جهزت أم العرائس فتياتها للزفاف، ثلاث فتيات سمراوات بلون العسل بشرنهن، والسلام ثيابهن والقلوب تطفو محبة والعيون تفيض أملا وقد بلغت سن الرشد.
الرديف العروس الكبرى، تسابق نحوها العرسان فلم تختر سوى الحرية عشيقا، ولأنها هي الكرامة ذاتها قررت إكمال مراسم الزواج بأن جعلت من الصدق والحب مدعوين.
المتلوي في ثوب الحرية اختالت وإليها الكرامة مالت فانجذبت إليها عروس العفاف.
المظيلة، أصغر العرائس عانقت العدل فحلا فتناسق تاج العدالة مع سمرتها الخاطفة.
فرحت أم العرائس لاختيارات بناتها وقررت أن تنجز لهن عرسا موحدا، ودعت كل الفقراء يشربون نخب الفرح. اغتاظ العرسان المرفوضون، رغم ثرائهم ومكانتهم، تجمعوا في قصر كبيرهم يتصيدون الحيل لإبطال الزفاف. لكن المفاجأة كانت رهيبة، واستفقنا جميعا ذات صباح على رقص العرائس وأمهن كل في حلل الزفاف تختال. تدق الواحدة منهن أبواب الفقراء شتاء تدعوهم للحفل فتغمر بيوتهم دفئا ويهز وقع رقصها قصور الثراء فتجمد القلوب بردا رغم تدثرها بفرو الأسود، تطوف أم العرائس وبناتها بالأكواخ صيفا تبعـث فيها عبيرها نسمة ندية باردة تنعش أجسادها المنهكة تبث فيها الحياة فيرتفع فيض القصور حتى يختنق أهلها بغبار الفسفاط المتطاير من تحت أقدام الراقصات , ومن عرقهن تتطاير رائحة العطر والفرح, لامس رذاذها أهل فريانة والقصرين وسيدي بوزيد
فاستعد الجميع لمشاركة الجنوب عرسه رغم البعاد, واستعد أحرار القيروان والساحل وتونس وبنزرت وغيرهم لحماية العرس من المفسدين, هزت المفاجأة الأثرياء فحاولوا اختطاف سمرة الجنوب يقايضون بها أم العرائس فتيانها لكنهم لخيبتهم اتشحوا بسواد الغضب، أعلنوا حالة الاستنفار، وكثفوا اجتماعاتهم ليلا نهارا يناقشون سر اعتناق السمرة للفرح.
غريب أمر هذه القرية الفاجرة، فتياتها تسبحن ضد التيار، شبانها فرسان لا يرتادون سوى الطرق الوعرة، أقدام أهلها نزلزل الأرض إذا رقصت وزغاريدهم ترج القصور. ماذا يريد أهل هذه الجنزب؟ صوتهم واحد، عرسهم واحد، فجرهم صاعد، هل أخطأنا إذ صدقنا إذ فرضنا عليهم حالة حرب الكل ضد الكل؟ في زمن الكل فيه يشي بالكل توحد صوت الجنوب حول الفرح، فغنى الكل ورقص على نفس الوتر...
في زمن الكل فيه يسرق الكل ارتفعت أيادي الجنوب سياجا في وجه كل محاولات النهب والإبتزاز...في جنوب طوقته شركات الفسفاط بغبارها الخانق تنفث أم العرائس وبناتها هواء نقيا يحيي العظام وهي رميم...كيف لم يثنهم برد الشتاء ولا حرارة الصيف عن إقاكمة العرس هنبئا؟...أي عرس هذا الذي لم تباركه القصور ولم يرقص فيه الملوك، ولم تشرب نخبة رؤوس الأموال؟...
وبعد نقاش طويل جاء القرار لنز صيفهم قيضا، لنجعل تلوث هوائهم اختناقا، لنحول عرسهم مأتما... أين القنابل تسيل الدموع فتختلط الألوان فوق وجوه العرائس تفسد زينتها؟... أين الرصاص يجعل من الدخان ستائر تفصل بين كل عريس وكل عروس؟ وعبثا حاولت الأسلحة على اختلافها إخماد صوت الفرح...إن الزغاريد ترتفع على صوت الرصاص,,,زغاريد أمهات لاستشهاد أبنائهن فرسانا يفدون الفرح بالحياة، زغاريد الأم العرائس الثلاث لانتصار بناتها على الحزن، زغاريد العرائس الثلاث للقاء أحبائهن، تهز جبروت حراس القصور فيرتعدون، ينادون السجون تمنع الفرسان من الرقص احتفالا، لكن العرائس وأمهن العجوز يواصلن الرقص يواصلن العناق فأين أحرارك خضراء، يدقون لهن طبول النصر؟ يعزفون لهن نشيد الحياة في انتظار عودة الفرسان يباركون الزفاف.
