين ، ولو قليﻻ .
- 2 -
ولتعذريني حبيبتي ..
فزمن الظﻻم هذا ، عصر الردة هذا
هذا الزمن الظالم الفاقد للميزان
العقيم الدميم القميئ
والليس إلا معتلا ومختلا ورزيلا
تمكن منا ، نال منا ، قتل فينا
غيبنا قسرا ، شرد منا الكثيرا
شوه فينا الحياة صادر منا الحياة
والكثير الكثير مما كان في أمرنا نبيلا
ساقنا سوقا القهقرى هذا الزمن الرجعي
القبلي والقروي ، الجهوي والطائفي
حولنا إلى قوم بربري عثيرا ؛
ﻻ وعي لهم وﻻ تاريخ وﻻ طموح
وﻻ تراث وﻻ ذاكرة وﻻ إحساس وﻻ عقل
ﻻ عزة وﻻ فخر وﻻ أمجاد وﻻ إبداع
وﻻ قوة إنتماء وﻻ وطنية أصيلة
يقيم في الضحالة والعطالة
والبؤس والضنك
قوم مطأطئ الرأس كسيرا
يلفظ وهو ﻻ يدري أنفاسا أخيرة
عبث فينا ، هذا الزمن
سخر منا ، شمت بنا كثيرا ؛
سلبنا اليقين و اﻷحﻻم ، نزع منا الحنان
أغرقنا في فيض تفاهات وبحار من أوهام
أفسد الثورات ، عطل التاريخ ، شوهه
برع في إرهاب و ترويع الأنام
في تصوير الانسان وكأنه فقط قالب للآثام
وكأنه جوهر خالي الوفاض من أي قضايا
وأي ثقافة وأي معان
كيان سلبي ، لعبة بيد شيطان
مشكلته الدائمة مع الديان ( سبحانه جل شأنه )
ما لم يكن ملحقا بهم ، تابعا لهم
مدجنا ، شاة بين أيديهم
ﻻحول له وﻻ قوة وﻻ بصيرة
أولئك من يخصون الدين حصرا ﻷنفسهم
من باتوا يتخذون الديني مجرد حيلة ؛
مدخﻻ للفرقة ، أسا للتكفير
دعوة تبرر الارهاب ، تستبيح دماء اﻷبرياء
تصرف الانضار عن أشﻻء الضحايا
تسند الغلبة الفاجرة والتقتيلا
اللامبدأ واللاوازع واللاضمير يسوسهم
ديدنهم " الغاية تبرر الوسيلة "
أولئك يعج بهم التاريخ في هذا الزمن الرديئ
كالذين جعلوا من " الجماعة ... " لهم إسما
وما كان لهم إلا إسما وبيلا
صيروه خلفا ، حولوه للتمظهر والتنطع ؛
يافطة وعمامة ، لحى وجبة قصيرة
منصة تمكين ، نفاثة حقد ، بوق تأليب
منهج موجه للأغرار هدفه التغريرا
كالكهنة والدهقان والرهبان همو
كأرباب الكنيسة في عصور الظﻻم
ﻻ يختلفون عنهم كثيرا
وإن تباينوا في نشأتهم واختلفوا
في طقوسهم كثيرا أو قليلا
يؤدون دورا مواربا من قديم الزمان
في نصرة الطغيان وفي استضعاف الانسان
وإشباعه تحقيرا .
طوقنا هذا الزمن بما لم ينسبه تاريخ
لزمن من قبل ؛
وطأة نير وقهر للانسان
تبعية وتجهيل وتضليل
حروب وفجور ونكوص وانهزام
نذالة وجبن ومجون ، هزال وخنوع وخذﻻن
مصاصي دماء ، أشباح في هيئة بشر وغيلان
يدينون ، فيما يضمرون ، على الفجور
وظيفتهم التربص بالبشر وقبض اﻷثمان
فساد وسفاهة سلطان وخساسة طغيان
شق أوصالنا طوﻻ وعرضا
قطعها ، سود فينا اللامعقوﻻ
رزح على كاهلنا هذا الزمن حقبا ودهورا
وﻻ يزال فارضا أمره يتبختر فوق رقابنا مغرورا
- 3 -
مع ذلك .. وإن يكن .. ها أنا .. ما أستطعت
أعبئ في شفتيا .. ما يتراكم من أشواق
ومن رحيق عسولا
حتى أقدمه لك في قبلتي الأولى
مما ينداح صباح مساء في قلبي
المؤرق في وجده ، الناسك في حبه
العاشق من صبحه ، و الهائم والولهان
والبائت في ليله عليلا
ها أنا أهييء جناحيا .. تهفهف
بما تراكم من امان واحﻻم
من أشواق ومعزوفات غرام
وﻷكن دائما كما تعشقين بقلب متبوﻻ
ها أنا أعبئها .. ما استطعت زمنا جميلا
فما أنا إﻻ لحبك مجبوﻻ
أنت .. أنت أنت يا حبيبتي
اشراقة شمس كنت لي ، منذ فتحت عيني
وكان ميﻻدي ، وكان استشهادي
وكانت حياتنا اﻷولى .
دونك يلفني الظﻻم حبيبتي
دونك لو تعلمين كم تتراكم وكم تنفذ بي اﻵﻻم
دونك يخاصمني الفرح يغيب السﻻم والامان
تزداد الاوجاع ، تتكثف وتصبح جبال ركام
وحين أكون الى جانبك ، حين يضمني حنانك
حين يكون حبك هو زادي ، هو المهيمن
على أنفاسي والمسيطر على أجوائي
أقوى على قهر الظﻻم
ونبذ كل خذﻻن وكل عيش هزيلا .
قادم اليك حبيبتي
فالروح تحررت من قالبها
تتمدد سحبا ، عشقا وطربا تكتسب
تطوي الجبال والوديان
تطرزها عيونا وغيولا
تفوح شذى ، تمﻷ البراري ندى
السوائل سيوﻻ والبوادي سبوﻻ
اسابق الدم المسفوح حربا وغيلة
الضواري وظﻻم الليل
الرياح والعواصف والاعاصير
وما تنفثه من شياطين
والجحيم أواريه الجحيم
إن ظهر في طريقي أو حاول التعطيﻻ .
سأسبقهم هذه المرة
لن أدعهم يفرقون بيننا ثانية
فﻻ تهني .. وﻻ تنامي .. سأستكمل إقرائك .. سأنجز إهدائك
ما تراكم في صدري من حب وسﻻم ووطن غيورا
ونسكن تﻻحما ، من وسق جدائلك مغزوﻻ
أو فلنبدأ ثانية من جديد ، من الهيولى بداية أولى .
أنتهى
عبدالعزيز دغيش في 16 / 8 / 2015
تحت عنوان " رسالة من شهيد حي في بﻻد اليمن " .