الرديف العروس الكبرى، تسابق نحوها العرسان فلم تختر سوى الحرية عشيقا، ولأنها هي الكرامة ذاتها قررت إكمال مراسم الزواج بأن جعلت من الصدق والحب مدعوين.
المتلوي في ثوب الحرية اختالت وإليها الكرامة مالت فانجذبت إليها عروس العفاف.
المظيلة، أصغر العرائس عانقت العدل فحلا فتناسق تاج العدالة مع سمرتها الخاطفة.
فرحت أم العرائس لاختيارات بناتها وقررت أن تنجز لهن عرسا موحدا، ودعت كل الفقراء يشربون نخب الفرح. اغتاظ العرسان المرفوضون، رغم ثرائهم ومكانتهم، تجمعوا في قصر كبيرهم يتصيدون الحيل لإبطال الزفاف. لكن المفاجأة كانت رهيبة، واستفقنا جميعا ذات صباح على رقص العرائس وأمهن كل في حلل الزفاف تختال. تدق الواحدة منهن أبواب الفقراء شتاء تدعوهم للحفل فتغمر بيوتهم دفئا ويهز وقع رقصها قصور الثراء فتجمد القلوب بردا رغم تدثرها بفرو الأسود، تطوف أم العرائس وبناتها بالأكواخ صيفا تبعـث فيها عبيرها نسمة ندية باردة تنعش أجسادها المنهكة تبث فيها الحياة فيرتفع فيض القصور حتى يختنق أهلها بغبار الفسفاط المتطاير من تحت أقدام الراقصات , ومن عرقهن تتطاير رائحة العطر والفرح, لامس رذاذها أهل فريانة والقصرين وسيدي بوزيد
فاستعد الجميع لمشاركة الجنوب عرسه رغم البعاد, واستعد أحرار القيروان والساحل وتونس وبنزرت وغيرهم لحماية العرس من المفسدين, هزت المفاجأة الأثرياء فحاولوا اختطاف سمرة الجنوب يقايضون بها أم العرائس فتيانها لكنهم لخيبتهم اتشحوا بسواد الغضب، أعلنوا حالة الاستنفار، وكثفوا اجتماعاتهم ليلا نهارا يناقشون سر اعتناق السمرة للفرح.
غريب أمر هذه القرية الفاجرة، فتياتها تسبحن ضد التيار، شبانها فرسان لا يرتادون سوى الطرق الوعرة، أقدام أهلها نزلزل الأرض إذا رقصت وزغاريدهم ترج القصور. ماذا يريد أهل هذه الجنزب؟ صوتهم واحد، عرسهم واحد، فجرهم صاعد، هل أخطأنا إذ صدقنا إذ فرضنا عليهم حالة حرب الكل ضد الكل؟ في زمن الكل فيه يشي بالكل توحد صوت الجنوب حول الفرح، فغنى الكل ورقص على نفس الوتر...
في زمن الكل فيه يسرق الكل ارتفعت أيادي الجنوب سياجا في وجه كل محاولات النهب والإبتزاز...في جنوب طوقته شركات الفسفاط بغبارها الخانق تنفث أم العرائس وبناتها هواء نقيا يحيي العظام وهي رميم...كيف لم يثنهم برد الشتاء ولا حرارة الصيف عن إقاكمة العرس هنبئا؟...أي عرس هذا الذي لم تباركه القصور ولم يرقص فيه الملوك، ولم تشرب نخبة رؤوس الأموال؟...
وبعد نقاش طويل جاء القرار لنز صيفهم قيضا، لنجعل تلوث هوائهم اختناقا، لنحول عرسهم مأتما... أين القنابل تسيل الدموع فتختلط الألوان فوق وجوه العرائس تفسد زينتها؟... أين الرصاص يجعل من الدخان ستائر تفصل بين كل عريس وكل عروس؟ وعبثا حاولت الأسلحة على اختلافها إخماد صوت الفرح...إن الزغاريد ترتفع على صوت الرصاص,,,زغاريد أمهات لاستشهاد أبنائهن فرسانا يفدون الفرح بالحياة، زغاريد الأم العرائس الثلاث لانتصار بناتها على الحزن، زغاريد العرائس الثلاث للقاء أحبائهن، تهز جبروت حراس القصور فيرتعدون، ينادون السجون تمنع الفرسان من الرقص احتفالا، لكن العرائس وأمهن العجوز يواصلن الرقص يواصلن العناق فأين أحرارك خضراء، يدقون لهن طبول النصر؟ يعزفون لهن نشيد الحياة في انتظار عودة الفرسان يباركون الزفاف.